بوركينا فاسو.. جبهة الصراع الروسي الفرنسي الجديدة

قاده ضابط ثلاثيني.. انقلاب جديد في بوركينا فاسو يكشف عن صراع خفي بين روسيا وفرنسا في القارة السمراء..

رفع أنصاره الأعلام الروسية بعد انتصارهم وأطلقوا على الروس "شركاءهم الجدد" ماذا يحدث في بوركينا فاسو؟ وأين فرنسا من هذا التمددّ الجديد في أكبر وأغنى مُستعمراتها القديمة؟

عدوى الانقلابات

 

على شاشة التلفزيون الرسمي في 30 أيلول/ سبتمبر 2022، ظهر لنا الضابط الشاب إبراهيم تراوري محاطا بمجموعة من الضباط العسكريين وهو يقرأ بيانا يُعلن فيه سيطرته على الدولة وحلّ الحكومة والمجلس التشريعي وحظر التجول وإغلاق الحدود.

وتمت الإطاحة بالعقيد بول هنري داميبا الذي لم يكن يتوقّع يوما أن ينقلب عليه أحد رفاقه الذين كانوا معه في انقلابه ضد الرئيس روش مارك كريستيان كابوري.

في كانون الثاني/ يناير 2022؛ ذلك الضابط الخجول ذو الـ34 عاما "تراوري"، استغل غضب الأوساط العسكرية من "داميبا" بسبب فشله الأمني في القضاء على "الجماعات الإرهابية" التي تمددت في نحو 40% من مساحة البلاد، وسط اتهامات له بالتخطيط لهجوم مُضاد على أبرز الموالين له داخل الجيش بدعم فرنسي، ليتمكن "تراوري" بعد أقل من 9 أشهر فقط من تزعم ثاني انقلاب في أقل من عام فقط.

وينضم بذلك إلى مصاف الانقلابات المتتالية والحديثة التي أصابت غرب وشرق أفريقيا كما حدث في مالي وغينيا والتشاد والسودان.

 

الصراع الروسي الفرنسي

 

رفع الأعلام الروسية من قبل عسكريين بوركينيين ساعات فقط بعد سيطرة تراوري على الحكم كان وفق ما كشفته صحيفة "تايمز البريطانية"، أكبر دليل على دعم روسي لانقلاب بوركينا فاسو ودعمها بالسلاح والذخيرة للأطراف المُوالية لها.

الذين اعتبروا في تصريحات لهم "الروس" شركاءهم الجدد في إشارة منهم إلى تخليهم عن حلفائهم الفرنسيين أحد أكبر الداعمين لسلفهم "داميبا" توجهوا نحو من يساعدهم في القضاء على "الإرهابيين"، خاصة إذا كان من بينهم من هاجموا وأضرموا النار في أحد المؤسسات الفرنسية في "واغادوغو"، ما يعد مؤشرا وفق الصحيفة على انضمام بوركينا فاسو لدائرة النفوذ الروسي بعد أفريقيا الوسطى ومالي وسط تنامي العداء لفرنسا وجنودها ودبلوماسييها، وهو ما يكشف "نجاح استراتيجية" موسكو في أفريقيا بمساعدة مرتزقة "فاغنر" الشهيرة ذراع بوتين العسكرية هناك.