قال الكاتب المتخصص في الشؤون الحربية، باتريك كوكبيرن، إن خسارة تنظيم الدولة لمعركة
الموصل لا تعني انتهاء الحرب، ويجب ألا نشعر بتفاؤل كبير، بسبب ما قال إنه سيأتي لاحقا.
وذكر الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة الـ"إندبندنت" البريطانية، باليوم الذي بدأ فيه عدد من الوزراء والمسؤولين التدافع نحو مطار بغداد الدولي للفرار إلى الأردن، بعدما سيطر التنظيم على مساحات واسعة في العراق، وسادت مخاوف من الزحف نحو العاصمة بغداد في ظل انهيار كامل أصاب
الجيش العراقي في الشمال.
وبعد عامين ونصف، انقلبت الآية، وبدأ مقاتلو التنظيم يخوضون معارك الشوارع للدفاع عن مواقعهم في الموصل.
وتساءل الكاتب: "هل ستستمر الولايات المتحدة في تقديم الغطاء الجوي لحلفائها لطرد مقاتلي التنظيم من مواقعهم وصولا إلى الرقة؟".
ولفت إلى أن تقدم الجيش العراقي مؤخرا هو تقدم خادع، ومبالغة في قوة الجيش، الذي يعتمد في الأساس على القوات الجوية الأمريكية، وهو ما يحدث في سوريا بين قوات الأسد، والطيران الروسي.
وتابع: "ويبقى السؤال الجوهري هو: هل ستنتهي خلافة البغدادي بسقوط الموصل، بعدما حكمت في يوم مناطق يعيش فيها ما يربو على خمسة ملايين شخص في سوريا والعراق؟".
ولفت إلى أن حلم الخلافة أصبح كابوسا الآن، وبدأ يتحطم، رغم أن التنظيم ما زال يسيطر على بعض الأراضي في الدولتين، لكن دون أي موارد بشرية أو مادية كما في السابق، عندما كان يسيطر على مساحات واسعة في العراق، من حدود إيران، إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وتابع: "الحرب لم تنته تماما، تنظيم الدولة لديه طريقته الخاصة في الرد على الهزائم في ساحة المعركة، بنقل المعركة إلى الخارج، في أوروبا وتركيا على سبيل المثال، ما يحول الإعلام والأخبار عن تغطيه هزائمه على الأرض إلى تغطيه هجماته في الخارج".
وأضاف أن التنظيم قد يرغب في اختبار إدارة الرئيس ترامب، ومعرفة ما إذا كان يمكن استفزازه للقيام برد فعل كبير على هجمات إرهابية، على غرار ما فعله تنظيم الدولة في هجمات 11 سبتمبر.