سيطرت أجواء التبرير الديني على خطاب للأمين العام لحزب الله
اللبناني حسن نصر الله، من أجل إعطاء غطاء ديني لقتاله على الساحة السورية، ينطلق من المسؤولية التاريخية للأنبياء والرسل في محاربة الظلم، ومسؤولية الحزب من منطلق أنه يملك "القوة"، ما يلقي عليه مسؤولية الذود والدفاع عن "الأمة والإسلام".
وقال نصر الله في إحياء الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء في الضاحية الجنوبية، إنه يسير على نهج "الأنبياء والرسل" في جهادهم لإزالة الظلم ونشر العدالة في الأرض، لتبرير تدخل الحزب في الساحة السورية وساحات أخرى سوى لبنان.
ومن باب تحمل "المسؤولية تجاه الناس"، ولأن "قوى الاستكبار" وصلت بحسب نصر الله إلى "اللعب في البديهيات الفكرية والعقلية والدينية"، كان لزاما على الحزب أن يدخل قلب المعركة.
وفي تبرير يحمل الطابع الديني هذه المرة، أشار نصر الله إلى أن الحزب يعمل على حفظ سلامة وكرامة الناس في لبنان وفي أي ومكان يستطيع الحزب أن يصل إليه، في إشارة إلى أنه لا يقتصر على
سوريا فقط، معتبرا الأمر واجبا دينيا تجاه الأمة والمقدسات.
وتابع: "بحسب القدرة يأتي التكليف، فبعض الناس ليس لديهم قدرة على القيام بأي أمر إلا الشعور بالهم والمسؤولية مثلا، وهناك أناس لديهم أموال وآخرون لديهم سلاح أو علم أو ثقافة أو منبر إعلامي، وهنا يتفاوت التكليف والمسؤولية بحسب القدرة".
ولم ينسَ نصر الله أن يذكر بتضحية الحسين عليه السلام، ليدلل على أن الحزب يسير على نفس النهج في "مواجهة الطغيان"، والعمل لـ"إنقاذ الأمة والسلام".
وقسم الأمين العام للحزب مراحل الحرب الناعمة إلى ثلاث مراحل، بدءا من القطرية الممثلة في أن اللبناني على سبيل المثال يتحمل مسؤولية بلاده ولا يتدخل في البلاد الأخرى، الأمر الذي تجاوزه الحزب الذي يعمل اليوم على الساحة السورية.
وفي المرحلة الثانية، تقسيم البلد الواحد إلى هموم ومسؤوليات مبنية على البعد الطائفي، بحيث يصبح أبناء البلد أنفسهم مقسمين على أساس المناطق، في محاولة منه للعزف على وتر الشأن اللبناني الداخلي ومحاولة حصره بأنه مشكلة "نفايات" لا أكثر.
أما المرحلة الأخيرة، فهي أن يصبح هم كل فرد أموره الشخصية فقط، واصفا هذه المرحلة بـ"الكارثة الكبرى".