سياسة عربية

الجزائر تعلن محاكمة جماعة "الماك" القبائلية بتهم "إرهابية".. رسالة لمن؟

محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء (الجزائر العاصمة) بدأت محاكمة عدد من متهمي جماعة "الماك" ومنهم 18 موقوفا و7 غير موقوفين والبقية في حالة فرار.
أعلنت مصادر إعلامية وقضائية جزائرية اليوم انطلاق محاكمة جماعة حركة "الماك"، التي يقودها فرحات مهني، وتصنفها السلطات الجزائرية بأنها "إرهابية" بتهمة ارتكاب أفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية.

ووفق الإذاعة الجزائرية التي أوردت الخبر، فإن محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء (الجزائر العاصمة) بدأت محاكمة عدد من متهمي جماعة "الماك" ومنهم 18 موقوفا و7 غير موقوفين والبقية في حالة فرار.

وذكرت أن من بين التهم الموجهة لهؤلاء "الانخراط والمشاركة في التنظيمات والجماعات التي يكون غرضها أو أنشطتها إرهابية وتخريبية"، وكذا جناية "استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال لتجنيد أشخاص لصالح تنظيم إرهابي وحيازة مخزن للعتاد الحربي والأسلحة والذخيرة والعتاد والتجهيزات"، بالإضافة إلى جنح "تلقي أموال من خارج الوطن في إطار جماعة أو تنظيم قصد القيام بأفعال من شأنها المساس بأمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية".

وحسب ما تضمنه قرار الإحالة، فإن الوقائع تعود إلى قيام أحد المتهمين الرئيسيين في القضية بنشر أخبار تقول السلطات إنها كاذبة تمس بأمن الدولة على مواقع التواصل الاجتماعي وقيامه بتجنيد عدة أشخاص لفائدة حركة "الماك" الإرهابية، وبعد تفتيش منزله تم ضبط أسلحة نارية وذخيرة.



وليست هذه هي المرة الأولى التي تحاكم فيها السلطات الجزائرية قيادات في جماعة "الماك" القبائلية البربرية، فقد سبق أن جرت محاكمات عديدة لها، لكن سياق محاكمة هذه المرة مختلف تماما عن السياقات السابقة.

فالإعلان عن المحاكمة، وبصيغة شبه موحدة في عدد من وسائل الإعلام الرسمية الجزائرية العامة والخاصة، يأتي بعد هجوم متصاعد شنته السلطات الرسمية الجزائرية على دولة عربية شقيقة تقوم بأعمال عدائية ضد الجزائر، وهي الدولة التي سماها مراقبون وأكدوا أنها الإمارات.

ثم تأتي المحاكمة لجماعة "الماك" منفردة غير مقرونة بحركة "رشاد" التي تصنفها أيضا السلطات الجزائرية ضمن المنظمات الإرهابية، وبعد أسابيع قليلة من استضافة دولة الإمارات لقيادة جماعة الماك ممثلة في رئيسها فرحات مهني في قمة المناخ "كوب 28" أواخر العام الماضي.

ووفقا لهذا السياق تقول مصادر جزائرية مطلعة تحدثت لـ "عربي21" أن محاكمة جماعة الماك اليوم هي بمثابة تصعيد رسمي جزائري ليس ضد جماعة "الماك" فالعلاقة مع هذه الجماعة لم تكن هادئة على مدار تاريخها، وإنما هي تصعيد ضد من يدعمها من الدول الإقليمية وتحديدا الإمارات والمغرب.

 و"ماك" منظمة جزائرية ذات توجه انفصالي تأسست عام 2002، ويرأسها فرحات مهني، الموجود في فرنسا مع معظم قادتها، بحسب السلطات.

وتطالب تلك المنظمة بانفصال محافظات يقطنها أمازيغ شرقي الجزائر، وأعلنت في 2010 تشكيل حكومة مؤقتة لهذه المنطقة، فيما صنفتها الجزائر في مايو/أيار الماضي كـ"منظمة إرهابية".