إن كورونا قد يفتح باب التغيير أو ينبه إليه، وقد يشير إلى تشوه في عالم القيم واختلال في موازين علاقات الإنسان والكون ومسالك العمران، ولكن استراتيجية التغيير، وعيا وسعيا، بناء ودعما، فاعلية وحشدا، هي من وعي وسعي الإنسان فاعلا وعدلا، لا عالة وكَلاّ
بغض النظر عن كل ذلك، فإن هذا السيناريو الذي يتعلق بقادة العسكر الذين تمددوا في كل مكان وسيطروا على معظم مقدرات الاقتصاد ومفاصله في ظل عملية عسكرة وسيطرة، لم يكن يُتصور، وأن يقع هؤلاء في قبضة كورونا فينهي حياة بعضهم ويُلزم البعض الآخر بيوتهم، ويتملك معظمهم القلق والخوف
ومن أحوال الاستبداد سنرى عجبا، فإن فيروس كورونا الذي دخل هذه البلاد بلا استئذان حاول هؤلاء المستبدون بكل طاقتهم وقوتهم أن يعتموا على الأمر. هكذا المستبد في حال الأزمة والكوارث، صناعته التعتيم؛ إلا أن كورونا قرر فضح هؤلاء المستبدين في أعداد الإصابات الكبيرة
وواقع الأمر أن ذلك تكرر كما قلنا في تنازل وتفريط عن أرض الوطن في تيران وصنافير، وعن غاز مصر ومواردها. وضمن هذه السياقات فإن الأمر يتعلق بكل هذه الإخفاقات، بما يعبر عن اختلال من جراء تلك الحالة الانقلابية التي صارت في أضعف حالتها عند التفاوض ضمن مساومات ومقايضات على شرعنة هذا النظام
نستعرض الكتاب المهم الآخر، ولكنه يشكل في هذه المرة اهتماما طبيعيا لكاتب الاجتماع التركي لتعلقه بالخبرة التركية، وما يمكن الإشارة إليه بـ"صعود حزب العدالة والتنمية" و"الحالة الأردوغانية"، في كتاب اختار له الكاتب عنوانا مهما هو "أزمان الكاريزما.. من منظور علم اجتماع الكاريزما"
تهب علينا نسمات ذكرى ثورة 25 يناير، ممثلة في ذلك اليوم المهم الذي تنحى فيه المخلوع مبارك يوم 11 شباط/ فبراير، وأسدل الستار على شخصه الذي استمر في حكم مصر مستبدا بها طيلة أكثر من ثلاثين عاما
شهد هاشتاج "#السيسي_باع_سيناء" تفاعلا من جانب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رفضا لمساعي نظام الثالث من تموز/ يوليو بمشاهد إخلاء المزيد من أهالي سيناء للمساهمة في تمرير "صفقة القرن" الصهيونية الأمريكية، والتي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
نخبة جديدة تتدافع مع نخبة قديمة لم تعد قادرة على إحداث التغيير المنشود والتخلص من حال الاستبداد بالناس، وابتداء جولات في التغيير والفاعلية والتأثير، وذلك وفق القانون الاستراتيجي الذي يؤكد أن "حال الفراغ لا بد وأن يُملأ.. والفراغ يُملأ بك أو بغيرك"
ونحن على أعتاب ذكرى ثورة 25 يناير، نؤكد أن هذا النظام لو استمر ستصير مصر فاقدة السيادة، دولة مستباحة في مواردها وفي مقدراتها، بل وفي حدودها وفي عناصر سيادتها المادية.. يا سادة هذه هي القضية..
يتحدث المنقلب عن شرف يتمتع به في زمن انعدم فيه الشرف، وهو عن الشرف أبعد، ومن الخيانة لمصالح مصر وأمنها القومي أقرب. وهو أمر قد يدفعنا للكتابة عن مفاهيم اغتصبت عنوة من نظام فاشي لا يستحيي أن يكتسب بعضا من شرعيته بشن حروب كلامية مفتعلة، وخوض حروب وهمية ضمن عملية زائفة لشرعنة نظامه
تأتي الأحداث لتحمل لنا أخبارا خطيرة لم يعتدها المصريون في وطنهم حتى في عهود عتاة المستبدين من العسكر. تبدو هذه الأخبار مع كارثيتها كاشفة لحالة الواقع الحقوقي في ملفه الأكثر سوادا وظلاما وظلما