ملفات وتقارير

بين الواقعية والسخرية.. "عربي21" ترصد ردود الفعل المُتباينة من الهجوم الإيراني (شاهد)

رصدت "عربي21" جُملة من التعليقات والتغريدات المُتباينة- إكس
بعد أن حبس العالم أنفاسه، لساعات، عقب توعّد إيران بالرد على دولة الاحتلال الإسرائيلي، باختيار توقيت يُناسبها لإطلاق موجة من الطائرات المسيّرة بدون طيار والصواريخ المجنحة، بما في ذلك طائرات مسيرة أطلقتها أذرع طهران في اليمن والعراق ودول أخرى؛ فإنه عاد إلى لفظ أنفاسه على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

رصدت "عربي21" جُملة من التعليقات والتغريدات، المُتباينة، التي عبّر خلالها عن ما يجول في تفكيره من آراء ومعتقدات، وصلت إلى حد السخرية، في كثير من الحالات.

"فُقاعات في الهواء"
بين التحليل السياسي للمشهد القائم، وبين ما يجول على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وقفت "عربي21" على عدد من التغريدات، التي حظيت بمستوى متسارع من التفاعل؛ مُعظمها أشار إلى "كون الرد الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي كان مُجرّد مسرحية وفقاعات في الهواء، لم تُسفر عن أي خسائر تُذكر".

وكتب الصحفي السعودي، عبد الله آل هتيلة، في حسابه على منصة "إكس"، إن "الخاسر الأكبر من مسرحية الألعاب النارية هي إيران التي ثبت للعالم ضعفها وتخبطها وإفلاسها على عكس ما كانت تدعيه من قوة وتمكين".


وأضاف: "إيران اليوم.. كيف يَنظر لها جمهور محور الممانعة بعد تعرية قدراتها من قبل الكيان الصهيوني". وهو نفس الاتجاه الذي مضى عليه رأي الصحفي السوري فيصل القاسم، حيث كتب: "لاحظوا أن كل الدول أغلقت مجالها الجوي بسرعة قبل العملية الإيرانية".


وقال فيصل القاسم، عبر تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "ثم أعادت فتحه بسرعة أكبر، وهذا مؤشر على أنها كانت فعلاً مجرد حفلة ألعاب نارية سريعة متفق عليها... وعابرة... لذر الرماد في العيون والضحك على الذقون".

"ليست مسرحية"
من جهته، قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، عمر الشوبكي، إن ما حدث "ليست مسرحية"، موضحا عبر منشور له على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه "رغم عدم نجاح الضربة الإيرانية في تحقيق أهدافها المعلنة (إصابة بعض القواعد العسكرية الإسرائيلية) إلا أنها كانت عملية حقيقية أعد لها بإتقان".

وتابع الشوبكي: "ونجحت معظم المسيرات الإيرانية في الوصول إلى تل أبيب ومدن أخرى وإصابة سكانها بهلع كبير وكسر هيبتها وتحصيناتها.. وأنها دولة يمكن أن تستهدف"، مبرزا أن "إيران دولة تمتلك أوراق قوة كثيرة وليست دولة هلفطة وخطابات حنجورية حتى لو كان خطابها السياسي والدعائي  فيه كثير من الشعارات".



"إنما هي دولة علم ومشروع سياسي يختلف عليه ولكنها تعرف أن تدافع عن مصالحها بشراسة حتى لو كان على حساب غيرها. الرد الإيراني يدخل في إطار حروب الردع وليس الحروب الشاملة". وتابع المتحدث نفسه، مؤكدا أنه "من غير الوارد ولا من البطولة أو الذكاء أن ترسل جيشها وأسطولها للهجوم على إسرائيل، إنما ردت على اعتداء سابق".

وأضاف أن "الغضب الإسرائيلي الكبير من الهجوم الإيراني (الذي لم ينجح) يؤكد أنه كان هجوما بجد ومخططا له وحقق أهدافا ولو رمزية لا تريد إسرائيل أن تحققها إيران. رد إسرائيل ما زال واردا رغم الضغوط الأمريكية ورغم  أنها نجحت في منع الصواريخ والمسيرات من تحقيق أهدافها لأنها تتعامل مع خصم بجد باتت لا تستطيع أن تقضي عليه بحرب شاملة وقبلت بالقواعد الجديدة لحروب الردع المتبادلة".


من جهته، قال حسن بناجح، وهو قيادي في جماعة العدل والإحسان المغربية: "24 ساعة كانت كافية لإخراج مجمل دواخل الأمة إلى السطح من خلال ترجمتها إلى أفكار وعواطف يموج بعضها في بعض في تلاطم على أقصى وأقسى درجات الحدة والعنف".



واسترسل بناجح، عبر منشور له على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بأنه "لتعكس كل ذلك في مشهد تراجيدي غاية في البؤس والألم يكشف مكمن هزال وضعف ووهن وخور ملياري مسلم متشظين متفرقين متطاحنين على مذبح اللئام"، مردفا بأنه "خسئ كل من ينفخ وينفث في الطائفية المقيتة المنتنة من كل الاتجاهات والمواقع، وهدى الله إلى الرشد الصادقين من أصحاب النيات الحسنة الذين يسقطون في فخها دون وعي. استبصروا رحمكم الله".

"الحرب العالمية الثالثة".. وسم مُتصدّر
على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" تصدّر وسم "الحرب العالمية الثالثة" المشهد، وتوالت التغريدات، الساخرة في أحيانا كثيرة من الأحداث المتسارعة خلال الساعات القليلة الماضية، والرامية إلى أمل في تغيير المشهد، والغوص في رسم خارطة جديدة للمشهد السياسي العالمي.


واندرج داخل الوسم، آراء كثيرة، رصدتها "عربي21"، بينما مقاطع فيديو، تعيد للمشهد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأخرى توثق لهجمات وصلت إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.


وقال المحامي العراقي والمختص في القانون، جمال الأسدي، إن "إيران كدولة إسلامية فعلت المستحيل بالنسبة للدول العربية أن تفعله عدا إرسال المساعدات الشكلية".

وتابع الأسدي، عبر منشور في حسابه على منصة "فيسبوك" بأن "إيران وتركيا هما دولتان جارتان للعرب ولهما معهم آلاف السنين من التعايش السلمي وغير السلمي ولهم في ما بينهم التصاهر والتجارة والدراسة والعمل"، مردفا بأنه "مؤسف جداً أن ينظر إلى إيران بنظرة شوفينية ليس لشيء وإنما فقط لخلفيات طائفية".


وأضاف: "إيران العلمانية أخطر على الدول العربية والتي تأمل أن تكون إيران هكذا؛ إيران ترفع راية العداء للكيان الصهيوني وهذا بحد ذاته يفترض أن يوحد العرب ليرفع راياته أيضاً لذات السبب"، مبرزا أن "ضربة إيران اليوم فجراً هي إيذان بأن إيران الأمس هي ليست إيران اليوم؛ الردع النووي الإيراني موجود وجاهز وأصبحت الدولة الثانية في الشرق الأوسط بعد إسرائيل تمتلك هذا الردع".

وكان الحرس الثوري الإيراني، قد أعلن  فجر الأحد، عن شن هجمات بعشرات الطائرات المسيرة والصواريخ ضد أهداف في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ردا على استهداف قنصليتها في دمشق، بداية الشهر الجاري.


كذلك، حذّر وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، الأحد، أي دولة من مساعدة دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ مضيفا عبر تصريح نقله التلفزيون الرسمي الإيراني، أن قواته سوف ترد على أي دولة تفتح مجالها الجوي أو أراضيها أمام دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال: "أي دولة تفتح مجالها الجوي أو أراضيها أمام إسرائيل لمهاجمة إيران ستلقى ردنا الحاسم".

إلى ذلك، أعلنت دول عدة بالمنطقة، منها لبنان والعراق والأردن، عن إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات المدنية، كما قالت جُملة من المصادر إن سوريا وضعت أنظمة الدفاع أرض-جو الروسية الصنع من طراز "بانتسير" حول العاصمة دمشق والقواعد الرئيسية في حالة تأهب قصوى تحسبا لوقوع ضربة من الاحتلال الإسرائيلي.