اقتصاد دولي

النفط يسجل أعلى زيادة يومية في عام بعد قرار مفاجئ لـ"أوبك+".. وواشنطن تعلق

رفع بنك غولدمان ساكس تقديراته لأسعار نفط برنت خلال 2023 إلى 95 دولارا و100 دولار في 2024- جيتي
رفع بنك غولدمان ساكس تقديراته لأسعار نفط برنت خلال 2023 إلى 95 دولارا و100 دولار في 2024- جيتي
قفزت أسعار النفط، الاثنين، مسجلة أكبر ارتفاع يومي في نحو عام بعد إعلان مفاجئ من جانب "أوبك+" لخفض مزيد من الإنتاج في الأسواق.

وقفز خام برنت أربعة دولارات أو خمسة بالمئة إلى 83.89 دولار للبرميل بحلول الساعة الـ0627 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس أعلى مستوى في شهر عند 86.44 دولار في وقت سابق من الجلسة.

وقفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أربعة دولارات أو خمسة بالمئة إلى 79.39 دولار للبرميل، بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى منذ أواخر يناير.

وقفزت أسعار النفط قرابة الـ6 بالمئة في التعاملات الآسيوية بعد الإعلان المفاجئ.

اظهار أخبار متعلقة



البيت الأبيض يعلق

وقال البيت الأبيض، الاثنين، إن قرار دول "أوبك+" بخفض فوري في إنتاج النفط هو أمر "غير منطقي". وأضاف متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في بيان: "التخفيضات المعلنة أخيرا غير منطقية، بالنظر إلى حالة عدم اليقين في السوق"، وفق شبكة "CNBC" الأمريكية.

وبحسب بيان مجلس الأمن القومي، فإن "الولايات المتحدة تركز على أسعار المشتقات للمستهلكين المحليين وليس على سعر برميل النفط.. الأسعار تراجعت بأكثر من 1.5 دولار للغالون (3.72 لتر) منذ ذروتها في 2022".

وقادت السعودية، الأحد، خفضا منسقا للإنتاج اليومي لدى عدد من كبرى الدول النفطية رغم ضغوط الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج، في خطوة اعتبرت "إجراءً احترازيا" لتحقيق "الاستقرار والتوازن" في أسواق الخام.

وقررت السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عُمان والجزائر بشكل منسق خفض إنتاجها اليومي بإجمالي أكثر من مليون برميل يوميا، بدءا من أيار/ مايو المقبل حتى نهاية العام الحالي، في أكبر خفض للإنتاج منذ قرار منظمة الدول المصدّرة للنفط وشركائها "أوبك+" في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 بخفض مليوني برميل يومياً.

وبالمثل، أعلنت روسيا المنضوية في تحالف "أوبك+" أنها ستمدد خفض إنتاجها من النفط الخام بواقع 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام 2023، مشيرة إلى "إجراء مسؤول ووقائي".

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الطاقة أن الخطوة "إجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار أسواق البترول".

ويضاف هذا الخفض الذي جاء في سلسلة بيانات متعاقبة من الدول المعنية المختلفة إلى الخفض الذي أعلنه تحالف "أوبك+" في تشرين الأول 2022 ويقضي بخفض مليوني برميل يومياً حتى نهاية عام 2023.

ويأتي هذا الخفض، وهو الأكبر منذ ذروة جائحة كورونا في عام 2020، رغم مخاوف من أنّه قد يؤدي إلى زيادة التضخم ودفع المصارف المركزية إلى رفع أسعار الفائدة أكثر.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) عن سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية قوله إن "هذا الخفض الطوعي هو إجراء احترازي يتم لتحقيق التوازن في سوق النفط".

وستخفض السعودية 500 ألف برميل يوميا، والعراق 211 ألف برميل، والإمارات 144 ألف برميل، والكويت 128 ألف برميل، والجزائر 48 ألف برميل، وسلطنة عُمان 48 ألف برميل، على ما أعلنت كل دولة.

وجاء القرار عشية اجتماع لجنة المراقبة الوزارية لـ"أوبك+"، الاثنين، عبر تقنيات الاتصال المرئي، بحسب ما جاء في البيان الإماراتي.

ويرفع الإعلان الجديد إجمالي تخفيضات "أوبك+" للإنتاج إلى 3.66 مليون برميل يوميا، وفقا لحسابات "رويترز"، بما يعادل 3.7 بالمئة من الطلب العالمي.

اظهار أخبار متعلقة



"غولدمان ساكس" يعدل توقعاته

أعلن بنك الاستثمار الأمريكي "غولدمان ساكس"، الاثنين، رفع تقديراته لأسعار نفط برنت خلال العام الجاري 2023، في أعقاب قيام أعضاء من تحالف "أوبك+" بخفض طوعي في الإنتاج اعتبارا من أيار/ مايو المقبل.

وذكر البنك في مذكرة بحثية، الاثنين، أنه وفقا للتقديرات الجديدة، "سيبلغ سعر برميل برنت بحلول كانون الأول/ ديسمبر المقبل 95 دولارا، بزيادة 5 دولارات عن تقديرات آذار/ مارس الماضي".

أما سعر برميل برنت في 2024، وفق البنك، فإنه سيبلغ قرابة الـ100 دولار، بزيادة ثلاثة دولارات على تقديرات آذار/ مارس الماضي.

وقال "غولدمان ساكس": "خفض الإنتاج كان مفاجئا من جانب أعضاء في التحالف.. إنه يتفق مع نهج "أوبك+" الجديد بالتصرف بشكل استباقي".

اظهار أخبار متعلقة



العرض يقابل الطلب؟

جاء الإعلان المفاجئ عن الخفض في إنتاج النفط، رغم دعوات الولايات المتحدة المتكررة لزيادة الإنتاج، خصوصا مع زيادة الاستهلاك وإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل في الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم، بعد الإغلاقات المرتبطة بجائحة كورونا.

وأشار الخبير في مجال الطاقة المقيم في أبوظبي إبراهيم الغيطاني، إلى أنّ التخفيضات الطوعية "تأتي بعدما وصلت أسعار خام برنت إلى أدنى مستوياتها في عامين في آذار/ مارس الماضي، بسبب أزمة بعض المصارف الأمريكية".

وأفادت وكالة فرانس برس، بأنّ "انخفاض أسعار برنت عند أقل من 80 دولاراً هو مستوى غير مقبول لدى أعضاء ’أوبك+"، لافتا إلى أن "الدول المنتجة تتمسك بمستوى توازني يدعم موازناتها المالية الكبيرة في هذا العام، وخططها الاقتصادية المقبلة".

وقال المحلل المتخصص بشؤون الخليج في نشرة "ميدل إيست إيكونوميك سيرفي" يسار المالكي إنّ "القرار لم يكن غير متوقع تماما بعد الانخفاض الأخير في أسعار النفط، ولكن كان له أيضًا وقع المفاجأة في ما يتعلق بحجم الخفض المعلن".

والشهر الماضي، قال خوسيه فرنانديز، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الاقتصادية والطاقة والبيئة: "فيما تتعافى اقتصادات العالم، سنرى مزيدا من الاستهلاك. نود أن نرى العرض يقابل الطلب".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف فرنانديز على هامش مؤتمر للطاقة في هيوستن بتكساس: "نود أن نرى مزيدا من المعروض" من الخام عالميا، بما في ذلك من "أوبك+".

ويتألف كارتل "أوبك+" من 13 دولة عضوا في منظمة البلدان المصدّرة للنفط "أوبك" و11 دولة من خارجها.

ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن بانتظام إلى زيادة إنتاج "أوبك+" بعد أن أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الخام بشكل قياسي.

ورفعت "أوبك" توقعاتها للطلب العالمي على النفط للعام 2023 في شباط/ فبراير، قائلة إنها تتوقع نمو الطلب بمقدار 2.3 مليون برميل يوميًا إلى متوسط 101.87 مليون برميل يوميًا هذا العام.

وفي شباط، كان إنتاج المنظمة من الخام، بحسب تقديرات "رويترز"، أقل بقرابة المليوني برميل يوميًا عن شباط/ فبراير 2019.
التعليقات (1)
واحد من الناس
الإثنين، 03-04-2023 08:03 م
الفزاعات الإقليمية لدول الخليج و التي اخترعتها أمريكا زالت كلها .... صدام .. إيران... إسرائيل التي طبعوا معها ... و من قبل ذلك الربيع العربي الذي وأدوه في مهده .... فقدت أمريكا دور الحارس على عروشهم ... فلا طاعة لها عليهم .....هذه هي المعادلة الحالية ..... و لكنهم تناسوا ان ثرواتهم التي تسندهم كلها بيد أمريكا من شركات البترول لاستثماراتهم في أمريكا و أوروبا بمليارات المليارات... ستشهد حرب اقتصادية قذرة تنهار ويلاتها على ثروات الامة الاسلامية التي تركزت في دول الخليج و التي تعتبر إنما أوتيت هذه الثروات على علم عندها و ورثتها كابرا عن كابر