كشفت منظمة البلدان المصدرة للبترول "
أوبك" أن دخل الدول الأعضاء في العام الماضي هبط إلى أدنى مستوى له منذ عام 2005 لتؤكد بذلك ما سبق ونشرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي كشفت أرقامها عن الأمر نفسه.
وقالت "أوبك" في تقريرها الإحصائي السنوي، إن إيرادات دولها من تصدير النفط الخام هبطت بنسبة 46 في المائة في 2015 عن العام الذي سبقه، لتصل إلى 518 مليار دولار في عشر سنوات.
وكانت مداخيل أعضاء المنظمة قد هبطت بفعل
تدني الأسعار، حيث تخلت السعودية عن دور المنتج المرجح فعليا في 2014 حينما قادت تحولا في سياسة التكتل من خلال الإحجام عن خفض الإنتاج لدعم الأسعار والسماح للسوق بموازنة نفسها دون تدخل.
وأضافت "أوبك"، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أن العجز في الميزان الحالي للدول الأعضاء في المنظمة بلغ في العام الماضي 99.6 مليار دولار مقارنة بفوائض قدرها 238 مليار دولار. وهذه هي المرة الأولى التي تسجل دول "أوبك" عجزا في حسابها الحالي منذ عام 1998.
وتأثرت السعودية كثيرا حيث بلغ دخلها من صادرات النفط في العام الماضي 158 مليار دولار، وهو نصف دخلها في عام.
أما إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأمريكية، فقد قدرت دخل المملكة من تصدير النفط الخام في العام الماضي بنحو 130 مليار دولار، وهو الأقل منذ عام 2005 عندما سجلت المملكة دخلا قدره 140 مليار دولار.
وسجلت إيران في العام الماضي 27 مليار دولار، وهو ربع دخلها في عام 2012 عندما بدأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات عليها بسبب برنامجها النووي. ورفع الحظر مطلع العام الحالي. أما ليبيا فهي أقل دول "أوبك" دخلا من النفط في العام الماضي ولم يتجاوز دخلها 5 مليارات دولار.
ودخل "أوبك" في العام الحالي والمقبل لن يتجاوز في أحسن تقديرات الوكالة دخل عام 2005 ليظل الدخل منخفضا مقارنة بمستوياته في السنوات الأربع الماضية حتى مع توقع تحسن الأسعار في العام المقبل. وتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اسمية وليست معدلة وفقا للتضخم.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إنه من المتوقع أن تهبط إيرادات
الصادرات النفطية لمنظمة "أوبك" في عام 2016 بكامله بنسبة 15 في المائة لتواصل التراجع للعام الثالث على التوالي. ومن المحتمل أن تسجل أدنى مستوياتها في أكثر من عشر سنوات قبل أن ترتفع في 2017.
وقالت الإدارة التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية في تقرير، إنه من المرجح أن يجني أعضاء "أوبك"، بما فيهم إيران، نحو 341 مليار دولار في 2016 بانخفاض قدره 15 في المائة عن مستويات 2015 بناء على توقعات أسعار النفط العالمية ومستويات إنتاج المنظمة.
والمرة السابقة التي انخفضت فيها إيرادات الصادرات النفطية لـ "أوبك" لثلاث سنوات متتالية كانت في 1986 - 1983. ومن المتوقع أن تنخفض إيرادات صادرات المنظمة في 2016 إلى أدنى مستوى لها منذ 2004 حينما بلغت نحو 295 مليار دولار.
وفي أوائل 2016 لامست أسعار النفط أدنى مستوياتها في 12 عاما قبل أن تتعافى إلى نحو 50 دولارا للبرميل على مدى الشهرين السابقين. وبعد تخمة في المعروض استمرت فترة طويلة من المتوقع أن تستعيد سوق النفط توازنها مع انخفاض الإنتاج، وهو ما يجعل التوقعات لعام 2017 أقل قتامة.
وأدت انقطاعات في الإمدادات حول العالم بما في ذلك كندا ونيجيريا إلى تسارع وتيرة تعافي أسعار الخام.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن إيرادات "أوبك" في 2017 من المتوقع أن تبلغ 427 مليار دولار، نظرا لزيادة متوقعة في أسعار النفط وارتفاع إنتاج المنظمة وزيادة الصادرات.
وبلغ صافي إيرادات الصادرات النفطية لـ "أوبك" نحو 404 مليارات دولار في 2015 بانخفاض قدره 46 في المائة، وهو أكبر هبوط منذ بدأت إدارة معلومات الطاقة رصد البيانات في 1975. وفي 2015 هبطت أسعار النفط بنحو 35 في المائة أو 20 دولارا للبرميل، حيث عانى المنتجون الرئيسيون من أحد أسوأ فوائض المعروض في التاريخ.