قال وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الخميس إن "الحكومة السورية مستعدة للمشاركة في محادثات السلام في جنيف، معبرا عن أمله أن "ينجح الحوار في مساعدة البلاد على تشكيل حكومة وحدة وطنية".
ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع الجمعة على قرار يدعم خارطة طريق دولية لعملية سلام سورية، فيما تعتزم الأمم المتحدة إجراء محادثات السلام في جنيف قرب نهاية كانون الثاني/ يناير.
وقال المعلم في تصريحات باللغة الإنجليزية للصحفيين أثناء زيارته لبكين إنه أخبر نظيره الصيني وانغ يي أن سوريا "مستعدة للمشاركة في الحوار السوري السوري في جنيف دون أي تدخل خارجي"، مضيفا بقوله أن "وفدنا سيكون مستعدا بمجرد أن نتسلم قائمة بوفد المعارضة".
وتابع وهو يقف إلى جوار وانغ في مقر وزارة الخارجية الصينية بقوله "نأمل أن ينجح هذا الحوار في مساعدتنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية"، معتبرا أن "هذه الحكومة ستشكل لجنة دستورية لبحث وضع دستور جديد وقانون انتخابات جديد حتى تجرى الانتخابات البرلمانية في غضون 18 شهرا تقريبا"، بحسب قوله.
ودعا وانغ مطلع الأسبوع الحكومة السورية وشخصيات من المعارضة لزيارة الصين فيما تتطلع بكين إلى سبل للمساعدة في عملية السلام.
الصين خائفة
وتفادى وانغ الإجابة مباشرة لدى سؤاله عن رأي الصين في بقاء الأسد في السلطة، قائلا إن "موقف الصين واضح للغاية، فنحن نرى أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر ويحدد مستقبل سوريا ونظامها الوطني بما في ذلك قيادتها".
وأضاف أن "دور الصين في المسألة السورية هو تعزيز السلام والمفاوضات"، معتبرا أن الصين تأمل أن ترى الشرق الأوسط سلميا ومستقرا ويتطور، على حد تعبيره.
ورغم اعتماد الصين على المنطقة للحصول على إمدادات النفط، إلا أنها تميل إلى ترك دبلوماسية الشرق الأوسط في أيدي الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.
كما أن الصين لها مخاوفها الأمنية الخاصة بها في سوريا لكنها لم تنضم إلى حملة قصف تنظيم الدولة.
بخصوص ذلك، قال وانغ "ترى الصين أن كل جهود مكافحة الإرهاب يجب أن تلقى الاحترام والدعم".
وعبرت بكين عن مخاوفها من سفر بعض الإيغور وهم أقلية مسلمة تعيش في إقليم شينجيانغ بغرب الصين للقتال في صفوف جماعات مسلحة في سوريا والعراق.
ثلاثة مبادئ
وأعلن وزير الخارجية الصيني أن أهم نتائج مباحثاته مع المعلم تتمثل في الاتفاق على ثلاثة مبادئ يجب التمسك بها في تسوية الأزمة السورية، مشيرا إلى أن هذه المبادئ تتضمن الآتي: أولا، يجب الالتزام بالتسوية السياسية للأزمة؛ وثانيا، الشعب السوري هو الذي يقرر بنفسه مصير سوريا؛ وثالثا، أن تلعب للأمم المتحدة دورا رائدا للتوسط بين أطراف النزاع.
وقال الوزير الصيني إن الحكومة السورية أكدت استعدادها لوقف إطلاق النار في بعض المناطق، من أجل تحريك عملية السلام مع المعارضة.
وأكد يي أن الصين ستخصص لحكومة سوريا 6.2 مليون دولار "مساعدات إنسانية".
وكان مجلس الأمن الدولي وافق بالإجماع على مشروع قرار يدعو لتطبيق وقف إطلاق نار في عموم سوريا مطلع كانون الثاني/ يناير المقبل، وإطلاق المفاوضات.
ويطلب المشروع الدعوة "بشكل ملح إلى مفاوضات رسمية حول عملية انتقال سياسي يكون الهدف منها البدء بهذه المباحثات في أول كانون الثاني/ يناير 2016".
ويمنح قرار يوم الجمعة مباركة من الأمم المتحدة لخطة تم التفاوض عليها في فيينا، وتدعو إلى وقف لإطلاق النار وإجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة، وجدول زمني يمتد لقرابة عامين ويهدف إلى تشكيل حكومة وحدة وإجراء انتخابات.