سياسة تركية

ملفات ساخنة على طاولة مباحثات أنقرة وطالبان.. هذه أبرزها

وفد حركة طالبان وصل إلى تركيا وأجرى مباحثات مع مسؤولين في أنقرة- جيتي

وصل وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، إلى أنقرة، على رأس وفد من الحركة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ خروج قوات الولايات المتحدة وحليفاتها من أفغانستان، وتثير التساؤلات حول دلالاتها، وهل تمهد للاعتراف بحكومة طالبان؟

 

وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قال إن وفد حركة طالبان قدم طلباته إلى تركيا وخاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية ومواصلة الاستثمار في أفغانستان.

 

ولفت إلى أنه جرى بحث ما يمكن القيام به من أجل وقف أي موجة جديدة في البلاد، وضرورة احتضان الحركة للجميع من أجل وحدة وسلامة بلادهم قبل كل شيء، وتعليم الفتيات وضمان توظيف النساء.

 

وأشار الوزير التركي، إلى أنه جرى مناقشة إعادة فتح القنصليات التركية في "مزار شريف" و"هرات"، وتشغيل مطار كابول.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستقدم كافة أنواع الدعم للشعب الأفغاني، مشيرا إلى أن لدى وفد طالبان طلبات بشأن المساعدة الإنسانية والمرحلة الجديدة في أفغانستان.


ولفت إلى أن تركيا كانت تتولى تشغيل مطار كابول وإذا جرى التوصل إلى اتفاقات في الفترة القادمة، فإنه يمكنها تولي هذه المهمة مجددا بالتعاون مع قطر والإدارة الحالية في أفغانستان.

 

وحول كواليس الزيارة المفاجئة، أوضحت صحيفة "خبر ترك" أن طلبا وصل إلى السفارة التركية في كابول الساعة 16:00 من مساء الأربعاء الماضي للزيارة، وقيمه الفريق الخاص بلجان العمل في أفغانستان تم قبوله بموافقة وزير الخارجية تشاووش أوغلو.

 

اقرأ أيضا: تشاووش أوغلو يلتقي وفد طالبان في أنقرة.. هذا ما بحثاه
 

وذكرت الصحيفة أنه منذ خمسة أشهر كثفت الشؤون الخارجية والمؤسسات ذات الصلة عملها في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، وتم تشكيل لجان عمل تركية في سبيل تسهيل اتخاذ القرارات وإيجاد آليات سريعة في مواجهة التغييرات الجارية في تلك البلدان.

 

ولفتت إلى أن ملف أفغانستان كان حاضرا على الطاولة في تركيا خلال الشهرين الماضيين، وقد غيرت الخطط والتقييمات بشأنها أربع مرات خلال الشهرين بسبب المتغيرات المتسارعة بالبلاد.

 

وفد ممثل عن أفغانستان

 

وأشارت الصحيفة إلى أن وفد طالبان كان ينتظر أن يتم استقباله في أنقرة كوفد لـ"الإمارة الإسلامية"، مشيرة إلى أن أنقرة أبلغت الحركة، بأنها ستستقبل الوفد بصفته وفدا يمثل أفغانستان.

 

ووصل الوفد إلى إسطنبول ثم أنقرة، قادما من العاصمة القطرية الدوحة، وعقد اجتماع في مقر وزارة الشؤون الخارجية، بمشاركة طواقم أمنية تركية.

 

وذكرت الصحيفة، أن اللقاء يأتي ضمن مساهمات حركة طالبان للحصول على قبول في النظام الدبلوماسي العالمي، ولكن العملية أمامهم طويلة.

 

وأشارت إلى أن رصد أوروبا مليار يورو لمساعدة أفغانستان خطوة غير كافية، وقد حذرت الأمم المتحدة من أن مليوني طفل في أفغانستان يعانون من سوء التغذية ويواجهون خطر فقدان حياتهم، ناهيك عن حركة اللجوء إلى طاجيسكتان وباكستان وإيران وتكدسهم على الحدود التركية مع إيران.

 

وأضافت أن ما يجري في أفغانستان ينعكس سلبا على تركيا ويضعها في موقف صعب في التعامل مع قضية الهجرة.

 

مطار كابول على طاولة الحوار

 

ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال الاجتماع في أنقرة، عرض الجانب التركي مسألة مطار كابول وخططه بهذا الشأن، وقد أعدت مجموعة حزمة تتضمن تشغيل المطار، والبنية الأرضية والخدمات الأمنية وعملية التطوير فيه.

 

وتتكون الحزمة من 117 منتجا من ضمنها: تشغيل رادار جوي وتوفير الوقود اللازم لـ"Jet A وJet A1"، والتحكم في الترميز الخاص بمعلومات الطيران، وإدارة أنظمة الهبوط.

 

وتابعت، بأن طالبان مقتنعة بفتح مطار كابول من أجل الانفتاح على العالم، ومع ذلك تريد أن يكون له دور في مسألة ضمان الأمن داخل المطار.

 

اقرأ أيضا: أمير قطر وأردوغان يقدمان اقتراحين للتعامل مع أفغانستان
 

وأشارت إلى أن أنقرة أبلغت وفد طالبان، بأن منظمة الطيران المدني الدولي، وشركات الطيران المدني الأوروبية لن تنظر في هذه المسألة بحرارة، لافتة إلى أن الحركة ستفكر بهذا الشأن ولكن ليس هناك وقت لذلك، لأن أنظمة الأمن العالمي لديها حساسية تجاه أفغانستان.

 

وكشفت أنه إذا قبلت طالبان العرض التركي، فسيتم فتح مطار واحد فقط في تركيا أمام الرحلات الجوية مع أفغانستان.

 

مساعدات ودعم صحي.. وقضايا أخرى

 

وأبلغ وفد الطالبان، الذي ينتظر الدعم في مجالات صحية ومالية، بأن تركيا مستعدة لتقديم الدعم اللازم على وجه السرعة، وتسهيل المساعدات الإنسانية.

 

ومن ضمن المواضيع التي نوقشت في الاجتماع، توفير الأمن والسلامة الحياتية للمواطنين الأتراك الذين يمارسون الأعمال التجارية في أفغانستان.

 

وفيما يتعلق بحقوق المرأة، تم التأكيد على أنه ينبغي لطالبان اتخاذ خطوات لإدراج النساء في الحياة الاجتماعية والتجارية بأقرب وقت ممكن، وجرى نقل تسعة أمثلة ملموسة تشير إلى أوجه القصور بهذا الصدد من الحركة.

 

تواصل تركي مع حكومة طالبان

 

ومن ضمن المباحثات التي أجريت في أنقرة، كما تقول الصحيفة، أن قاعدة باغرام الجوية التي كانت تستخدمها الولايات المتحدة، كانت ضمن المطالب التركية في استخدامها.

 

شبكة "بي بي سي" بنسختها التركية، نقلت عن مسؤول تركي أن المفاوضات جارية بشأن تشغيل مطار كابول؛ وأهم قضية لدى حركة طالبان في هذا الشأن الحصول على الشرعية والاعتراف الدولي، ولذلك تقرر أن يكون الاجتماع في أنقرة على مستوى وزارة الخارجية.

 

وذكر المسؤول التركي، أن تركيا هي الدولة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي التي لديها سفارة في كابول يواصل الدبلوماسيون فيها العمل، ويجرون الاتصالات اليومية مع الحكومة التي شكلتها طالبان على الرغم من عدم وجود اعتراف رسمي، وتوجيه رسائل في قضايا من قبيل "الحكومة الشاملة" وحق الفتيات في التعليم، وحقوق المرأة، والتي تتماشى مع المجتمع الدولي لا سيما الولايات المتحدة.

 

وأوضحت "بي بي سي" بنسختها التركية، أن تركيا ما زالت تطمح بتشغيل المطار بشكل دائم، لافتة إلى أن قطر ملأت الفراغ مؤقتا في المطار بعد الانسحاب الأمريكي.

 

وأشارت إلى أن تركيا تتفاوض مع حركة الطالبان بشأن المطار، مشددة على أهمية فتحه أمام النقل الدولي لمرور المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان، ومواصلة الاتصال بالمجتمع الدولي، لافتة إلى أن أنقرة على اتصال بهذا الشأن مع حلفائها الغربيين.

 

وأضافت أن طالبان تسعى لحصول حكومتها على اعتراف دولي، ولهذا السبب تقترب بإيجابية في مباحثاتها رفيعة المستوى مع تركيا التي تطمح لتشعيل المطار.