صحافة إسرائيلية

دعوة إسرائيلية للاعتراف بسيادة المغرب على "الصحراء الغربية"

الأناضول
بعد مرور قرابة عامين على توقيع اتفاق التطبيع مع المغرب، ظهرت دعوات إسرائيلية مؤخرا تطالب برفع مستوى العلاقات معه، بزعم أن لديهما تاريخا مشتركا وتراثا واسعا وطويل الأمد، وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، يطالب الإسرائيليون بالتعاون الإقليمي معه، وصولا للاعتراف بسيادة حكومة الرباط على الصحراء الغربية.

مع العلم أن الإنجازات الرائعة للمنتخب المغربي في مباريات مونديال قطر، وتأهله لمستويات متقدمة غير مسبوقة، جعلت المغرب يتصدر العناوين، وبين عشية وضحاها أصبح الفريق الممثل بلا منازع للعالم العربي في النضال من أجل كأس العالم، رغم أن إسرائيل شعرت بخيبة أمل لا تخطئها العين من تعبيرات اللاعبين المغاربة للتضامن مع الفلسطينيين، ما يؤكد للإسرائيليين أن اتفاقات التطبيع الرسمية لم تنجح في إيجاد انفصال بين الشعبين المغربي والفلسطيني.

مائير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي السابق، وديفيد أهارونسون مستشار وزير التعاون الإقليمي، ذكرا في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "الرباط وتل أبيب، وعلى خلفية الصراع المستمر من أجل النظام العالمي والأزمات في اقتصادات العالم، يمكن لهما تقديم حلول تساعد في التعامل مع تحديات الساعة، من خلال خطوة أخرى في اتفاقات التطبيع، وبموجبها أصبح المغرب في غضون أشهر رابع دولة عربية تقيم علاقات مع دولة الاحتلال، بعد أن قطع علاقاته معها عقب اندلاع انتفاضة الأقصى".

وأضافا في مقال ترجمته "عربي21" أن "تاريخ اليهود في المغرب عميق، ويمتد لأكثر من ألف عام، ويُعتقد أن اليهود الأوائل وصلوه بعد خراب الهيكل الثاني، حيث استوعب المغرب العديد من العلماء اليهود في إسبانيا ومحيطها، حتى أن مدينة الصويرة شكلت المدينة الوحيدة ذات الأغلبية اليهودية، ثم شارك يهود المغرب بمشاريع الاستيطان اليهودي في فلسطين خلال القرن الـ19، في يافا وحيفا وطبريا والقدس، وبعد قيام الدولة هاجر إليها غالبية اليهود المغاربة، وبقيت جالية يهودية صغيرة في المغرب، يعيش معظم سكانها في الدار البيضاء ومراكش، وبتشجيع من الملك تم ترميم المقابر اليهودية وأحياء الحي اليهودي".

وأوضحا أنه "مع تجديد العلاقات التطبيعية، تم إنشاء خطوط طيران مباشرة بين تل أبيب والدار البيضاء ومراكش، وأصبح المغرب إحدى الوجهات السياحية الشعبية للإسرائيليين، وتوقيع العديد من الاتفاقيات بين الوزارات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والشركات والمنظمات، وبعد عامين على مرورها، فقد حان الوقت لاستغلال الإمكانات الكبيرة للشراكة بينهما، حيث تعمل المغرب وإسرائيل بوابات للبحر المتوسط من الغرب والشرق، ويمكن لإسرائيل والمغرب والسودان التعاون بتقديم حلول لأزمة الغذاء العالمية المتفاقمة عقب حرب أوكرانيا، عقب موافقة المغرب مؤخرًا على تسهيل إجراءات دخول الإسرائيليين بتأشيرة إلكترونية".

وأشارا إلى أن "السودان يمتلك الأرض الخصبة التي يحتاجها ليصبح مصدراً بديلاً للقمح، لكنه يفتقر للمعرفة والأدوات اللازمة، ويمكن لإسرائيل والمغرب سد الثغرات، ليجلبوا إلى أفريقيا المعرفة الإسرائيلية في التكنولوجيا الزراعية، والفوسفات من المغرب، وبسبب أزمة الطاقة العالمية والقيود المفروضة على استيراد الغاز من روسيا، يمكن أن يوفر التعاون الإقليمي حلولًا بديلة، لتصبح مشاريع خط أنابيب الغاز الطبيعي بين نيجيريا والمغرب، وخط أنابيب الغاز من إسرائيل إلى أوروبا، وخط أنابيب النفط من الخليج إلى أوروبا، أكثر أهمية من أي وقت مضى، فضلا عن الاعتراف رسميًا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، لأنه سيعزز علاقاتهما، ويضعف جبهة البوليساريو المدعومة من إيران وحزب الله".

ينظر الإسرائيليون إلى تنامي العلاقات مع المغرب كونها تمنحهم إطلالة أوسع على التطورات التي تشهدها بلدان شمال أفريقيا على ساحل البحر المتوسط وفي منطقة الساحل وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ما يساعدهم في الحصول على المستوى الاستخباراتي والاتصالات السياسية، ولا يخفي الاحتلال حاجته من علاقاته مع المغرب؛ لزيادة المراقبة الاستخباراتية للجزائر، كما يحاول الاستفادة من علاقاته بالمغرب لزيادة نفوذه في ليبيا بأدوات النفوذ المباشرة، الجالية اليهودية والعلاقات الإقليمية والدولية، لتحقيق اختراق فيها.