سخر الكاتب
اللبناني الشيعي عماد قميحة من إعلان أمين عام
حزب الله، حسن
نصر الله، الانتصار بمعركة
الزبداني، ضد المعارضة السورية.
وتساءل الكاتب قميحة في مقال له نشره في موقع "جنوبية" اللبناني، المعارض لسياسات حزب الله: "كيف عدّ نصرالله العجز الميداني في الزبداني انتصارا لحزب الله؟".
وأوضح أن حزب الله وقف ميدانيا في الزبداني أمام طريق مسدود، ولم يستطع بعد مضي ثلاثة أشهر من السيطرة على العديد من أحيائها التي بقيت تقاومه ولم تستسلم رغم حصارها، موقعة مئات القتلى والجرحى في صفوف الحزب، مما اضطر الأخير إلى القبول باتفاق هدنة ينهي حالة الحرب، بعد ستة أشهر ينسحب فيها المقاتلون السوريون ضمن شروط واتفاقيات طالت الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين في إدلب.
وانتقد قميحة مفهوم "الانتصار" لدى حزب الله، حيث إن هذا الحزب يتبناه نتيجة واحدة ويروّج له عند جمهوره ببساطة، ويحاول عبر بروباغندا حزبية أن يسقطه على الآخرين.
وقال إن معيار الانتصار بالنسبة لحزب الله، "أنّ يقول السيد حسن نصر الله إنّنا انتصرنا".
وأضاف أن حزب الله يعاني من إشكاليات تتعلق في مقاراباته للموضوعات على مستوى الأداء السياسي الداخلي، أو في طبيعة علاقاته مع الأطراف الأخرى، أو حتى بالنسبة للمرتكزات الفكرية والثقافية والدينية، التي يحدد من خلالها شبكة علاقاته ومروحة تحالفاته، وصولا لسلة أهدافه وغاياته المبهمة إجمالا.
وسخر الكاتب اللبناني من توصيف نصر الله لمعارك الزبداني بأن ما حصل "إنجاز يضاف إلى انتصارات الحزب"، حيث قال قميحة: "يمكن لأيّ مراقب بسيط أن يتلمس مباشرة حجم التناقض والتعارض الواضح في المعايير، بحيث يصبح معه إدعاء الانتصار محلّ شبهة".
وأضاف أن الحزب يتجنب الحديث عن النتائج السياسية التي تتمخض من "انتصاراته"، ولا يزال يعترض على توصيف نتائج الحرب كما في حرب الـ2006 مع الاحتلال الإسرائيلي، في حين أنه ذكر هذه المرة أن نتيجة التوصل لاتفاق في الزبداني "انتصار" للحزب ليعيش الحزب حالة من التناقض.
فعلى جبهة الزبداني، اعتبر نصر الله أنّ الاتفاق السياسي والهدنة التي توصل إليها مع المعارضة المسلحة -التسمية التي أطلقها على مقاتلي الزبداني طيلة المقابلة- هو المعيار الوحيد هذه المرّة للانتصار، وأنّ هذا الاتفاق وما يمكن أن يحققه من نتائج ميدانية على الأرض هو الكفيل عنده، باعتبار أنّ معركة الزبداني حققت الأهداف المرجوّة، بالنسبة له.
وبالتالي فإنّ الخانة هنا هي خانة الانتصار وفقا لنصر الله، "متناسيا كلّ مجريات الأحداث، وكل حالات الصمود الأسطوري أيضا التي سطرها هذه المرة المسلحون السوريون على الطرف الآخر"، على حد قول قميحة.
وقال الكاتب إن حزب الله يعيش في التناقض البيّن، حيث رفض أن يبين النتائج السياسية من حرب الـ2006، بحيث يصبح بذلك ادعاء أحد الانتصارين على الأقل محلّ شبهة، ويتعذر حينئذ إمكانية الجمع بين "انتصار الزبداني" و"الانتصار بحرب الـ2006"، وضرورة الاكتفاء بواحد منهما فقط.
وختم بالقول: "إما أنّ الحزب انتصر بالصمود الميداني في عام 2006، وبالتالي فقد هزم في الزبداني، أو أنّه انتصر سياسيا في الزبداني، وهذا يعني أنه قد هزم في الـ2006".