استعرض علي أكبر
ولايتي مستشار المرشد الأعلى للثورة
الإيرانية علي خامنئي قوة بلاده قائلا: "نحن بلد كبير نستطيع أن نوفر الطعام لشعبنا، وفي الجانب العسكري والأمني، نمتلك القوة الدفاعية لكي لا يتجرأ أحد على مهاجمتنا، وفي الطاقة أيضا، نمتلك النفط والغاز، ولو جمعنا النفط والغاز مع بعضهما لأصبحت إيران أكبر مصدر للطاقة في العالم، إذن وفقا للقوة التي نمتلكها والاستقلال الذي نتمتع به وثقتنا بأنفسنا، فنحن نعتبر القوة الأولى في المنطقة".
جاءت أقوال ولايتي هذه، في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة
السفير اللبنانية الخميس، إذ رأى أنه "لا أحد دعم الرئيس السوري بشار الأسد كما دعمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مؤكدا أنه "حتى روسيا لم تقدم ذلك الدعم اللازم"، لافتا إلى أنه "بمساعدة حزب الله والعراق وفرنا الدعم اللازم للرئيس بشار الأسد، وأفشلنا المخطط الأمريكي في
سوريا ولبنان والعراق".
وفي معرض تحديد مواقف إيران من قضايا الإقليم، شدد ولايتي في مقابلته مع الصحيفة المقربة من حزب الله على أنه "لن نتخلى أبدا عن الرئيس بشار الأسد وعن رئيس الحكومة
العراقية حيدر العبادي والمقاومة في لبنان وفلسطين وحماس والجهاد الإسلامي".
وحول التعاون مع الدول في مختلف قضايا المنطقة، رأى مستشار خامنئي أنه "ينبغي أن يكون التعاون مع الآخرين قائما على الاحترام، ولا يمكن أن نتوسل من أجل إقامة هذا التعاون، فالآخرون لا يقدمون تنازلا لأحد عبر الترجي. وفي مواجهة القوة ينبغي أن يكون لدينا قوة، الجميع يقول إن إيران يجب أن تكون حاضرة بالتأكيد، الأمريكيون لا تعجبهم إيران، ولكن لا حيلة لهم في أن تكون إيران في الساحة، فإيران تعدّ العمود الفقري لهذا الاستقرار".
ونفى ولايتي في إجابته على سؤال للصحيفة حول تخوفات النظام من وقوع انهيار اقتصادي في البلاد"، معتبرا أن هذا الحديث يأتي في سياق "الحرب الدعائية التي تشن على إيران".
وفي الوضع الاقتصادي الإيراني، قال الدبلوماسي المثقف -حسب ما صفته الصحيفة-: "إن المنتجات البتروكيماوية في البلد تنمو بحيث إنها تقترب من عائدات النفط، ولدينا حوالي 14 ألف طن من إنتاج الصلب، وبالنسبة إلى الإسمنت، فإنه فضلا عن الاستهلاك المحلي، فإننا نصدر كميات منه إلى الخارج، والمحاصيل الزراعية التي ننتجها تفوق 120 مليون طن".
وحول أسباب انخفاض أسعار النفط، من وجهة نظر إيرانية، اعتبر ولايتي أن "أمريكا والسعودية تواطأتا معا من أجل خفض أسعار النفط، لممارسة الضغط على إيران وروسيا. نحن نتبنى هذه الفكرة".
وعاد ولايتي ليتحدث في الشأن السياسي، خاصة عن الوضع السوري قائلا: "كان لبعض الدول الإقليمية والعالمية مخطط لتقسيم سوريا إلى خمس دول، كما لديهم حلم بتقسيم العراق إلى ثلاث دول، وقد وقفنا ونقف بوجه هذا المخطط، نحن لا نعرف أحدا يقف بوجه أمريكا وإسرائيل وحلفائهما بهذه الصلابة في دعمها للعالم الإسلامي كما هي الحال بالنسبة إلى سماحة قائد الثورة"، متسائلا بقوله: "هل تعرفون أحدا آخر بين مضيق ملقة إلى جبل طارق اتخذ هذا الموقف؟! أما أنا فلا أعرف أحدا، هل تعرفون رجلا كالسيد خامنئي؟".
وفي توصيف العلاقة بين إيران وروسيا، أشار ولايتي إلى أن "تعاوننا مع روسيا يزداد ويتنامى، وباعتقادي الشخصي، فإن علاقاتنا مع روسيا تتجه لأن تصبح علاقات استراتيجية، وكذلك مع الصين، وهذان البلدان لا يمكن أن يجدا في الشرق الأوسط بلدا أكثر قدرة وقوة واستقلالا مثل إيران لإقامة مثل هذه العلاقات المتينة والوثيقة معها، وقد أفصح الصينيون عن ذلك صراحة".
وحول الدور الروسي في سوريا، أكد خامنئي خلال حديثه للصحيفة اللبنانية أنه "كان هناك تنسيق، ما دمنا نثق بمتانة العلاقات بين روسيا وسوريا وبين روسيا وإيران، وما دمنا متأكدين بأن التواصل يقوم على الندية والاحترام المتبادل، فإننا لا نشعر بأي قلق، ونحن نراقب الأوضاع لكي تكون العلاقات قائمة على هذا المنوال".
وفي إجابته على سؤال الصحيفة، إن كان تمّ إنقاذ النظام في سوريا، قال ولايتي: "موقع الرئيس بشار الأسد في الوقت الراهن أكثر متانة وقوة من أي وقت مضى، وهذا المنحى يتجه صعودا، في وقت من الأوقات، كانت المعارضة المسلحة تتقدم في دمشق، ولقد وصلت إلى مسافة مئتين أو ثلاثمئة متر من مكتب الرئيس، أين هي الآن مما كانت عليه؟ الجيش السوري تمكن من تحرير مطار كويرس، بعدما ظل محاصرا لفترة سنتين ونصف السنة".
أما بشأن الأوضاع في العراق، الذي ختم ولايتي حديثه الصحفي حولها، فقد رأى مستشار مرشد الثورة الإيرانية أن "الأوضاع ستتحسن هناك، مصير الحرب في سوريا سينعكس إيجابيا على الأوضاع في العراق، أي تأثير، سواء كان سلبيا أو إيجابيا، في سوريا، يلقي بظلاله على العراق، نعتقد أن الأوضاع في العراق ستحل أيضا، ولكن الوضع ليس سهلا، أهمية العراق أكبر من أي بلد عربي آخر، في سوريا ثمة ضرورة فورية لمعالجة الوضع، لكن أهمية العراق تفوق سوريا".