ملفات وتقارير

هل تشمل قائمة الأردن لـ"جماعات سوريا الإرهابية" فصائل شيعية؟

دعا مراقبون الأردن لوضع قائمة بضوابط "احترافية" بحسب تعريفها (أرشيفية) - أ ف ب
تعكف المملكة الأردنية على وضع قائمة بـ"الجماعات الإرهابية" في سوريا، بطلب من الدول المشاركة في اجتماع فيينا بشأن سوريا، و على رأسها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
 
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، للصحفيين، على هامش قمة العشرين المنعقدة في تركيا، إنه "سيتم تنسيق العمل على استكمال قائمة الجماعات الإرهابية، وسيتولى الأردن مهمة التنسيق".
 
ويأتي اختيار الأردن لوضع القائمة بعد التحول في الموقف الأردني والميل للتنسيق مع روسيا، الذي وصفه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في لقاء مع عشائر أردنية في مدينة معان جنوب المملكة، بأنه "تنسيق لمصلحة الأردن وحماية الحدود".
 
ورجح خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية أن تتسع قائمة الأردن لتشمل فصائل إسلامية تقاتل النظام السوري كـ"أحرار الشام، وجيش الإسلام، وجيش الفتح، والفصائل المكونة له، ومن بينها جبهة النصرة، وسيكون على رأس القائمة تنظيم الدولة وأسماء قياداته ومناصبهم". 
 
وتوقع الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية مروان شحادة، في حديث لـ"عربي21"، أن "يدرج الأردن فصائل أحرار الشام، وجيش الإسلام وقائده زهران علوش، وجبهة النصرة، وتنظيم الدولة، وستتضمن القائمة أسماء قيادات ومعلومات استخباراتية يملكها الأردن بحكم قربه الجغرافي والأمني والسياسي من الملف السوري".
 
ويرى شحادة أن المملكة "فتحت قنوات اتصال مع فصائل المعارضة بكافة أطيافها، كونها كانت عضوا بغرف العمليات منذ بدء الأزمة السورية، فأصبحت على دراية بكافة الفصائل المقاتلة في سوريا، ما أهّلها لوضع قائمة".
 
وتحدثت الحكومة الأردنية، بتصريحات مقتضبة لـ"عربي21"، حول آلية وضع القائمة والمعايير التي ستعتمدها، واكتفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني بإعادة تصريح سابق له إن "القائمة سيتم التعامل معها من قبل الأجهزة الأمنية المختصة، وبالتنسيق مع الدول التي تنسق بشأن سوريا"، معتبرا أن ذلك يدل على " مكانة المملكة، واحترام الدول لقدراتها، وكفاءة أجهزتها العسكرية والأمنية".

هل ستشمل قائمة الأردن فصائل شيعية؟

وحول وجود فصائل شيعية في القائمة الأردنية، قال المحلل السياسي الأردني عمر كُلاب إن " التعريف الروسي للإرهاب يختلف عن التعريف الأمريكي، بالتالي على الأردن ان يعمل باحترافية ويضع معايير ويسقط الأسماء عليها، بالتالي لن تخضع القائمة للضغوطات الروسية والأمريكية، ولكل دولة حرية الاعتراف بالقائمة بعد ذلك".
 
وأوضح كلاب، في تصريحه لـ "عربي21"، أن الأردن يملك معلومات لوجستية "جيدة" عن الجماعات المسلحة في سوريا، إذ أنه "لا يوجد جهاز أمني في المنطقة قادر على وضع تعريف وأسس ومعايير مثل الأجهزة الأمنية الأردنية التي لها حجم اطلاع على الجماعات الإرهابية بشكل جيد، بالإضافة إلى قدرة هذه الأجهزة على اختراق هذه التنظيمات، فقد شكل الأردنيون مكونا أساسيا من تشكيل العديد من التنظيمات في سوريا، لذا تمتلك الأجهزة الأمنية مصادر أمنية داخل هذه التنظيمات وتخترقهم بصورة واسعة.
 
و تؤكد إحصائيات التيار السلفي الجهادي الأردني أن أعداد الأردنيين الذين يقاتلون في سوريا يقدر بما يقارب 2500 مقاتل توجهوا إلى ساحات القتال منذ اندلاع الأزمة عام 2011، بعض منهم اصطحب أطفاله للقتال إلى جانب جبهة النصرة، وجزء آخر في صفوف تنظيم الدولة، ومنهم من وصل إلى مناصب قيادية.
 
جيش الإسلام: نظام الأسد يحتل صدارة الإرهاب

بدوره، رأى الناطق باسم جيش الإسلام النقيب إسلام علوش أن "نظام بشار الأسد يحتل الصدارة في الإرهاب، فقد سقط على يده أكثر من 300 ألف شهيد ببراميل الموت والأسلحة الكيميائية"، رافضا اعتبار القوى الثورية "التي أخذت على عاتقها حماية المدنيين جماعات إرهابية".

وقال علوش، لـ "عربي21"، إن "القوى الإرهابية هي التي جاءت من خلف الحدود؛ لتساعد النظام في قمع الثورة، وتقف في وجه خيارات السوريين، وتحد من تطلعاتهم للعيش بحرية وعدالة، وهذه القوى تقاتل على أسس طائفية، وترتكب انتهاكات وجرائم مروعة بحق المدنيين، كما فعل حزب الله في القصير والقلمون من تطهير طائفي استهدف المدنيين بشكل مباشر، وكما تفعل الميليشيات العراقية في محيط دمشق وريفها".

وتابع بقوله: "ترتكب هذه المليشيات اليوم بمساعدة إيران أكبر عملية تطهير بريف حلب، أما قوى الثورة السورية، ومنها جيش الإسلام، فأخذت على عاتقها حماية المدنيين والدفاع عنهم، ولم ترتكب أي فعل إرهابي، ليس ضعفا منها، ولكن لانضباطها بالضوابط الأخلاقية للثورة".