في
الوقت الذي شهدت فيه إثيوبيا احتفالات وتبرعات بمليارات الدولارات لمشروع سد
النهضة، جدّدت وزارتي الري في مصر والسودان تحذيرهما من تداعيات الملء المنفرد للسد.
وقالت
وزارة الري المصرية إنه بناءً على "مخرجات القمة الرئاسية الإفريقية المصغرة
التي عُقدت يوم 21 تموز/ يوليو الجاري فقد عُقد اليوم الاجتماع الثاني للجولة
الثانية للتفاوض بين الدول الثلاث برعاية الإتحاد الإفريقي وبحضور المراقبين من
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخبراء مفوضية الإتحاد الإفريقي، وذلك
استكمالا للمفاوضات للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل السد".
وأكدت،
في بيان لها، الإثنين، أن "وزير الري، محمد عبد العاطي أشار إلى اعتراض مصر
على الإجراء الأحادي لملء سد النهضة دون التشاور والتنسيق مع دول المصب، مما يلقى
بدلالات سلبية توضح عدم رغبة إثيوبيا في التوصل لاتفاق عادل، كما أنه إجراء يتعارض
مع اتفاق إعلان المبادئ".
وأوضحت
أن وزير الري المصري أكد على "أهمية سرعة التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد
النهضة بحيث يتم التوافق حول كل نقطة من النقاط الخلافية، وأشار إلى اقتراح مصر
لآلية العمل خلال الاجتماعات الحالية التي ستُعقد لمدة أسبوعين".
اقرأ أيضا: خبير سدود يكشف لـ"عربي21" مخاطر سد النهضة على مصر
ولفتت
الوزارة إلى أنه "بناءً على القمة المصغرة، فإن التفاوض الحالي سيكون حول ملء
وتشغيل سد النهضة فقط، وأن التفاوض حول المشروعات المستقبلية سيكون في مرحلة لاحقة
بعد التوصل لاتفاق سد النهضة".
ووفق
البيان المصري "تم التوافق بين الدول الثلاث على قيام اللجان الفنية
والقانونية بمناقشة النقاط الخلافية غدا وبعد غد، فى مسارين متوازيين وعرض
المخرجات في الاجتماع الوزاري يوم الخميس".
في
الاتجاه ذاته، طالب وزير الري السوداني ياسر عباس، خلال الاجتماع الثاني بأن
"تكون الجولة الحالية حاسمة عبر تحديد أجندة محددة لفترة الأسبوعين".
وشدّد
على أهمية التوصل لاتفاق ملزم بشأن السد.
وأشار
إلى أن "التحرك المنفرد قبل التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث أعاد طرح المخاوف
في حال تكرار مثل هذا التحرك في المستقبل".
ولفت
إلى مخاوف من "التأثيرات البيئية و الاجتماعية لسد النهضة على المزارعين على
ضفاف النيل الأزرق وسلامتهم".
وفي
21 يوليو/ تموز الماضي، عقد الاتحاد الإفريقي قمة مصغرة، بمشاركة الدول الثلاث،
عقب نحو أسبوع من انتهاء مفاوضات رعاها الاتحاد لنحو 10 أيام، دون اتفاق، وأسفرت
القمة عن الدعوة مجددا إلى عقد مفاوضات ثلاثية جديدة.
وانتقدت
مصر والسودان في الاجتماع الأول الذي تم مؤخرا، بدء الملء المنفرد للسد من جانب
إثيوبيا.
ولم
يتسن الحصول على تعليق فوري من أديس أبابا بشأن مخرجات الاجتماعات.
إلى
ذلك، دشّن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر وسما لمهاجمة رئيس الانقلاب عبد
الفتاح السيسي والدعوة لإسقاطه.
وجاء
وسم (#السيسي_خربها_مستني_إيه) في صدارة التداول المصري لموقع تويتر، حيث قال
مغردون إن السيسي هو المتسبب في تفاقم في أزمة سد النهضة، خاصة بعدما كشف رئيس
الوزراء الإثيوبي السابق هايلي ماريام ديسالين أن اتفاقية إعلان المبادئ الخاصة
بسد النهضة التي وقعها السيسي عام 2015، نصت على أن الملء الأول للسد سيكون
بالتوازي مع التشييد، وأن مصر أبرمت الاتفاقية وهي تعلم ذلك وموافقة عليه.
وتعثرت
المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات
متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة بفرض حلول غير واقعية.
فيما
تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء
السد هو توليد الكهرباء بالأساس.
خلاف سد النهضة بين مصر وإثيوبيا.. هل ينتهي بـ"الفصل السابع"؟
إثيوبيا تعلن عدم التوصل لاتفاق مع مصر وتبدأ ملء السد (صور)
تصور سوداني لاتفاق سد النهضة.. وهذه النقاط العالقة (شاهد)