خرجت نساء في محافظة سيستان
بلوشستان
الإيرانية، الجمعة، في احتجاج وصفته مجموعات حقوقية بالنادر في المنطقة المحافظة
إلى حد كبير.
وأظهرت تسجيلات متداولة على الإنترنت عشرات النساء في عاصمة المحافظة
زاهدان يرفعن لافتات كتب عليها "امرأة، حياة، حرية"، وهو أحد أبرز
شعارات الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي.
وهتفت نساء بـ "هيا إلى
الثورة"، وذلك بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على "تويتر".
وعلّق مدير منظمة "حقوق الإنسان
في إيران" محمود أميري مقدّم، على التظاهرة النسائية في زاهدان بالقول
"إنها بالفعل نادرة من نوعها"، إذ إن المدينة شهدت على مدى الشهرين
الماضيين خروج الرجال إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة.\
وقال لـ"فرانس برس" إن "الاحتجاجات
الحالية في إيران ليست إلا انطلاقة لثورة كرامة".
وأضاف: "ساهمت هذه الاحتجاجات في
تمكين النساء والأقليات الذين تم التعامل معهم على مدى أربعة عقود كمواطنين من
الدرجة الثانية، ليخرجوا إلى الشوارع ويطالبوا بحقوقهم الأساسية".
وأوضح أن النساء البلوش هن من بين
"الأكثر عرضة للاضطهاد" في إيران.
خرج أيضا عشرات الرجال إلى الشوارع
الجمعة على وقع هتافات من بينها "لا نريد حكومة تقتل الأطفال"، بحسب
تسجيل مصور آخر نشره ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتعد سيستان بلوشستان ذات الأغلبية
السنية أفقر منطقة في إيران بينما يعاني سكانها البلوش من التمييز.
وقالت منظمة العفو الدولية الثلاثاء إن
"أقلية البلوش الإيرانية واجهت تمييزا متأصلا يقيّد قدرة أفرادها على الوصول
إلى التعليم والرعاية الصحة والوظائف والسكن المناسب والمناصب السياسية".
وأشارت المجموعة الحقوقية التي تتخذ من
لندن مقرا في بيان، إلى أن "أقلية البلوش تحمّلت العبء الأكبر للحملة الأمنية
الوحشية التي نفّذتها قوات الأمن خلال الانتفاضة التي اجتاحت إيران منذ
أيلول/ سبتمبر".
وتتهم إيران الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بتأجيج ما تصفه على نحو
كبير بأنه "أعمال شغب".
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية
"إرنا" الجمعة أن السلطات استدعت دبلوماسيين أجانب 12 مرة منذ اندلعت
الاحتجاجات "ردا على.. الضغوط غير المسبوقة" المفروضة على الجمهورية من
قبل بلدانهم.
في الأثناء، اشتكى وزير الخارجية
الإيراني حسين أمير عبداللهيان في اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو
غوتيريش من "الأعمال التي تقوم بها الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية
للتحريض على أعمال الشغب في إيران"، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الإيرانية
"إرنا".
وحمّلت إيران انفصاليين مسؤولية أعمال
العنف المرتبطة بالاحتجاجات في كردستان فيما نفّذت ضربات دامية متكررة عبر الحدود
في العراق استهدفت مجموعات كردية تنشط في المنفى.
وقال قائد مقر "حمزة سيد الشهداء"
التابع للحرس الثوري، العميد محمد تقي أوصانلو: "أعددنا ملفات واضحة بشأن
الإرهابيين الذين يحتضنهم إقليم كردستان العراق وطالبنا بتسليمهم لإيران، وكلما
سلمت سلطات كردستان العراق المطلوبين الإرهابيين بشكل أسرع أصبح الوضع
أفضل".
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني إبراهيم
رئيسي إلى إحباط ما أسماه "مخططات الأعداء"، في ما يتعلق بالاحتجاجات
التي أعقبت مقتل الشابة مهسا أميني.
وفي محافظة كردستان مهد الاحتجاجات
التي اجتاحت البلاد، قال رئيسي لدى تدشينه مشروعا لمياه الشرب في سنندج، مركز
محافظة كردستان: "خلال أعمال الشغب الأخيرة، ارتكب الأعداء خطأ في حساباتهم،
بظنهم أنّ بإمكانهم زرع الفوضى وانعدام الأمن".
وتابع: "لكنهم كانوا يجهلون أن
كردستان ضحت بدماء آلاف الشهداء، وأن سكانها هزموا العدو في الماضي".
وقال: "الناس يواجهون مشكلات
اقتصادية واجتماعية، لكنهم يعرفون كيف يتصدون للعدو بتضامنهم".
ورأى رئيسي أن أبناء "الجيل
الجديد في هذه المنطقة سيتصرفون مثل أمهاتهم وآبائهم الذين أحبطوا مخططات العدو،
ولن يتبعوا مشيئة الأعداء وخصوصا الولايات المتحدة".