بعد انتهاء مهلة حماس عند الساعة السادسة مساء الاثنين، وإرسالها رشقات من الصواريخ نحو غرب القدس وغلاف غزة، يمكن القول إن حماس باتت لاعبا رئيسا في ملف القدس.
الربط الحمساوي للمقاومة وإمكاناتها في غزة مع ما يجري في القدس، إلى الآن، يمكن اعتباره فاعلا ولاعبا معقولا، ولكنه يحتاج إلى المزيد من الوقت لاختباره.
بالمقابل يسطر المقدسيون صمودا أسطوريا، وفي كل منازلة يراكمون انتصارا على انتصار، وبتقديري أنهم رغم ضعفهم وحصارهم وانكشافهم، إلا أنهم الرقم الأول في المعادلة.
حماس، بدخولها ساحة القدس من خلال كتائب القسام ورشقات الصواريخ، تكون قد قللت من انكشاف المقدسيين، وزادت من الضغوط على إسرائيل وعلى جميع الأطراف العربية.
الأردن إلى الآن لم يخرج عن كليشهاته المعتادة، شجب وتلويح بذات الأدوات المرنة دبلوماسيا، وهنا، احذر، إننا قد نفقد بعض أهميتنا في ملف القدس لا سيما بعد دخول المقاومة في غزة على الملف بكثافة.
على الحكومة تغليط مواقفها وتحمير عينها بشدة، وهنا أدعو الدولة لسحب السفير الأردني وطرد سفير الكيان الغاصب، فما يجري بالقدس مفصلي وملف داخلي أردني.
بدورها، تبدو السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح في أصعب حالاتها، تخسر بالنقاط، إلا إذا استدركت وقررت أن تزاحم حماس في المشهد المقدسي.
نعود لموقفنا الرسمي الذي يحتاج إلى مراجعة سريعة واستبدال خلاق، فالتطورات الجارية في القدس وازنة، وتحتاج عملا مختلفا ومواقف عملية جادة، ولعلها فرصة للتذكير بأن ثمة لاعبا جديدا اسمه حماس يحتاج إلى بعض الالتفاتة.
عن السبيل الأردنية