هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بوسع المرء أن ينتمي عاطفياً إلى الدوائر التي يجد نفسه فيها بحكم الولادة و النشأة فيفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم و يسعى لرفعتهم و مجدهم، لكن ما لا يسعه في دين الله أن يحيد عن الحق وأن يمارس الظلم و العدوان على الآخرين و أن يؤثر عمى التعصب على نور الحق و العدل..
في العالم كثير من المناضلين في سبيل العدالة، لكن عدم وجود مظلة دولية مساندة لهم أضعف من قدرتهم على تحقيق نتائج سياسية.
لا يمكن فهم الاستهتار بالآثار بمعزل عن فقدان قيمة الحياة ذاتها، فالذي يدمر الآثار هو ذاته الذي يبدد الموارد الطبيعية ويفسد في الأرض ويقطع الأشجار ويخرب البنيان، هو ذاته الذي يستهلك ولا ينتج، ويؤثر الكسل على العمل.
إن الأحق بأداء دور الاستخلاف في الأرض هو بلا شك من يعرف قيمة كنوز الأرض ويصونها، إن الأحق بالاستخلاف هو من يعمل بسنة ذي القرنين، وليس من يعمل بسنة يأجوج ومأجوج.
إن إحياء منهج المراجعة و التساؤل دائماً عن جدوى المعارك التي نخوضها والبحث في خيارات أقل كلفةً بعيداً عن ضغط الشعارات لا يعني التنكر للجهاد، بل هو إنقاذ لمعنى الجهاد من العبثية ونقل له إلى دائرة الفاعلية والتأثير.
التصنيف هو الخطوة الأولى في ثقافة الإقصاء التي قد تنتهي بالإبادة، والثقافة الأخلاقية هي التي تستدعي رابطة الإنسانية وتعزز حق المواطنة والمساواة
يدعو القرآن إلى كلمة السواء بين العالمين، وأن يتوقف البشر بمن فيهم المسلمون عن العلو والاستكبار في الأرض: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"..
الأحداث السياسية والصيرورة التاريخية والتقلبات الاجتماعية كلها آيات يخاطبنا الله بها تماماً كما يخاطبنا بالقرآن، والقرآن لا يعني ب"الآية" الآية القرآنية وحدها، إنما يعني بها كذلك الآية الطبيعية التي تشمل أحداث السياسة والاجتماع والتاريخ.
الثورة آتية لا ريب فيها، وأمارة اقترابها تفشي الظلم وتعمق الشعور بالقهر في نفوس المواطنين واقتطاع ضريبة الفساد وسوء الإدارة من حاجاتهم الأساسية، فإذا عم الظلم وظهر الفساد وغابت آليات المراجعة والتصحيح في بنية النظام أضحت الثورة مسألة وقت..
الدرس الذي ينبغي أن تستفيد منه القوى الوطنية المختلفة هو أن الوطن أكبر منها، وأن نبض الشعب أصدق من خطاباتها المنمقة..
لا تتقدم الأمم إلا في أجواء تسود فيها حرية التفكير وتنتصر فيها الأفكار أو تندحر في ميدان المحاججة بالبرهان وحده دون اعتقاد أي طرف أنه يملك أفضليةً دينيةً أو أخلاقيةً تمنحه حق فرض اجتهاده بالإكراه
إن كان الإنسان المعاصر لا يهتم كثيرا بقصة قبيلة عاشت قبل آلاف السنين في الصحراء ثم انقرضت، فإنه سيستفيد من المعنى الأخلاقي الذي تخلص إليه القصة..
هل تبقى لدى الفصائل ما تقدمه للوطن أم أنها غدت مثل جسد سليمان المتكئ على عصاه يوهمنا بالحياة بينما تنخر دابة الأرض منسأته؟ ومتى ينضج الحراك الشبابي الضعيف ويستوي على سوقه ليملأ الفراغ الاجتماعي والسياسي..؟
يتزايد العالم اليوم انفتاحا وتشابكا ومصالح اقتصادية، وهذا المعطى الجديد يخدم فكرة التعايش السلمي بين البشر ويقلص مساحة الحرب، وفي ضوء هذا الواقع الجديد تزيد فاعلية أدوات الأدب والفن والثقافة والتقدم العلمي والتكنولوجي..
إن التفكير في هذا الاتجاه سيعيد لخطبة الجمعة حيويتها وللأمة فاعليتها وإرادتها المصادرة وسيمكننا من إنشاء نظام سياسي راشد تكون الكلمة فيه للأمة لا للحاكم المتغلب.
خروج عشرات آلاف المواطنين النمساويين بشكل عفوي لاستقبال اللاجئين السوريين وتوزيع الطعام والمساعدات عليهم هو مشهد مفعم بدلالاته الإنسانية. ليس ثمة مؤامرة ولا حسابات سياسية بل هو تعبير شعبي تلقائي عن الخير الكامن في الفطرة الإنسانية، وهو شاهد للمجتمعات الأوروبية على تمكنها من ارتقاء درجة أعلى في سلم ا