قال ملكي حنا وهو قائد لفرقة سورية غير معروفة من المقاتلين المسيحيين إن رجاله يخافون من الكاميرات، لأن معظمهم منشقون عن الجيش وقد يتعرضون بسهولة للخطر.
ونقل مراسل موقع "ميديل إيست آي" عن ملكي قوله "لقد بدأنا بتنظيم أنفسنا بعد أن انسحب الجيش من شمال شرق
سوريا، وسيطر الأكراد على المنطقة، وتعتبر فرقة (سوتورو) التي تعني باللغة
السريانية (حماية) هي بديلنا عن الفوضى التي تسيطر على البلد".
ويظهر التقرير اختلاف الولاءات وانقسام المسيحيين السريان بين مؤيد لنظام بشار
الأسد ومعارض له.
ويواصل التقرير بالقول إن الأكراد قاموا في تموز/ يوليو 2012 بالسيطرة، ولهذا استطاعوا أن يقيموا مسافة بين قوات الجيش والمعارضة.
ويتحدث حنا عن تعاون مع قوات الأمن الكردية وقال: "لدينا 100 مقاتل ولكننا في تعاون كامل مع أسايش وهي الشرطة الكردية، بل وحتى نقوم بعمليات مشتركة".
وأضاف حنا إن المترجمين ضروريون "فنحن لا نتحدث الكردية والكثيرون منهم لا يتكلمون العربية لأن معظمهم أكراد من تركيا".
أما هو فيتحدث اللغة السريانية كلغة أم، حيث أشارت إحصاءات ما قبل الحرب إلى أن نسبة المسيحيين السريان تبلغ 10% من مجموع 23 مليون نسمة.
وقالت الصحيفة إن منطقة الشرق السوري ظلت آمنة للمسيحيين، خاصة من هربوا من العراق. ولكن المسيحيين السوريين وقعوا في شرك "الأقلية غير المسلمة" وتقول الأمم المتحدة إن مليوني سوري هربوا من بلادهم منذ آذار/ مارس 2011، ولا تعرف نسبة المسيحيين منهم.
وأشارت إلى أن هناك الكثير من المسيحيين ممن وقفوا إلى جانب نظام بشار الأسد أثناء الأزمة، مع أن أصواتا معارضة برزت داخل المجتمع المسيحي. ومن بين هذه الأصوات "حزب الاتحاد السرياني" والذي برز عام 2005، وظل الحزب سريا حتى سمح له الوضع الجديد بالعمل علانية في مدينة القامشلي والتي تبعد عن دمشق مسافة 600 كيلو مترا.
ويتزعم حزب الاتحاد السرياني إيشوع كورية. وينقل التقرير عن كورية قوله "إن كلا من حافظ وبشار الأسد حرمانا من حقوقنا الشرعية، لأنهما لم يعترفا بوجود الشعب السرياني" وأضاف أنه لا يخشي من انتقام النظام منه مع أن عددا من رفاقه في السجن.
وكانت مدينة القامشلي تشتهر باحتفالات ومسيرات عيد الفصح لكن الوضع الأمني والسياسي أثر عليها، خاصة أن النظام لا يزال يسيطر على المطار ومركز المدينة، حيث لا تزال تعلق صور بشار ووالده فيما تسيطر الجماعات الكردية على منطقة الجزيرة في شمال شرق البلاد.
ويفضل كورية خيار الحكم الذاتي وقال: "من أهم الخطوات التي اتخذناها في الآونة الأخيرة كانت إعلان الحكم الذاتي وإصدار ميثاق اجتماعي يعترف بلغتنا -السريانية- كلغة رسمية إلى جانب الكردية والعربية". وكانت منطقة الجزيرة قد أعلنت في كانون الثاني/ يناير استقلالها الذاتي أو مشروع الإدارة الذاتية.
ويرى كورية أن الميليشيا السريانية "سوتورو" مهمة وشرعية مع أنه فرق بين من يعملون مع الأكراد والذين يقفون إلى جانب النظام من المسيحيين.
وفي مركز قيادة الميليشيا غرب القامشلي يقدر أحد قادتها العسكريين، لؤي شمعون عدد مقاتليها بحوالي 400 مقاتل، وأكد وجود ميليشيا مسيحية تقاتل إلى جانب الأسد. ويقول إن الانشقاق حدث قبل عدة أشهر "عندما اعتقل النظام عددا من رجالنا ولكننا استطعنا مبادلتهم ببعض الجنود الذين اعتقلناهم على نقاط التفتيش".
ويؤكد شمعون إن "سوتورو" هي جماعته لا جماعة أحد غيره، مع أن المعلومات المتوفرة تشير إلى جماعة أخرى متحالفة مع النظام، وبالاسم نفسه، ويرتدي رجالها زيا خاصا ولها شعارها الخاص.
ورغم الانقسام داخل المجتمع السرياني في القامشلي إلا أن العلاقات لا تزال قائمة، حيث يقول مقاتل في الجماعة المعارضة إنه يتحدث مع الموالين للنظام عندما يخلع بزته ويتناول مع الآخرين السياسة.
ويدعم ذلك ما قالته لارا، وهي طالبة جامعية، تعتقد أنه لولا قوات الحماية الكردية لدخلت الجماعات الإسلامية.
وفي إطار آخر رفض مسيحيون جماعة سوتورو المتحالفة مع الأكراد وقالوا إنها "نصبت نفسها للدفاع عن المسيحيين مع أن أحدا لم يطلب منها هذا".