مقابلات

"عربي21" تحاور نوري أبوسهمين بعد استبعاده من انتخابات ليبيا

أبو سهمين قال إن مؤشرات العملية الانتخابية لا تنبئ بخير ولا توحي مطلقا بأننا ذاهبون إلى مرحلة استقرار- صفحته الشخصية

قرار استبعادي من سباق الانتخابات الرئاسية مُجانب للصواب وأنتظر نتيجة الطعن


ما حدث مع المبعوث الأممي هو إقالة وليس استقالة ويمثل إعلانا مسبقا لتعثر أو تأجيل أو انهيار العملية الانتخابية


مؤشرات العملية الانتخابية لا تنبئ بخير ولا توحي مطلقا بأننا ذاهبون إلى مرحلة استقرار وتوحيد المؤسسات


فرض العقوبات الدولية ضد ليبيا هو سلاح وهمي تستعمله بعض الدول بناء على تقارير استخباراتية "مغرضة"


تيار "يا بلادي" سيخوض الانتخابات البرلمانية لنيل مواقع في الحكومة القادمة والأجسام التنفيذية المنبثقة عنها

قال الرئيس السابق للمؤتمر الوطني الليبي العام (البرلمان)، ورئيس تيار "يا بلادي"، نوري أبو سهمين، إن قرار استبعاده من سباق الانتخابات الرئاسية "مُجانب للصواب، ما دفعني مباشرة لرفع طعن قانوني أمام لجنة الطعون المختصة، وفي انتظار نتيجة الطعن خلال اليومين المقبلين، ونثق أنه سيتم قبول هذا الطعن لصحة موقفنا".

وأكد أبو سهمين، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن ما جرى مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، السلوفاكي يان كوبيش، هو "إقالة وليس استقالة، ولكن أُعدت بإخراج يليق معنويا بالحياة الوظيفية السابقة واللاحقة للمبعوث الأممي".

فيما أشار الرئيس السابق للمؤتمر الوطني الليبي العام إلى أن "إقالة كوبيش تُعدّ إعلانا مسبقا لتعثر العملية الانتخابية، وذلك لتأجيلها أو تعديل بعض مراحلها أو انهيارها"، مُعبّرا عن خوفه من الإعلان عن عملية سياسية جديدة ومختلفة على ضوء ما جرى بلقاء جنيف الأخير".

وأوضح أن "مؤشرات العملية الانتخابية، وما صاحبها من ارتباكات لوجستية وتناقض في التشريعات المنظمة والتصريحات النارية من الأجسام المنبثقة عن الاتفاقات السياسية المتتالية في مجملها، لا تنبئ بخير، بل تؤشر إلى تأجيج، وخاصة في مآلاتها من نتائج لا توحي مطلقا بأننا ذاهبون إلى مرحلة استقرار وتوحيد المؤسسات".


وتاليا نص المقابلة الخاصة:

 

بداية، ما تعقيبكم على قرار استبعادكم من سباق الانتخابات الرئاسية الليبية؟ وما خياراتكم إزاء هذا القرار؟

قرار استبعادي من سباق الانتخابات الرئاسية كان من ضمن صلاحيات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بعد عرضها الملف الخاص بي على الجهات التي ترى أنها صاحبة اختصاص في فحص هذا الملف للتدقيق ومطابقة المستندات المُقدمة مع الشروط الواجب توفرها طبقا للقانون المنظم للانتخابات الرئاسية.

ومن جانبي أرى أن القرار مُجانب للصواب، ما دفعني مباشرة لرفع طعن قانوني أمام لجنة الطعون المختصة، وفي انتظار نتيجة الطعن خلال اليومين المقبلين، ونثق أنه سيتم قبول هذا الطعن إن شاء الله لصحة موقفنا.

 

وما الذي دفعكم إلى الترشح للانتخابات الرئاسية الليبية؟

 
طالما ارتضيت لنفسي القيام بدور سياسي كلما سمحت الظروف بذلك، فالأولى أن أمارس هذا الدور من خلال الحق المكفول لكل مواطن ليبي عبر صندوق الانتخابات، وهو الوسيلة المثلى المُعبّرة عن ترجمة إرادة المواطنين لتزكية من يرونه مناسبا لخوض هذا الغمار.


ما القوى التي كنت تستند على دعمها لك في الانتخابات الرئاسية بخلاف تيار "يا بلادي"؟

 
ربما أفضل أن أقول إنه بعد التوكل على الله -عز وجل- في أي خطوة أخطوها، فإنني أتطلع إلى التأييد من المحبين والمناصرين لي، وممن تجمعني بهم الثوابت والقيم الوطنية، والأمر في مجمله بالتأكيد لا يقتصر على مَن هم بتيار "يا بلادي" فقط؛ فأنا بالمشهد السياسي منذ العام 2011م، منذ كنت عضوا بالمؤتمر الوطني العام إلى مقرر بكتب الرئاسة ثم رئيسا للمؤتمر الوطني، إضافة إلى أنني لا أتجاهل مخزونا اجتماعيا وفكريا ومهنيا واكب مسيرتي الدراسية والوظيفية والاجتماعية، وأفتخر غاية الافتخار بمَن ساندني من داخل التيار وخارجه.

 

ما أبرز الملامح الرئيسية التي ارتكز عليها برنامجكم الانتخابي؟

 
بالتأكيد أن كل مَن يُقدم على الانتخابات الرئاسية يجب أن يكون له برنامج مُعد إعدادا جيدا يشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية ومستهدفاته للتنمية، وبرنامجا للعلاقات المحلية والإقليمية والدولية، واستطع أن أبوح بأن غاية اهتمامي من حيث الأولوية هو الحرص على السيادة الوطنية وعدم السماح مطلقا بأن تكون ليبيا ساحة للصراعات الدولية.


أما عن تفاصيل برنامجي فسأعلن عنه في حينه إذا كان لي نصيب في انتخابات الرئاسة القادمة.


ماذا لو لم تعودوا إلى هذا السباق الرئاسي؟

 
أقول إنني سأواصل مع منتسبي تيار "يا بلادي" خوض الانتخابات البرلمانية والمشاركة السياسية لنيل مواقع في الحكومة القادمة والأجسام التنفيذية المنبثقة عنها ما أمكن ذلك لخدمة وطننا ومواطنينا.


بعض الجهات ووسائل الإعلام المحسوبة على معسكر "الثورة المضادة"، جدّدت هجوما عليكم في أعقاب ترشحكم للانتخابات.. كيف استقبلتم هذا الهجوم المتجدد ضدكم؟ وما تأثيره عليكم؟

من خلال مفردات سؤالكم نضع الإجابة.. أقصد طالما أن الهجوم يشن عليّ من معسكر "الثورة المضادة"، وأنها جدّدت هجومها ضدي فهذا كله يزيدني فرحة وابتهاجا بأنني في الطريق الصحيح، وإنني اتمتع بالوفاء لدماء الشهداء، وإنني بتوفيق من الله -عز وجل- ثابت على المبادئ العادلة والصادقة، وهذا كله يُجدّد الثقة في نفسي ويقوي المناصرين لي، ورغم كل ذلك لا أسمح لنفسي أن أقابل ذلك المعسكر بشيء من الحقد أو الانتقام أو البغض، مناشدا إياهم أن يرجعوا إلى رشدهم، وداعيا الله لي ولهم بالهداية والاستغفار.


قبـل أيام التقيتـم برئيس حكومة الوحـدة الـوطنية عبـد الحميد الدبيبة خلال زيارته إلى مدينة زوارة، فما أبرز ما ناقشتموه خلال هذا اللقاء؟ وهل هناك تنسيق أو تفاهم بينكما رغم أنكما متنافسان في الانتخابات الرئاسية؟

تشرفت بأن زارني السيد رئيس حكومة الوحدة الوطنية المهندس عبد الحميد الدبيبة، وهذه لفته كريمة من حضرته، وأتمنى دائما أن مثل هذه الزيارات تكون تكريما لكل مَن يسبقنا في عمل سياسي أو علمي أو دعوي أو اجتماعي، حتى نُنزل الناس منزلتهم المستحقة معنويا وشرفيا، وبالتأكيد ناقشنا عدة أمور تشاورنا حولها، وأكدنا ضرورة التنسيق لها كلُّ بقدره واستطاعته، والتنافس بيننا وبين غيرنا أيضا لا يفسد للود قضية.


المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أعلنت سابقا أن عدد الذين تقدموا للترشح لانتخابات الرئاسة وصل إلى 98 مرشحا.. فما دلالة هذا العدد الكبير من المرشحين؟

 

عادة ليس هناك عدد كحد أدنى وكحد أقصى يقيد عدد الذين بإمكانهم التقدم للترشيح، ولكن القيد يتعلق بشروط التقدم، وهذا يوضحه القانون المُعدّ بهذا الخصوص.

ولعل ازدياد عدد المترشحين على ما هو متوقع مرجعه إلى أن الانتخابات الرئاسية المباشرة هذه تعتبر هي المرة الأولى منذ الاستقلال.


كيف تابعتم ترشح خليفة حفتر وعقيلة صالح وسيف الإسلام القذافي قبل أن يتم استبعاده؟

 
الذي أراه من حيث الأصل أن هذا الشأن غير مرتبط بأسماء شخصيات بعينها أو نسبها إلى رئيس سابق أو زعيم سابق أو لاحق.

الأمر في جوهره يرتبط بضرورة أن مَن يتقدم ألا يكون موغلا في دماء الليبيين أو مشاركا في نظام استبدادي، وأن لا يكون منقلبا على شرعية ارتضاها الشعب الليبي، وألا يكون مُلاحقا جنائيا محليا أو دوليا، وألا يكون ممن تبنى الحرب والدمار وسيلة لوصوله للسلطة أو منفردا بأنه من يصنف الإرهاب والإرهابيين بطريقته الخاصة دون التقيد بالتشريعات النافذة، وألا يكون ممن يستغيثون بالخارج للتآمر بالداخل.


لكن البعض يرى أن هناك حالة انقسام حادة ونزاع شرعيات مختلفة في ليبيا وبالتالي فإنه يجب السماح لكل الأطراف والشخصيات بالترشح للانتخابات؟

 
لا أحد ينكر أن هناك انقساما حادا، وكذلك نزاع شرعيات، وهذا كله تتحمله الأطراف والأجسام السياسية التي انخرطت في انقسامات سياسية مزعومة منذ العام 2015 ضاربة بعرض الحائط الأحكام القضائية، وقد أتاحت الفرصة للإفلات من العقاب للمتمردين والمجرمين والفاسدين.


كيف ترى حظوظ تيار "يا بلادي" في الانتخابات البرلمانية؟

 
منذ إعلاننا عن انطلاق تيار "يا بلادي" كان الهدف الأول يتمثل في المشاركة القادمة في الانتخابات الرئاسية والانتخابات البرلمانية، ولقد بدأنا في إعداد الكوادر التي ستشارك بها سواء بنظام القائمة حال تم إقرارها في نصوص القانون، ولكن طالما لم يتم السماح بذلك فإننا جاهزون للمشاركة بالنظام الفردي واستعداداتنا جيدة بهذا الخصوص.

هل تعتقد أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستُجرى في مواعيدها الرسمية المُعلن عنها أم لا؟
إن سمحت لنفسي أن أكون متفائلا فلا بد أن يكون هذا التفاؤل مصحوبا بحذر شديد، لأن مؤشرات العملية الانتخابية وما صاحبها من ارتباكات لوجستية وتناقض في التشريعات المنظمة والتصريحات النارية من الأجسام المنبثقة عن الاتفاقات السياسية المتتالية في مجملها لا تنبئ بخير في الحقيقة، بل تؤشر إلى تأجيج وخاصة في مآلاتها من نتائج لا توحي مطلقا بأننا ذاهبون إلى مرحلة استقرار وتوحيد المؤسسات؛ فالمعطيات والشواهد تقول إنه يجري التحضير لشيء هزلي جدا، يكفي أن تُفصل القوانين على مقاس مجرمين وسفاكي دماء في بلادنا، ولم تتم تهيئة الأسباب ليكون يوم الانتخابات عرسا ديمقراطيا.


ما تقييمكم لموقف القوى الإقليمية والدولية من الانتخابات الليبية؟

 
لا يوجد موقف موحد لما يسمى بالقوى الإقليمية والدولية نحو الانتخابات، وكل هذه الدول لها مصالح متعددة؛ فكل دولة تنظر إلى الواقع الحالي والمستقبلي بمرآة خاصة بها، ما جعل ليبيا ساحة لتنازع المصالح ونقل خلافتهم في ساحات أخرى لتكون ساخنة داخل الأراضي الليبية.

المشاركون في مؤتمر باريس الدولي بشأن ليبيا هددوا مؤخراً بفرض عقوبات على الأفراد الذين سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوض الانتخابات المقررة في ليبيا سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها، فهل تتوقع فرض عقوبات دولية بالفعل ضد معقلي الانتخابات؟

 
ملامح فرض العقوبات بالشكل الذي مورس في السابق وما يُشار إليه حاليا هو سلاح وهمي، وأنا أعتبره سلاح للجبناء تستعمله بعض الدول بناء على تقارير استخباراتية تستمد تغذيتها من ضعاف النفوس وعملاء لها بالداخل للتحريض على المواطنين من أبناء جلدتهم ويفرحون ويمرحون بتناولهم هذا الطعم من دول راعية لهم وتمدهم بمثل هذا السلاح كقطع الحلوى يمصونها في الوقت الذي تُرتكب فيه مجازر ضد الإنسانية ومقابر جماعية كالمقابر بترهونة وقنفوذة، وتُدمر فيه مدن بأكملها كمدينة بنغازي ودرنة، ويتم تهجير مئات الآلاف من مدنهم وقراهم، ويتم تبني عملية معلنة للاعتداء على عاصمة ليبيا وكل الفاعلين من قيادات ومعاونين وأجسام سياسية واضحة المعالم والصفات، ولا تُتخذ نحوهم أي إجراءات بالخصوص.

كيف تنظرون لاستقالة مبعوث الأمم المتحد إلى ليبيا يان كوبيش، والتي تأتي بعد أقل من عام على توليه المنصب وقبل شهر من الانتخابات؟

 
في الغالب أعتقد أنها إقالة وليست استقالة، ولكن أُعدت بإخراج يليق معنويا بالحياة الوظيفية السابقة واللاحقة للمبعوث الأممي.

وفي ما يتعلق بتداعياتها فأعتقد أنها إعلان مسبق لتعثر العملية الانتخابية، وذلك لتأجيلها أو تعديل بعض مراحلها أو انهيارها، وخوفي من عملية سياسية لاحقة على ضوء ما جرى بلقاء جنيف الأخير.

هل ستكون الانتخابات هي المخرج الحقيقي من الأزمة؟

 
إذا تم الإعداد لها جيدا والترتيب الصادق المُعبّر عن ما يتمناه الليبيون فإنها ستكون المخرج الحقيقي أو الأنسب على الأقل للخروج من الأزمة.