كشفت محافل عسكرية إسرائيلية، النقاب عن أن
روسيا تهدف من خلال تدخلها في
سوريا إلى تقسيمها لمنطقتي سيطرة، إحداهما تحت سيطرة نظام بشار
الأسد، والأخرى تحت سيطرة
تنظيم الدولة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين، عن محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، قولها إن الرئيس الروسي فلادمير بوتين يرى أن بقاء تنظيم الدولة على جزء من الأراضي السورية يخدم المصالح الروسية ومصالح نظام الأسد، لأنه يوفر شرعية دولية لمواصلة بقاء حكمه.
وأشارت المحافل إلى أن تعمد الطيران الروسي استهداف فصائل المعارضة المعتدلة وتصميم بوتين على حرمانها من الإنجازات العسكرية يأتي من أجل تكريس ثنائية واضحة ودائمة، هي "نظام الأسد مقابل داعش".
وأوضحت المحافل أن تشديد القصف الروسي على حلب والأطراف الشمالية للاذقية يأتي لتوسيع رقعة وجود النظام، ولكي يكون هو الطرف الذي يكون على تماس مباشر مع تنظيم الدولة.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن بوتين يهدف من خلال تحقيق هذا الهدف إلى تكريس مكانة نظام الأسد جزءا من الحل، وليس جزءا من المشكلة، وذلك من خلال توظيف ما يرتكبه تنظيم الدولة، ويعدّ في نظر العالم "فظائع".
ونوّهت المحافل إلى أن هناك أساسا للاعتقاد بأن الروس سينتقلون لتكثيف عمليات القصف لمناطق أخرى تقع حاليا تحت سيطرة المعارضة المعتدلة، لمساعدة نظام الأسد على استعادتها، وذلك ضمن خطة التقسيم.
وتبيّن أن ما ذهبت إليه المحافل العسكرية الإسرائيلية استنتجه في وقت سابق الخبير الأمريكي في الشؤون السورية، فريدرديك هوف.
ونوّهت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الاثنين، إلى أن هوف قد أشار مؤخرا إلى أن الروس معنيون ببقاء حكم تنظيم الدولة، ليس فقط لأنه يضمن شرعية دولية لبقاء نظام الأسد، بل أيضا لأن هذا التنظيم لا يبدي حرصا على الاحتكاك والمواجهة مع نظام الأسد، والقوى التي تقاتل إلى جانبه.
ونوّهت الصحيفة إلى أن ما يعزز مكانة روسيا والأسد، مظاهر الضعف الكبيرة الواضحة التي عبّر عنها السلوك الأمريكي الأخير، الذي تكرّس بشكل كبير خلال مؤتمر جنيف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفعل المبادر والتصميم الذي يميز التحرك الروسي يملي حتى الآن الشروط على الواقع الميداني والسياسي في سوريا.