هاجم فرع تنظيم
جبهة النصرة في جنوب دمشق (مخيم اليرموك ومناطق أخرى)، شرعيي التنظيم أبا مارية
القحطاني والكويتي علي العرجاني، بسبب موقفهما المؤيد للتدخل التركي في الشمال السوري.
واعتبر فرع التنظيم خلال بيان نشره أبو أسامة الدمشقي أحد عناصر "جبهة النصرة" المعروفين جنوب دمشق، أن تغريدات القحطاني والعرجاني لا تمثل التنظيم.
وعلى خلاف لغة بيانات "جبهة النصرة" المعتادة، فقد وصف بيان فرع جنوب دمشق، التحالف الدولي التركي العربي بـ"الكافر"، بالرغم من أن بيان مجلس شورى التنظيم وصفه بـ"غير الجائز" فقط.
وأضاف البيان: "بعد كسر ثلاثة مشاريع أمريكية في الشمال السوري على أيدي جبهة النصرة (حركة حزم، وجبهة ثوار
سوريا، والفرقة 30)، أطل علينا إبليس اللعين بمشروع إقامة منطقة عازلة ليكون عرشه الذي سيتربع عليه وسيبني عليه هو ومجلس شوراه صرح الطاغوت الجديد".
وبحسب البيان، فإن
تركيا "لن تخدم المسلمين، وستبقى تنفذ أوامر الغرب بقصف المسلمين بطائراتها، وأكبر دليل على ذلك وجود قاعدة إنجرليك التي تنطلق منها طائرات التحالف الصليبي التركي الكافر".
وبعث البيان برسالة مبطنة إلى "أحرار الشام" والفصائل التي أيدت التدخل التركي، حيث أوضح أن إصدار فتاوى مؤيدة للتدخل يدخل في باب "الإعانة"، في إشارة إلى أن تلك الفصائل تعين الكفار على المسلمين.
وصرّح مصدر داخل "جبهة النصرة" لـ"
عربي21" بأن البيان صحيح بالرغم من عدم نشره في الحسابات الرسمية، مشيرا إلى أن البيان يمثل قناعات فرع التنظيم في جنوب دمشق.
ويتهم العديد من الناشطين السوريين، فرع جبهة النصرة في جنوب دمشق بأنه موال بالكامل لتنظيم الدولة، لا سيما بعد تواتر الروايات عن تأييده للتنظيم في مخيم اليرموك، ومساهمته في دخوله للمخيم بعد معركته مع كتائب أكناف بيت المقدس، قبل أشهر.
صالح الحموي المعروف بـ"أس الصراع في الشام"، وهو قيادي مفصول من "جبهة النصرة"، علّق على البيان، قائلا: "كلمني من أسبوع أحد الأفاضل وطلب مني أن أتواصل مع شرعي النصرة في المخيم لأجلي له مسألة التدخل التركي لأنهم يكفرون من ينسق مع تركيا".
وتابع: "لم أتواصل معهم لضيق الوقت، وأنا بصراحة أحيّيهم لأنهم شجعان، وعبرّوا عمّا يعتقدون وليس كغيرهم يستخدمون التقية، ولا أذيع سرا إن قلت إنهم يريدون من النصرة أن تفصلهم ليجدوا ذريعة للالتحاق بداعش".
ولم يستغرب صالح الحموي صدور البيان عن فرع التنظيم في جنوب دمشق، وكتب مغردا: "مقدمة صحيحة تعطي نتيجة صحيحة، من سهّل دخول داعش لمخيم اليرموك فإنه من باب أولى أن يصوغ بيانا داعشيا كهذا بامتياز رفيع".
ويأتي البيان الذي هاجم أبا مارية القحطاني بعد يوم من تغريدات الأخير التي دعا فيها إلى طرد "الغلاة" من صفوف التنظيمات، وهو ما فسره الكثيرون بأنه يقصد فرع "النصرة" في جنوب دمشق.
وبحسب ناشطين، فإن البيان قد يكون وصل إلى القحطاني قبل نشره، حيث غرّد أمس: "تجد أخ الغلو يكابر بل حتى الجماعة التي هو معها، لا يرى أنها تحمل عقيدة السلف ولكنه يسايرها مصلحة ولكنه بأدنى نازلة يكشر عن أنيابه وخبثه"، في إشارة إلى مخالفة البيان للبيان الرسمي الصادر عن "جبهة النصرة" بخصوص التدخل التركي.
وفسّر القحطاني عدم ترك من يقصدهم بتغريداته لـجبهة النصرة، والتحاقهم بتنظيم الدولة، بقوله: "بل أخو الغلو يبقى مع الجماعات كي ينخر من الداخل ويزعزع الصفوف، وتكلفه داعش بالبقاء مع الفصائل ويتكلم على داعش لكنه يعمل للتخريب كابن سبأ".
وأكمل: "تتركه داخل الجماعات كي يهدم الفصيل الذي هو داخله تارة بقتاله لفصيل آخر تارة بتكفيره لجماعة أخرى حتى يشوه سمعة الفصيل الذي هو معه وهي مهمته".
وعن تجديد البيان البيعة لأبي محمد الجولاني، قال القحطاني: "تجده يجدد الولاء لجماعته ظاهرا، ولكنه يحقق لداعش ما يريدونه منه ويملونه عليه ويكون الفرع الداعشي داخل ذلك الفصيل بمسوح ابن سبأ، دعوشا بزي آخر".