تلوح بوادر
أزمة دبلوماسية بين القاهرة والخرطوم بعد إلقاء قوات الأمن
السودانية القبض على عشرات
المصريين المقيمين بالخرطوم؛ على خلفية اتهامهم بتسريب امتحانات
الثانوية العامة.
وكانت الشرطة السودانية قد ألقت القبض على
طلاب ينتمون إلى جنسيات مختلفة -من بينهم مصريون- بتهمة تسريب وبيع أسئلة امتحانات الثانوية العامة السودانية.
وقال مصدر دبلوماسي في السفارة المصرية بالخرطوم، في تصريحات صحفية، إن عدد المصريين المقبوض عليهم ارتفع إلى 55، ما بين طلاب وطالبات وأولياء أمورهم، وإنهم محتجزون لدى جهاز الأمن الوطني السوداني.
وأوضح أن المصريين المحتجزين لم توجه لهم أي تهم بشكل رسمي حتى الآن، وأن السفارة المصرية تجري محاولات للإفراج عنهم، مشيرا إلى أن السفير المصري بالخرطوم استقبل مجموعة من أقارب المحتجزين لطمأنتهم وإطلاعهم على الجهود المبذولة لإطلاق سراحهم.
وزير الهجرة في الخرطوم
كما أعلن شريف إسماعيل، رئيس الوزراء المصري، أنه وجه بسفر نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج فورا إلى السودان؛ لبحث تداعيات أزمة الطلاب المصريين المحتجزين هناك".
وأكد إسماعيل، في بيان له، اطلعت عليه "
عربي21"، على التواصل الدائم مع السلطات السودانية وإبلاغه بتطورات الموقف أولا بأول لحين حل المشكلة".
وطالبت وزارة الخارجية المصرية الخرطوم بالإفراج فورا عن الطلاب المحتجزين.
وقال أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الوزارة، في بيان له، تلقت "
عربي21" نسخة منه، إن السفارة المصرية في الخرطوم تتابع الواقعة على مدار الساعة، مشيرا إلى أن اتصالات مباشرة مع الأجهزة الأمنية السودانية تتم للتأكيد على ضرورة الإفراج السريع عن الطلاب المصريين، خاصة أنه لم يتم توجيه أي اتهامات محددة لهم حتى الآن".
من جانبها، أكدت وزارة التعليم المصرية فتح تحقيق عاجل في واقعة تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة السودانية لمعرفة ملابساتها.
اعتدوا علينا
وقال والد أحد الطلاب المحتجزين إن قوات الأمن السودانية اقتحمت إحدى العمارات السكنية بالخرطوم التي يقيم بها طلاب مصريون وسوريون مساء السبت الماضي، وألقت القبض على كل المتواجدين من طلبة وطالبات وأمهات وآباء.
وأكد والد الطالب، في مداخلة هاتفية مع قناة المحور، أن الشرطة السودانية اعتدت عليهم وأهانتهم أثناء نقلهم إلى مقر أمن الدولة والمخابرات السودانية للتحقيق معهم، حيث تم شحنهم بعربات نقل بطريقة غير آدمية، واعتدت عليهم بالضرب والسباب.
وأضاف أنه في اليوم التالي من احتجازهم، تم الإفراج عن بعض الطلاب وأولياء أمورهم، فيما أبقت السلطات على الأغلبية منهم قيد الاحتجاز، دون توجيه اتهام رسمي لهم.
وقال أقارب المحتجزين إن أبناءهم لا ذنب لهم في واقعة تسريب الامتحانات، واتهموا الجاليتين السورية والأردنية في السودان بالوقوف وراء تسربت الامتحان، مؤكدين أن السفارة المصرية لم تتحرك، وأنهم لم يتمكنوا من رؤية أقاربهم منذ اعتقالهم.
وشهدت العلاقات المصرية السودانية توترات متتالية في السنوات الأخيرة، كان أحدث حلقاتها ما تسبب فيه احتجاز وتعذيب مواطنين سودانيين في أقسام الشرطة المصرية في شهر نوفمبر الماضي، فضلا عن مقتل وإصابة عشرات السودانيين في سيناء أثناء محاولتهم اجتياز الحدود المصرية للهجرة إلى إسرائيل.
وكانت آخر مرة يحتجز فيها السودان شخصا مصريا قد حدثت في آب/ أغسطس من عام 2012، حينما ألقت قوات الأمن السودانية القبض على الصحفية المصرية شيماء عادل أثناء تغطيتها المظاهرات الطلابية في الخرطوم، وتم إطلاق سراحها بعد تدخل الرئيس محمد مرسي الذي اصطحبها معه على متن الطائرة الرئاسية من الخرطوم إلى القاهرة.
اعتصام أمام الخارجية
وفي سياق متصل، هدد أهالي الطلاب المحتجزين في السودان بالإضراب عن الطعام والاعتصام أمام وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة لحين إطلاق سراح أبنائهم.
وطالب أولياء الأمور وزارة الخارجية بالتدخل لإنقاذ أبنائهم وإعادتهم إلى مصر.