جددت الزيارة المفاجئة لرئيس هيئة الأركان السعودي إلى تركيا الأسئلة حول حجم التعاون العسكري بين الرياض وأنقرة، وما هي الردود التي تدرسها القوى الإقليمية في
سوريا بعد التدخل الروسي العسكري المباشر، وهو التدخل الذي بدا واضحا، خلال الفترة الماضية، أن الولايات المتحدة لم تعد مكترثة به أو أنه تم بموافقتها.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة
السعودية، الجنرال عبد الرحمن بن صالح البنيان، وصل إلى العاصمة التركية أنقرة صباح الخميس في زيارة رسمية، وهي الزيارة التي لم تعلن لا السعودية ولا تركيا عن أسبابها، ولا أهدافها، ولا الموضوعات التي تبحثها، لكنها تأتي في الوقت الذي تلتهب فيه المنطقة من سوريا إلى العراق إلى اليمن.
وتم استقبال الجنرال البنيان من قبل رئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي الجنرال هولوسي أكار في مراسم استقبال رسمية، أقيمت بمقر الهيئة.
وتأتي زيارة الجنرال السعودي إلى أنقرة بعد يوم واحد من الاتصالات الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع عدد من قادة المنطقة، وعلى رأسهم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والملك الأردني عبد الله الثاني، إضافة إلى زعيم الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي، وهي الاتصالات التي فهمها الكثير من المراقبين على أنها تفاوض بشأن سوريا، ومحاولة لإطلاع دول المنطقة على الوضع الجديد فيها والتدخل الروسي، خاصة أن الاتصالات جاءت بالتزامن أيضا مع زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى موسكو، وهو ما أعطى انطباعا بأن بوتين ربما يتوسط بين دول المنطقة ونظام الأسد لتمرير مشروع ما.
ورأى محلل سياسي، تحدث لـ"
عربي21"، أن زيارة رئيس الأركان السعودي إلى أنقرة تمثل ارتفاعا جديدا في مستوى علاقات التعاون بين البلدين، وشعورا من الطرفين بأن لا غنى لكل منهما عن الآخر في ظل الأزمات المتفاقمة في المنطقة، مشيرا إلى أن "التوتر الذي ساد العلاقة بين الرياض وأنقرة في أعقاب الانقلاب في مصر لم يعد موجودا حاليا".
وقال المحلل، الذي طلب من "
عربي21" عدم نشر اسمه، إن لدى السعودية وتركيا شعورا مشتركا بخطورة التطورات التي تشهدها المنطقة.