أكد القيادي في الحركة الإسلامية السودانية ربيع عبد العاطي، أن الأوضاع السياسية والاقتصادية في السودان بلغت حالة من التردي والسوء على نحو يجعل من استمرارها على ما هي عليه أشبه بالمستحيل.
وحمّل عبد العاطي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، تحالف إعلان "قوى الحرية والتغيير"، وقيادات الحزب الشيوعي فيها تحديدا مسؤولية هذا التردي.
وقال: "لقد بلغت الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية حالة من السوء غير مسبوقة في تاريخ السودان، فالأسعار ارتفعت بشكل صاروخي، والأوضاع الأمنية فوضى بعد انتشار سلاح الميليشيات في كل الأماكن، والأوضاع السياسية وصلت نهايتها، لأن من يقود السودان حاليا لا يعبر لا عن الثورة ولا عن السودان".
وأشار عبد العاطي إلى أن "السودانيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والطائفيه هم الآن بصدد البحث عن حل لوضع حد لهذا التردي".
وقال: "هنالك رأي عام الآن في السودان على ضرورة وضع حد لهذا التردي، ولم يعد مقبولا لدى السودانيين استمرار قيادة قوى الحرية والتغيير في التغطية على سياساتها الفاشلة على النظام السابق، بعد أن تبين أن من يتحمل مسؤولية الفشل هي هذه القيادة بسبب سياساتها الثأرية التي لا تنم عن حس وطني أصلا".
واعتبر عبد العاطي أن الحديث عن استئصال الإسلاميين في السودان من خلال لجنة إزالة التمكين تحت شعار محاربة الفساد، لم تعد تقنع أحدا من السودانيين.
وقال: "الإسلاميون جزء أساسي من الواقع السياسي السوداني، وهدف استئصالهم أمر غير واقعي على الإطلاق، وأوضاع السودان في عهد حكم الإسلاميين كانت أفضل ألف مرة من عهد قيادة الشيوعيين للحكم في السودان".
وحول الصيغة التي يراها لوضع نهاية للوضع السياسي القائم اليوم، قال عبد العاطي: "الشعوب دائما تبدع طرقها في الدفاع عن حقها في الحياة وفي الحرية، وما يجمع عليه السودانيون اليوم هو أن استمرار الوضع على ما هو عليه غير مقبول على الإطلاق"، على حد تعبيره.
وأعلنت الحكومة السودانية رسميا الثلاثاء الماضي تحريراً كاملاً لأسعار الوقود ما أدى لمضاعفة سعره بنسبة 100%، وسط موجة غضب واستياء واسعين قوبل بها القرار في الشارع العام.
وخفضت الحكومة، في شباط (فبراير) الماضي، قيمة العملة الوطنية لـ 7 أضعاف، في محاولة منها لتوحيد سعر صرف الجنيه في جميع المنافذ، لكن هذه المحاولة فشلت حيث نشط السوق الموازي مؤخرًا على نحو متسارع.
في غضون ذلك كشف الحزب الشيوعي النقاب عن وجود نحو (٤) ملايين قطعة سلاح في أيدي المدنيين والمسلحين.
ولفت الشيوعي في بلاغ له الانتباه إلى انتشار أربعة جيوش بالعاصمة تتبع لقوات الدعم السريع وحركة تحرير السودان جناح مناوي وحركة العدل والمساواة وحركة تمازج، مؤكدا أن هذه الجيوش تنتشر وسط المدنيين، وتتجول في العاصمة بكامل أسلحتها وعتادها وسياراتها رباعية الدفع، مما يشكل خطرا على المواطنين.
وأشار الشيوعي إلى ظهور مجموعات مسلحة بالسلاح الأبيض ذات أسماء غريبة تشبه العصابات التي قال بأن المجموعات الباقية من الفلول ذوي الإمكانيات المالية كونتها ودعا إلى ضرورة توقيفهم وإحالتهم للقضاء.