نجح المقاتلون الأكراد الذين يحاربون في مدينة عين العرب السورية، في استعادة السيطرة على شوارع وأبنية في جنوب المدينة الحدودية مع تركيا، الثلاثاء، إثر اشتباكات مع عناصر تنظيم الدولة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ"فرانس برس" "تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية (واي بي جي) من استعادة السيطرة على شوارع وابنية في جنوب عين العرب إثر اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة بدأت مساء الاثنين واستمرت حتى صباح الثلاثاء".
وهو ما أكده رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي ( بي واي دي) صالح مسلم على هامش هذا الاجتماع الذي عقد لدعم المدينة "ان القوات الكردية تتقدم على الارض في كوباني شارعا شارعا"، مضيفا "التقدم بطيء لان داعش فخخ المنازل التي انسحب منها (...) ولكن سوف نستعيد السيطرة على المدينة في وقت قصير جدا".
وكان وصول قوات البشمركة العراقية الكردية مزودة بالعربات المدرعة والمدفعية قد مكن المدافعين عن البلدة من قصف مواقع تنظيم الدولة حول
كوباني واستعادة السيطرة على بعض القرى.
لكن الخطوط الأمامية في المدينة نفسها لم تتغير كثيرا حيث ما زال الجزء الشرقي منها تحت سيطرة المقاتلين، بينما لا يزال الغرب إلى حد بعيد تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومقاتلين متحالفين معها.
في موازاة ذلك، ذكر المرصد في بيان الكتروني أن وحدات حماية الشعب وقوات البشمركة القادمة من كردستان العراق، التي تقاتل الى جانبها في المدينة المعروفة باسم كوباني قصفت اليوم نقاط تمركز لتنظيم الدولة الاسلامية الذي قصف بدوره عدة مناطق في عين العرب.
كما نفذت طائرات التحالف الدولي العربي ليلا، بحسب المرصد، ثلاث ضربات استهدفت تجمعات ونقاط تمركز لتنظيم الدولة الجهادي المتطرف في جنوب شرق المدينة الواقعة في محافظة حلب الشمالية.
وتتعرض عين العرب، ثالث المدن الكردية في سوريا، منذ 16 أيلول/ سبتمبر الى هجوم من تنظيم الدولة الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق. ويقوم المقاتلون الأكراد في المدينة التي تبلغ مساحتها بين ستة وسبعة كلم مربع بمقاومة شرسة كبدت التنظيم المتطرف خسائر كبيرة.
وقتل أكثر من ألف شخص معظمهم من مقاتلي هذا التنظيم في المدينة منذ بدء الهجوم عليها.
ويأتي تقدم المقاتلين الأكراد بعد ساعات قليلة من إعلان قائدة القوات الكردية في المدينة نارين عفرين أن قواتها "حققت تقدما في كوباني"، وذلك خلال اتصال هاتفي معها أثناء اجتماع كردي في باريس.
وشددت نارين عفرين واسمها الحقيقي ميسا عبدو (40 عاما) على أن قواتها ستحرر المدينة "منزلا منزلا ونحن عازمون على سحق الإرهاب والتطرف"، في إشارة إلى تنظيم الدولة المعروف باسم "داعش".