كشف مصدر بوزارة الدفاع الليبية، لـ"عربي21"، أن طيرانا مسيرا تابعا لحكومة الوحدة الوطنية قصف مواقع لمجموعة "
فاغنر" الروسية في قاعدة الخروبة شرق البلاد.
وذكر المصدر لـ"عربي21"، أن طائرات مسيرة من نوع "أكنجي" اشترتها حكومة طرابلس من
تركيا، هي من نفذت الهجمات على مواقع "فاغنر".
وأشار إلى أن مواقع "فاغنر" المستهدفة تقع ضمن قاعدة الخروبة شرقي مدينة المرج، وهي إحدى القواعد العسكرية اللوجستية التي تستخدمها مجموعة المرتزقة الروسية.
ولم يذكر المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه تفاصيل إضافية عن القصف أو نتائجه.
في المقابل، نقلت صحيفة المرصد الليبية عن مصدر من القيادة العامة التابعة لقوات خليفة حفتر قيام قوات حكومة الدبيبة بقصف موقع في المرج.
واعتبر المصدر، الذي لم يُكشف عن هويته، أنه "اذا تجرأ الدبيبة و حكومته على عمل كهذا يُعتبر اتفاق وقف إطلاق النار ملغيًا والرد سيكون في طرابلس".
وشدد على "أن هذا التسريب هدفه النيل من معنويات جنود القوات المسلحة استباقًا لاستهداف الحقول النفطية"، بحسب زعمه.
وكان خبير عسكري ليبي قال في تصريح قبل أيام لـ"عربي21 "، إن فرصة ذهبية وحقيقية تلوح أمام القادة العسكريين والسياسيين الليبيين، لبدء عملية واسعة بهدف طرد مرتزقة فاغنر الروسية من الأراضي الليبية، على ضوء الخلاف والتوتر بين قيادتهم بزعامة يفغيني بريغوجين والكرملين.
وأكد العقيد عادل عبدالكافي، المستشار العسكري والاستراتيجي للقائد الأعلى للجيش الليبي سابقا، في تصريح لـ"عربي21"، أن فرصة حقيقة "قُدمت على طبق من ذهب" للقيادة العسكرية والسياسية الليبية لتقليم دور مرتزقة الفاغنر، وطردهم من البلاد، عبر إجراء عملية عسكرية "دقيقة جدا" ضد مواقعهم وأماكن سيطرتهم.
"لن تدعمهم روسيا"
وفي تصريحه، قال المستشار العسكري إن فاغنر لن يجدوا في هذه الظروف دعما من روسيا، ومن الناحية العسكرية لن يستطيع هؤلاء فتح عدة جبهات في آن واحد، سواء داخل الأراضي الليبية أو في روسيا أو في أوكرانيا، ولذلك فإن وضعهم الآن في أشد حالات الضعف.
ودعا عبد الكافي الحكومة في طرابلس والقيادة السياسية إلى الاستثمار الآن في الوضع المتأزم لمرتزقة فاغنر، دون إضاعة الوقت، على أن تشمل العملية أيضا ملاحقة المرتزقة الأفارقة، وكل من تورط بجلبهم داخل الأراضي الليبية.
تداعيات تمرد فاغنر على ليبيا
وشدد على أن التصعيد الأخير في روسيا بين الجيش الروسي ومرتزقة فاغنر بالتأكيد سيكون له تداعيات على الأوضاع، ليس فقط في
ليبيا، ولكن أيضا في العديد من الدول الأفريقية المتواجدة بها هذه عناصر مرتزقة فاغنر، والذين يشكلون جيشا غير معلن لروسيا.
وفي ظل التطورات والتصعيد والخلاف الحاد بين فاغنر والكرملين، يعتقد عبدالكافي أن روسيا ستحجب الدعم عن فاغنر، وهذا من شأنه أن يحدث خللا كبيرا جدا في استراتيجية روسيا بشأن التمدد في بعض الدول الأفريقية، لا سيما ليبيا.
ويملك مرتزقة فاغنر في ليبيا إمكانيات عسكرية كبيرة جدا، ويحتلون قواعد عسكرية واستراتيجية في ليبيا، كقاعدة الجفرة العسكرية، وقاعدة براك الشاطئ، والجفرة وبعض المهابط الجوية الترابية.
كما يمتلك هؤلاء أسلحة حديثة فتاكة، مثل طائرات ميغ 29، التي ترابط في مطارات تحت سيطرتهم وسط ليبيا، ويمتلكون أيضا منظومة الدفاع الجوي، بانتسير، وفق عبد الكافي.
وتعمل شركة "فاغنر" للمرتزقة في ليبيا منذ أن شن حفتر هجوما للسيطرة على طرابلس في الرابع من نيسان/ أبريل 2019، حين استقدمهم للمشاركة في الهجوم الذي انتهى بالفشل، لكن لم تفلح كل الجهود والقرارات الأممية في طردهم من البلاد حتى الآن.