نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن قطر، التي تعتبر عضويتها داخل حلف الشمال الأطلسي ضمن الأهداف الاستراتيجية التي تسعى لتحقيقها، لا سيما في ظل قدرتها على استضافة مراكز الحلف داخل أراضيها، وفقا لوزير الدولة لشؤون الدفاع، خالد بن محمد العطية.
وقال الموقع الروسي، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في بداية السنة الجارية، تم إبرام اتفاقية أمنية بين قطر وحلف شمال الأطلسي، تشمل تبادل البيانات السرية في إطار "مبادرة إسطنبول للتعاون".
وبالإضافة إلى قطر، تظهر كل من الإمارات العربية المتحدة، والكويت، والبحرين على قائمة شركاء هذه المبادرة في المنطقة.
وأضاف الموقع أن توجه قطر نحو حلف شمال الأطلسي، جاء على خلفية توتر العلاقات مع جيرانها العرب والحصار المفروض عليها من قبلهم. ففي حزيران/ يونيو سنة 2017، قطعت المملكة العربية السعودية، والبحرين، والإمارات، ومصر، علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، معلنة الحصار الاقتصادي عليها.
في المقابل، أدانت تركيا هذه الخطوة، حيث قامت بتعزيز تواجد وحداتها العسكرية في البلاد، بينما لم تدرج الولايات المتحدة قطر على قائمة الدول الراعية للإرهاب.
والجدير بالذكر، أن خريف السنة الماضية شهد توقيع اتفاقية بين روسيا وقطر تقضي بتبادل التعاون في المجال العسكري. وبناء على ذلك، أعلن كبار المسؤولين القطريين في كانون الثاني/ يناير من هذه السنة عن رغبتهم في الحصول على منظومة الصواريخ الحديثة المضادة للجو "إس-400" الروسية.
وأشار الموقع إلى الرسالة التي توجه بها الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، معلنا فيها عن التهديدات التي قد يتعرض لها الأمن الجوي للمملكة، في حال حصول قطر على هذه المنظومة، وذلك وفقا لما نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية مؤخرا.
وفي الواقع، يعتبر البيان الأخير الصادر عن وزير الدفاع القطري، والمتعلق بالانضمام إلى حلف الناتو، ناتجا عن رغبة قطر في الحصول على ضمانات أمنية إضافية، تحمي من خلالها نفسها من عدوان محتمل قد تشنه عليها جيرانها.
اقرأ أيضا: قطر تطمح للحصول على عضوية كاملة في حلف "الناتو"
وبين الموقع أن صراع قطر مع الأنظمة العربية المجاورة، بقيادة المملكة العربية السعودية، يدفعها للحصول على ضمانات أمنية إضافية، وذلك بحسب ما يعتقده كبير الخبراء في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الكسندر شوميلين.
وأوضح شوميلين أنه "تزامنا مع ممارسة الولايات المتحدة ضغوطات على إيران، لا تستطيع الدوحة حماية مصالحها واستخدام الورقة الإيرانية كالسابق. كما لا تستطيع التوجه نحو المملكة، أو تكوين علاقة صداقة مع روسيا تكون ضد مصالح المملكة، نظرا لأن ذلك قد يقود قطر إلى الانضمام إلى مجموعة البلدان المعادية للغرب، وهو ما لا ترغب في الوصول إليه".
ونقلت الصحيفة عن شوميلين قوله إن تواجد الجيش التركي داخل قطر لا يمنح الدوحة ضمانات أمنية كافية. في هذا الصدد، أضاف الخبير الروسي أن "قطر تستطيع استخدام تركيا كأداة للتقرب من الناتو. في المقابل، لا تستطيع أنقرة تقديم مساعدة مباشرة للدوحة في حال نشوب صراع مع جيرانها. ورغم الاختلافات الواقعة بين تركيا والدول العربية، إلا أن العديد من الاتفاقيات الرسمية والشراكات الوثيقة تجمع بين الطرفين، وهو ما يدفع تركيا إلى العمل من أجل تجنب تردي العلاقات مع السعوديين".
وذكر الموقع أن تصريح وزير الدولة لشؤون الدفاع، خالد بن محمد العطية، يعد بمثابة إعلان عن الانضمام إلى الحلف. ولكن، أثبتت الوقائع أن قطر قادرة على توسيع نطاق تعاونها مع منظمة حلف شمال الأطلسي، لكنها غير قادرة على الانضمام إليه مع الحصول على العضوية الكاملة، وذلك بحسب ما توصل إليه المستشرق الروسي شوميلين.
وفي الختام، نوه الموقع إلى أن توسع حلف شمال الأطلسي يحدث وفقا لمبادئ جغرافية واضحة، إذ يعتبر الحلف مساحة إقليمية غير منفصلة عن بعضها البعض. ويحول انعدام الحدود الجغرافية المباشرة بين قطر والدول الأعضاء في الحلف دون رغبتها في الانضمام إليه، وذلك بحسب شوميلين.
مجددا.. نشطاء يعيدون تداول تغريدة مسيئة لوزير سعودي
من هو نواف الرشيد؟ ولماذا سلّمته الكويت إلى السعودية؟
كيف برر تركي الدخيل تغريدة مدح بها أردوغان قبل 7 سنوات؟