قضايا وآراء

شنغهاي تقود التحولات الجيوسياسية في الخليج العربي

السعودية تقرر الانضمام لمنظمة شنغهاي بصفة "شريك حوار"- (الأناضول)
حدثان متلازمان الأول إعلان بورصة شنغهاي للبترول والغاز الطبيعي أول أمس الثلاثاء أولى تعاملات  الصين باليوان بعد إتمام شركة الصين الوطنية للنفط البحري (كنوك) وتوتال إنرجيز أول صفقة بالعملة الصينية لاستيراد 65 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال من الإمارات العربية المتحدة بحسب وكالة (رويترز).

الحدث الثاني موافقة مجلس الوزراء السعودي يوم أمس الأربعاء على الخطوة الأولى للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون تحت مسمى (شريك في الحوار)؛ وذلك بعد مرور يوم واحد على إعلان شركة أرامكو السعودية زيادة استثماراتها في الصين من خلال إتمام مشروع مشترك في شمال شرق الصين للاستحواذ على حصة في مجموعة بتروكيماوية خاصة.

الحدثان عكسا تطور الشراكة الاقتصادية والسياسية بين الصين والسعودية والإمارات العربية والتي تحولت إلى قاطرة تضم شبكة من المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة التي تتسابق دول الخليج العربي وتننافس للالتحاق بها.

بورصة شنغهاي باتت ملاذ الصين والدول النفطية لإجراء المعاملات والتحرر من سطوة الدولار في حين أن منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم الصين وروسيا والدول المستقلة عن  الاتحاد السوفييتي السابق في آسيا وأوروبا إلى جانب (الهند وباكستان) و(ايران) التي انضمت إليها العام الماضي تمثل كتلة جيوسياسية قادرة على التحرر من النفوذ السياسي والأمني للولايات المتحدة الأمريكية.

منظمة شنغهاي للتعاون كحال بورصة شنغهاي للنفط والغاز تقود التحولات الجيوسياسية في غرب آسيا بما وفرته من بدائل ممكنة ومعقولة للدول الطامحة للحد من النفوذ الأمريكي بتوفيرها مظلة اقتصادية وأخرى سياسية وأمنية؛ وهو ما وجدت فيه دول الخليج وعلى رأسها الرياض وإيران ضالتها للحد من التهديدات الأمنية وتعزيز طموحاتها الاقتصادية بالانفتاح على الصين وأسواقها ومشاريعها الواعدة.
انضمام الرياض لمنظمة شنغهاي للتعاون بعد عام من انضمام طهران يؤكد بأن المنظمة تمثل آلية ومظلة سياسية تسمح بإجراء حوارت وشراكات بضمانات من القوى الفاعلة والمؤثرة في المنظمة التي تضم الصين وروسيا والهند بشكل يعزز السلام والتطبيع بين الرياض وطهران اللتان وقعتا اتفاقا لإنهاء القطيعة بينهما في بكين قبل أسابيع قليلة.

منظمة شنغهاي مظلة إقليمية تحولت بهذا المعنى إلى منافس قوي وصاعد للولايات المتحدة لقيادتها المركزية الوسطى بقيادة الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا؛ فجهودها تقع في صلب اهتمامات دول المنطقة بعد أن أعلنت نيتها عقد "تدريب مشترك لمكافحة الإرهاب" في تشيليابينسك الروسية في آب (أغسطس) من العام الحالي 2023.

منظمة شنغهاي تتقدم شيئا فشيئا لتصبح جزءا أساسيا من بنية الأمن ومنظومته في منطقة الخليج العربي وغرب آسيا بما توفره من آليات لفض النزاعات وضمانات للحفاظ على الاستقرار في منطقة الخليج العربي؛ الأمر الذي فشلت في تحقيقة الولايات المتحدة برغم تواجدها العسكري الكثيف في المنطقة العربية عبر القيادة المركزية الوسطى وعبر القواعد العسكرية؛ وهي تحركات تؤكد بأن خطوة الانضمام إلى منظمة شنغهاي للأمن والتعاون ولبورصة شنغهاي للبترول والغاز واقع  جيوسياسي واستراتيجي جديد في المنطقة والعالم.

ختاما..

منظمة شنغهاي للتعاون كحال بورصة شنغهاي للنفط والغاز تقود التحولات الجيوسياسية في غرب آسيا بما وفرته من بدائل ممكنة ومعقولة للدول الطامحة للحد من النفوذ الأمريكي بتوفيرها مظلة اقتصادية وأخرى سياسية وأمنية؛ وهو ما وجدت فيه دول الخليج وعلى رأسها الرياض وإيران ضالتها للحد من التهديدات الأمنية وتعزيز طموحاتها الاقتصادية بالانفتاح على الصين وأسواقها ومشاريعها الواعدة.

hazem ayyad
@hma36