دعا أسقف الكنيسة الإنجليزية السابق رون ويليامز إلى دعم
اللاجئين السوريين، خاصة الذي وصلوا إلى
بريطانيا.
وقال ويليامز في مقالة له على صحيفة "اندبندنت" البريطانية إن "بريطانيا تتمتع بتقليد تفتخر به وهي استقبال الناس الذين دمر العنف والاضطهاد والتمييز حياتهم، أمثال آسيويي أوغندا، الفيتناميين، الكوسوفيين وغيرهم الكثير وحتى نصل إلى عملية نقل الأطفال اليهود من ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي".
وأضاف: "مهما كان هناك من تذمر أو تخوف تحاول بعض عناصر الإعلام تشجيعنا التعبير عنه، إلا أن الحقيقة هي أن معظم الناس في المملكة المتحدة، يعرفون متى تكون هناك أزمة تحتاج إلى السخاء، فهم يدركون أنهم لا يتعاملون مع أرقام بعيدة، وإنما مع عائلات وأطفال لهم احتياجات كاحتياجاتهم".
وعلق على وصول أول دفعة من السوريين قائلا إن "وصول عدد صغير من السوريين بحسب برنامج نقل الأشخاص الضعفاء يتماشى تماما مع التقليد. قد يكون العدد قليلا، لكنها فرصة لتسجيل حجم المأساة الإنسانية التي تعاني منها
سوريا وجميع المنطقة. فهناك أناس عانوا من الصدمة والإهانة والخوف الذي لا نستطيع تخيله، بالإضافة إلى الاغتصاب و التعذيب والرعب المستمر".
ودعا للقيام بالمزيد بقوله: "جيد أن تفتح الحكومة الباب لضحايا التعذيب والعنف ضد المرأة، وإن كان بعد ضغط كبير من مجلس اللاجئين وغيره، وعلينا نحن الشعب أن نعد بدعم المزيد من العمل الإنساني المنسق دوليا".
وأكد أن "المشكلة ليست مشكلة سوريا وحدها، بل دول الجوار أيضا –لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر- التي استقبلت معا نحو 2.5 مليون لاجئ، ولم يكن لديها أي خيار. وتلك بلدان غير قادرة على استيعاب هذا المستوى من الحاجة، وخاصة في حالة عدم الاستقرار والضغط وشح الموارد الذي تعيش فيه بعضها. وتقوم الهيئات الخيرية مثل كريستيان ايد وآخرون بالعمل مع مجموعات جريئة تعمل في سوريا، وتتحمل مخاطر جمة لأجل مساعدة الضعفاء من الناس، وقد قتل اثنان يعملان مع الشريك المحلي لكريستيان ايد في الشهور القليلة الماضية".
ودعا إلى التنسيق على مستوى العالم والاستجابة لهيئة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي أطلقت نداء للحكومات حول العالم، لاستيعاب 100000 لاجئ من سوريا خلال عامي 2015-2016.
وقال ويليامز: "يجب علينا أن نبقي الضغط على حكومتنا والحكومات الأخرى للوقوف معا؛ لإعادة
توطين اللاجئين، بالإضافة إلى الضغط لأجل ضمانات بوصول المساعدات الإنسانية للسوريين المحاصرين".
وقال إن استقبال اللاجئين يجب ألا ينظر إليه كعبء، "فقد يناسب البعض أن يصور وصول اللاجئين كعبء جديد على مواردنا، وهذا ما كان يقال على مدى القرن الماضي، كلما قامت بريطانيا بالنهوض لتحمل مسؤولياتها تجاه من هم في حالة الخطر الشديد. وكل مرة كانت تتغلب طبيعة الشعب البريطاني الرحيمة والمضيافة على الأصوات السلبية".
وختم بالقول: "لا يمكننا أن نكون سعداء لوجود أناس بحاجة إلى هذه المساعدة، ولكننا شاكرون لأن المملكة المتحدة ما تزال قادرة على الوفاء بالتزاماتها التاريخية تجاه ضحايا الاستبداد والوحشية، ونأمل أن تؤسس لتطوير ردة فعل على مستوى العالم لأبشع النكبات الإنسانية في عصرنا".