تقارير

مؤتمر فلسطينيي أوروبا.. 20 عاما في حفظ الهوية والتمسك بالثوابت

آلاف الفلسطينيين يستعدون للمشاركة في مؤتمر فلسطينيي أوروبا للعام العشرين على التوالي.. (فيسبوك)
قبل عشرين سنة من الآن انطلق مؤتمر فلسطينيي أوروبا كمظلة لجمع الفلسطينيين في الديار الأوروبية، هدفه الحفاظ على الهوية الفلسطينية وحماية القضية الفلسطينية من الاندثار، وأن يكون منصة للإجماع الوطني الذي يقف صفاً واحداً في وجه اللوبيات الصهيونية الداعمة للاحتلال في أوروبا والتي لم تدخر حتى اليوم وسيلة لتشويه وضرب انعقاد المؤتمر.

المؤتمر، الذي يعقد دورته العشرين في الـ 27 من أيار/ مايو الجاري تحت شعار "75 عامًا وإنا لعائدون"، دأب على جمع مئات الساسة والمفكرين وصناع الرأي الفلسطينيين من عموم القارة الأوروبية وغيرها من قارات العالم تحت مظلة واحدة إلى جانب نشطاء عرب وأجانب مناصرين للحق الفلسطيني.

وسجل للمؤتمر وفق سجلات القائمين عليه منذ نسخته الأولى في عام 2003 إسهامات بارزة في نشر الرواية الفلسطينية وبيان الحق الفلسطيني في المحافل الأوروبية، وفضح الادعاءات الإسرائيلية القائمة على الزيف والبهتان، وفضح جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، إضافة إلى أنه جاء ليؤكد على التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها الحق بالحرية والعودة وتقرير المصير.

وكان مركز العودة قد أطلق المؤتمر في العام 2003م ونظم 19 دورة سابقة، قبل أن يصبح مبادرة مستقلة وقائمة بحد ذاتها، وبدوره أطلق المؤتمر عشرات المبادرات التي خرجت من قاعاته على شكل مشروعات خدمية وخيرية وسياسية وحقوقية إلى مختلف أماكن الوجود الفلسطيني في الداخل والخارج...

فمن حملات الدعم الإنساني، إلى سفن كسر الحصار عن غزة، وليس انتهاءً بالوفود البرلمانية الأوروبية التي زارت فلسطين ومخيمات اللاجئين.

ويروي أمين أبو راشد رئيس المؤتمر لـ"عربي21" كيف جاءت فكرة مؤتمر فلسطينيي أوروبا قبل 20 عاما ولماذا وكيف تطور وأصبح تظاهرة سنوية مهمة بالنسبة للفلسطينيين.


                                                                     أمين أبو راشد

وقال: "نظراً لأهمية الدور الذي يلعبه الشعب الفلسطيني في الشتات بشكل عام وفي أوروبا بشكل خاص، وإيماناً منه بهذا الدور وبعد بروز فكرة التنازل عن حق العودة في مفاوضات ما يسمى بالحل النهائي، تنادت منظمات العمل الشعبي إلى تأسيس مؤتمر أوروبي لأبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في أوروبا للتأكيد على حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وأراضيهم، بغضِّ النظر عن أوضاعهم القانونية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية".

واعتبر المؤتمر محوراً أساسياً ومرتكزاً للعمل الفلسطيني والعربي من أجل حماية الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف.‏‏

وأضاف: "من هنا جاءت فكرة المؤتمر وأهدافه، أما نشأته فتعود للعام 2003 في لندن، ثم جاب المؤتمر كبرى العواصم والمدن الأوروبية بشكل سنوي دون انقطاع، باستثناء مرة واحدة توقف فيها المؤتمر بسبب جائحة كورونا".

وشدد على أن الفلسطينيين في أوروبا ينظرون إلى هذا المؤتمر على أنه لقاء جامع لهم وفرصة سانحة للتأكيد على حق العودة وكل الثوابت الفلسطينية، فهم يقصدونه ضمن قوافل العودة الرمزية للمشاركة في فعاليات المؤتمر.

وأوضح أبو راشد أن الإعلام الغربي يتعامل مع المؤتمر بناءً على خلفيته السياسية، مشيرا إلى أن البعض يغطّي المؤتمر بشفافية ووضوح وينقل رسالة المؤتمر، والبعض الآخر وهو المناصر للوبي الإسرائيلي يهاجم المؤتمر قبل انعقاده حتى، وهذا يحصل بشكل دوري مع كل نسخة.

وقال: "تجرى الاستعدادات هذا العام لتكون فعاليات المؤتمر بنسخته العشرين في مدينة مالمو بالسويد، والذي ينعقد هذا العام في مرحلة حساسة تراجعت فيها القضية الفلسطينية كقضية محورية ومركزية عربياً ودولياً مع بروز صراعات وحروب إقليمية ودولية وأزمات اقتصادية في العديد من دول العالم".

وأضاف أن "مؤتمر فلسطينيي أوروبا شكل خلال العقدين الماضيين أهم تظاهرة شعبية ووطنية في القارة الأوربية، وهو ما تطور باتجاه تحول المؤتمر إلى مبادرة شعبية مستقلة ومحايدة جمعت وتجمع الكل الفلسطيني من مختلف التيارات والاتجاهات تحت راية العلم الفلسطيني".

وشدد على أن المؤتمر تحول على مدار عشرين عامًا إلى منصة جامعة لكل الأطراف الفلسطينية، وحرص القائمون عليه في كل مرة على توجيه أول دعوة للسفير الفلسطيني في بلد الاستضافة، كما أنه حرص على دعوة شخصيات رسمية ومستقلة وحزبية من مختلف الأطياف للمشاركة في فعالياته.

وقال ماجد الزير الرئيس السابق لمؤتمر فلسطينيي أوروبا ولمركز العودة والناشط والمختص في شؤون اللاجئين الفلسطينيين: "إن منظمي مؤتمر فلسطينيي أوروبا حرصوا ومنذ انطلاقته في لندن على أن يكون وحدويا فعلا لا قولا".


                                                           ماجد الزير

وأضاف الزير لـ "عربي21": "بوصلة المؤتمر خلال العشرين عاما الماضية تشير دائما باتجاه التمسك بالحقوق والثوابت وعلى رأسها حق العودة، وهذا هو الديدن إلى أن تتحقق العودة إلى بلادنا فلسطين عن قريب بإذن الله".

وتابع: "تطبيقا لهذا النهج كانت أُولى خطوات الإعداد للمؤتمرات حيث حلّت في الدول الأوروبية التوجه للسفارات الفلسطينية ومقابلة السفير وتوجيه الدعوة الخطية، ثم إذا استجاب أو استجابت وحضر أو حضرت تكون الزيارة اللاحقة بعد انقضاء المؤتمر للتقييم المشترك والتكريم".

وأوضح الزير أنه في نسختي مالمو 2006 و2017 كان سفيرا فلسطين الدكتور صلاح عبد الشافي والدكتورة هالة فريز، تباعا في مقدمة الحضور وألقيا كلمتين على المنصة.

وقال: "النهج عند رئاسة المؤتمر ومجلس إدارته هو ذاته في الإعداد للمؤتمر العشرين المنتظر يوم السبت القادم 27 أيار/ مايو الجاري".

ومن جهته قال د. مصطفى اللداوي الباحث في الشأن الفلسطيني لـ "عربي21": "يعمل فلسطينيو أوروبا، وينظمون مؤتمرهم السنوي للسنة العشرين على التوالي، دون كللٍ أو مللٍ، أو يأسٍ وقنوط، رغم حملة التحريض ضده، ومحاولات تشويه دوره وتلويث هدفه، حيث يؤمن منظموه بأن الفلسطينيين القاطنين في أوروبا يستحقون بذل الجهد من أجلهم، والعمل معهم، وتنسيق الجهود وإياهم، وتوجيه طاقاتهم وترشيد اهتماماتهم".


                                                         مصطفى اللداوي

وقال: "الفلسطيني حيث يكون يمثل وطنه، ويعيش قضيته، وينوب عن شعبه، ويعبر عن ألمه، ويكون خير سفيرٍ لبلده، وأصدق رائدٍ مع أهله، ومهما كان بعيداً فهو إلى وطنه أقرب، وإليه يحن، ومن أجله يعمل، وفي سبيله يقدم ويضحي، ويعطي ويمنح، ويجود ويسخو وخير ماله يبذل، وهو لا ينتظر داعياً يحثه، ولا محرضاً يدفعه، ولا غيوراً يشجعه، ولا عملاً يستفزه، ولا حوافز تغريه، أو مكافآتٍ ترضيه، ذلك أنه يؤمن بأن فلسطين وطنه، وأن تحريرها واجب، واستنقاذها فرضٌ، واستعادتها حقٌ، وأن القدس أمانةٌ، والأقصى آيةٌ، والمسرى عقيدةٌ، ولن تكون الأمة بخيرٍ ما لم تستعد فلسطين وتسترجعها، وتعود إليها حرةً عزيزةً مستقلةً".

وتابع: "يظنون أنه لا وجود لهذا الشعب ولا هوية له، ولا تاريخ يربطه بأرضه ولا ذكريات له في وطنه، ولا مقدساتٍ يتوق إليها ولا أمجاد له فيها، ولا انتماء يتمسك به ولا أصول يصر عليها، ولا آباء قاتلوا من أجله، أو أجداد غرست أجسادهم في أرضه، ولا ما يشده إلى ماضيه أو يربطه بمجده، فقد أنكروا وجوده، ورفضوا تمثيله، وتمنوا شطبه، وعملوا على زواله، وتآمروا عليه وعملوا ضده، واحتالوا عليه واتحدوا ضده، ولم يقصروا في حربه والاعتداء عليه ومحاولة خلعه، لكنّ مساعيهم كلها قد خابت، وباءت جهودهم كلها بالفشل، واستعلى الشعب الفلسطيني وسما، ونقش اسمه على هام الزمان ومضى، وسجل مجده على صفحات التاريخ وسنا".

وشدد اللداوي على أن الشعب الفلسطيني جذوره ضاربة في عمق الزمن وعلى مدى التاريخ، الثابت رغم الصعاب، والباقي رغم التحديات، والمصر على العودة، يأبى الشطب، ويرفض الذوبان، ولا يقبل بالتهميش، ولا يرضى بالركن أو يستسلم للحصار ويموت بالخنق، بل ينتفض ويثور على محاولات الإساءة والتضييق، ومساعي التعمية والتزييف، وأماني التخلي والنسيان، ويصر على كرامته، ويضحي من أجل حريته، ويتفانى في قتال عدوه، ولا ييأس في معركته، ولا يخاف من مواجهته، ويبتكر وسائل جديدة لقتاله، ويبتدع سبلاً مختلفة لمقاومته.

وأشار إلى أن الفلسطينيين في أوروبا باتوا عشرات الآلاف، وقد غدوا في دولها طاقاتٍ فاعلةً، وكفاءاتٍ علميةً مميزة، وقدرات اقتصادية كبيرة، وكثيرٌ منهم يتمتع بجنسياتٍ أوروبية، تحميهم وتقويهم، وتمنحهم الفرصة أكثر للعمل من أجل بلادهم، والتضامن مع شعبهم، والمطالبة برفع الظلم معهم، ومساندتهم في قضيتهم وتأييدهم في نضالهم، وكلهم يرغب في أن يكون له دورٌ في النضال وسهمٌ في القتال، أياً كان شكل المقاومة ونوعها، فقد غدت المقاومة صنوفاً وأنواعاً، ولم تعد سلاحاً فقط وقتالاً في الميدان.

وقال: "تلك هي المفاهيم التي يعمل مؤتمر فلسطينيي أوروبا على بعثها وإحيائها، وتكريسها وتثبيتها، وتطويرها وتنويعها، وقد شعر الفلسطينيون المقيمون في أوروبا، أن هذا المؤتمر يمثلهم ويعبر عنهم، ويعكس رغباتهم ويترجم مشاعرهم، فلبوا نداءه، واستجابوا إلى إعلانه، وأخذت أجيالهم تتوافد عليه منذ عشرين عاماً، واشترك أبناؤهم على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية وفئاتهم العمرية في كل المؤتمرات السابقة، التي حرص منظموه على أن يعقد دورياً في دولٍ مختلفة، ويطوفون به على كل العواصم الأوروبية، ليتسنى لجميع فلسطينيي أوروبا المشاركة فيه، والمساهمة في فعالياته.

وأضاف: "من المعروف أن فلسطيني أوروبا يشاركون على نفقتهم الخاصة، ويأتون إليه من أقاصي أوروبا، يتكبدون المشاق، ويلاقون الصعاب، ويأخذون الإجازات، ويضحون بالوظائف والأعمال، بل ويقدمون ويتبرعون، ويساهمون في تغطية نفقات الانعقاد وبرامج العرض والتقديم".

وشدد على أن مؤتمر فلسطينيي أوروبا مَكَّنَ الفلسطينيين المنسيين في أوروبا، والمهمشين قديماً من مرجعياتهم، من أن يكون لهم دورٌ وعملٌ، وساعد في تسليط الضوء على قدراتهم وإمكانياتهم، وكشف عن مواهبهم وطاقاتهم، وأظهر أنهم يستطيعون أن يساهموا في المقاومة وخدمة شعبهم ودعم صمودهم وترسيخ ثباتهم.

وقال الباحث في الشأن الفلسطيني: "ساعد المؤتمر في حماية الهوية الفلسطينية، والدفاع عن الحقوق الوطنية، فبات العدو يخشاهم ويخاف منهم، فهم أقوياء في طرحهم، وصادقون في قضيتهم، ويحسنون التعبير عن معاناة شعبهم، وبيان مدى الظلم الواقع على أهلهم، وهم يتقنون اللغات الأوروبية، ويتمتعون بجنسيات بلادها المختلفة، وكثيرٌ منهم يتبوأ أعلى المناصب الحكومية والوطنية، وأفضل المراكز الاقتصادية وأكثرها تأثيراً وفعاليةً، وأصبحوا في المجتمعات الأوروبية صوتاً عالياً وعاملاً فاعلاً فيها، يؤثر في سياسات حكوماتها، ويصوب قراراتها، ويدفعها لممارسة الضغط على الحكومات الإسرائيلية".

وأعرب عن استغرابه من أولئك الذين يعترضون على مؤتمر فلسطينيي أوروبا، ويصفونه تارةً بأنه مؤتمر ضرار، وأخرى بأنه فتنة سياسية وانقلابٌ وانقسامٌ وشرذمةٌ، ويرفضون غيرة منظميه على قضيتهم، ويشككون في انتمائهم، ويتهمونهم في وطنيتهم، ويعيبون عليهم أنهم يهتمون بشؤون أهلهم، ويقلقون على مستقبل أجيالهم في أوروبا، ويصرون على حقهم في العودة إلى ديارهم، في الوقت الذي أهملوا فيه شعبهم، ولم يهتموا بشؤونه، وتركوه سنين طويلة وحده، وقد كان حرياً بهم، وهم يدعون أنهم المرجعية والممثل، أن يولوا أهلهم في دول أوروبا وغيرها الاهتمام المطلوب، لئلا تنحرف أجيالهم، ويضيع أبناؤهم، وتنحرف بوصلتهم، وتضل مجتمعاتهم.

وقال: "مؤتمر فلسطينيي أوروبا أداةٌ نضالية وطنية جديدة، فهو منبرٌ متقدمٌ، ومنصةٌ عاليةٌ، وبرلمانٌ مفتوحٌ، وفسحةٌ دولية، وفرصة سانحة للتعبير عن الموقف الوطني الفلسطيني وتحصينه، وبيان هويته وحماية قضيته، وهو هيئةٌ وطنيةٌ جامعةٌ لشتات الفلسطينيين في أوروبا، تحافظ عليهم، وتثبت موقفهم، وتصون وحدتهم، وتوجه بوصلتهم، وتنظم جهودهم، وترفع صوتهم عالياً أمام المجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والحقوقية والإنسانية".

وأضاف: "الفلسطينيون في أوروبا يرونه خير من يعبر عنهم ويصون حقوقهم، ويدافع عنهم وينطق باسمهم، فهو لا يصنف المنتسبين إليه والمؤمنين به، ولا يفرق بينهم ولا يقصي أحداً منهم، ولا يحرم فريقاً أو يخوّن ويجرم طرفاً، بل يمنح الحرية للجميع ضمن الثوابت الوطنية، فلا يحتكر منبراً ولا يخمد صوتاً، ولا يصادر رأياً".

ومن جهته أكد الفنان الفلسطيني سليم عاصي والمقيم في الدنمارك أنه شارك في غالبية نسخ مؤتمر فلسطينيي أوروبا على اختلاف المدن الأوروبية التي عقد فيها المؤتمر.


                                                                 سليم عاصي

وقال عاصي لـ "عربي21": "كلاجئ، أرى في هذه المؤتمرات ضرورة وطنية وشعبية ملحّة سيما أننا كلاجئين فلسطينيين في الشتات الأوروبي مبعثرون جغرافيا على امتداد القارة الاوروبية، ولكي لا تصاب هويتنا بعدوى المناخ البارد في هذه البلاد ذات البيئة المختلفة عن البيئة التي أتينا منها، ليس مناخيا فحسب بل أيضا ثقافيا واجتماعيا وسياسيا وما إلى ذلك، من شأنها أن تمحو ولو جزءا من الهوية والانتماء عند البعض وخاصة لدى الجيل الجديد الذي ولد في هذه البلاد".

وأضاف: "لذلك أرى أن الانخراط بالجمعيات والمؤسسات الوطنية في كل بلد والمشاركة بأنشطتها وفعالياتها أمر في غاية الأهمية على الرغم من بعض السلبيات المحاطة ببعض الجمعيات ولكن منافعها تبقى أكبر بكثير لما تتركه من أثر في معرفة الواقع الفلسطيني والتعرف على الأحداث تاريخيا وآنياً، وذلك يساعد على تعزيز الانتماء للقضية الوطنية وبالتالي التمسك بالهوية والاعتزاز بها، هذا على صعيد جمعيات محلية داخل القطر الواحد.. ويأتي مؤتمر فلسطينيي أوروبا ليتوّج ما ذكر وجامعا كل الأقطار الأوروبية ومرحبا بكل فئات الشعب من مؤسسات وهيئات وأفراد بمختلف أيديولوجياتهم فيجمعهم تحت سقف واحد، سقف فلسطين".

وأشار إلى أنه يترقب شخصيا ومثله آلاف الفلسطينيين على اختلاف أماكن تواجدهم في القارة الأوروبية في كل عام موعد ومكان انعقاد المؤتمر و"ننتظره بفارغ الصبر".

وقال عاصي: "نحن شعب نحب اللمة بعد أن فرقنا الشتات، وبكل صراحة فإن المؤتمر يجمعنا في كل عام ننعم بفائدتين كبيرتين، وطنية واجتماعية، وطنية لما يحمله إلينا من زخم الذاكرة الفلسطينية وتعزيزها في أنفسنا من خلال الفقرات المتنوعة التي تقدم من على منصة المؤتمر وورشات العمل والمعارض الفنية والتراثية والمرافق الأخرى الهامة أيضا....".

وأضاف: "هذا الجانب يعزز بنا هويتنا وانتماءنا وأننا أصحاب تاريخ وأصحاب قضية وأصحاب حق وعلى رأسها حق العودة، وفي الجانب الآخر ـ الاجتماعي ـ فهناك فرصة التلاقي بين الإخوة والأقارب والأصدقاء والزملاء من مختلف البلدان حتى المعارف عبر الفضاء الأزرق الذين لم يسبق لنا أن التقينا بهم ".

وتابع: "باختصار، ما فرقه الشتات يجمعه المؤتمر في عرس وطني كبير ودافئ".