في مقابلته مع صحيفة
الغارديان البريطانية المنشورة اليوم، فاجأنا رئيس الوزراء، عمر الرزاز، بحديثه عن
استحسان حكومته لفكرة الدولة الواحدة الثنائية القومية والديمقراطية، يتساوى فيها
الجميع حقوقا وواجبات.
هذا المشروع الذي رحب به الرزاز في حال
استحالت فكرة "حل الدولتين" سبق للرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي أن
طرحه في قمم عربية عديدة تحت مسمى "إسراطين"! وقد لاقى في حينه تهكما
وسخرية عارمة.
الفكرة رومانسية، تشبه رمي الورود على اليمين الإسرائيلي!
وهدفها إحراج الصهاينة لا قلب الطاولة عليهم! فتل أبيب تعرف ما تريد، وهي الطرف الأقوى
والمتحكم، ونهاية حل الدولتين يعني ترانسفير للسكان الفلسطينيين نحو الأردن، وقصة
الدولة الواحدة مجرد خزعبلات نرددها كما فعل القذافي.
أسئلة أطرحها على الرزاز بعد تصريحاته عن
الدولة الواحدة: هل تمت مشاورة الفلسطينيين والتنسيق معهم قبل إطلاق تلك المقاربات
الجديدة، أم إنها مقابلة عصف ذهني نَسيتَ فيها أنك رئيس وزراء للدولة الأردنية؟!!
سؤال آخر يتعلق بحل الدولتين: هل أغلقتم ملفه؟
هل رفعتم الراية ورميتم منديله؟ وهل تدرك أن اليهود لا يُمانعون التخلي عن جزء مما
يعتبرونه "أرض إسرائيل" لقاء الحفاظ على نقاء الدولة ويهوديتها؟!!!
عدنان أبو عودة، ومروان المعشر، قبل أيام
تحدثا عن ذات المشروع، وهذا حق لهما كمفكرين وخبيرين بالشأن الصهيوني، لكن حين
يتحدث رئيس الوزراء أمام ووسيلة ثقيلة كـ"الغارديان" البريطانية، عليه أن
يكون حذرا، وأن يلتزم بنص الرواية الأردنية المتعلقة بحل الدولتين.
"إسرائيل" بكل تلاوينها يا
دولة الرئيس تريد دولة يهودية نقية جدّا، لا تريد دولة فلسطينية، وترغب بشدة في
ترحيل الديموغرافيا الفلسطينية إلى الأردن، وعليك أن تواجه ذلك بروح وطنية أردنية،
لا بإلقاء الورود! وممارسة الأحلام الرومانسية!
"إسراطين".. وَهْم، خيال
مستعدة "إسرائيل" لخوض حروب، وإلقاء قنابل نووية للحيلولة دونها. لذلك؛
علينا أن نعيد إنتاج عناصر قوتنا التي ترفع من كلفة خطوة الضم على الإسرائيلي بدل
لقاءات العصف الذهني!
(السبيل الأردنية)