سياسة عربية

تفاقم الأزمة بين دولة الاحتلال ومصر.. ووفد يصل للقاهرة لبحث "عملية رفح"

وزير الخارجية الإسرائيلي: مفتاح منع حدوث أزمة إنسانية في غزة في أيدي المصريين - أرشيفية
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن عملية رفح أدت إلى تدهور العلاقات بين تل أبيب والقاهرة دون تعليق فوري من مصر.

وذكرت وسائل إعلام عبرية رسمية٬ أن وفدا أمنيا للاحتلال الإسرائيلي وصل إلى مصر، الأربعاء، لبحث الأزمة العميقة بين الجانبين على خلفية اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأوضحت أن الزيارة جاءت على وقع "الخلافات والأزمات بين البلدين، وتدهور العلاقات منذ دخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى منطقة رفح".


وأكدت أن "القضية الرئيسية التي طرحت في المحادثات هي الأزمة العميقة بين إسرائيل والقاهرة منذ بداية الحرب، والتي تفاقمت منذ دخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى ضواحي رفح، والتهديدات التي سمعت من المسؤولين المصريين بخفض مستوى العلاقات".

وأضافت أن "هدف الإسرائيليين تزويد مصر بالإجابات ومحاولة إيجاد حلول لإغلاق معبر رفح، وكذلك نقل رسالة مفادها أن النشاط في رفح لن يتم توسيعه دون إبلاغ المصريين بشكل مسبق".

وأشارت هيئة البث إلى أن الوفد الإسرائيلي بحث مع المصريين أيضا الدفع نحو اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤولين لم تسمهم، أن هنالك تخوفا في دولة الاحتلال من أن الأزمة بين مصر وإسرائيل "قد تتفاقم".

وأشار المسؤولون للصحيفة إلى أن مصر قد تنسحب من دور الوساطة، على إثر العملية العسكرية في رفح.

من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "زار وفد إسرائيلي برئاسة منسق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، القاهرة في إطار محاولة تهدئة الغضب المصري على ضوء عملية رفح".


وأضافت الصحيفة: "ناقش الوفد، الذي حضره أيضا ممثلو جهاز الأمن العام الشاباك، الحاجة الملحة لفتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية، وبعد المحادثات عاد الوفد إلى إسرائيل".

وفي وقت سابق الأربعاء، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف عملياته العسكرية في رفح.

وأكد أن دخول القوات الإسرائيلية معبر رفح عرقل وصول المساعدات الإنسانية التي لم يعد من الممكن إدخالها في ظل وجود عمليات عسكرية بالمعبر.

وشدد شكري على أن "التصريحات الإسرائيلية بشأن التنسيق مع مصر بخصوص العمليات العسكرية في رفح غير صحيحة".

وزعم أمس الثلاثاء وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن مفتاح منع حدوث أزمة إنسانية في قطاع غزة في أيدي المصريين، مشيرا إلى أنه يتواصل مع نظرائه في الغرب لإقناع القاهرة بإعادة فتح معبر رفح.

وفي الأحد الماضي، أعلنت القاهرة اعتزامها التدخل رسمياً لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي، أمام محكمة العدل الدولية، للنظر في انتهاكاتها لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، والمعاقبة عليها في قطاع غزة. 

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن التدخل في الدعوى ضد إسرائيل يأتي في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة، والإمعان في الاستهداف المباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم.


وفي 6 أيار/مايو الجاري، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية في رفح، وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر المدينة، وقام بإغلاقه، ضاربا عرض الحائط بتحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات ذلك، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم جيش الاحتلال إليها بزعم أنها آمنة٬ ثم شن عليها لاحقا غارات أسفرت عن قتلى وجرحى.

وخلّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أكثر من 114 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، ما أدى إلى مثول الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.