ملفات وتقارير

معتقل سابق لدى تنظيم الدولة بالميادين السورية يروي تجربته

يحتجز الشبان الذين يحاولون الهجرة للتحقيق معهم من قبل تنظيم الدولة -  أرشيفية
يحتجز الشبان الذين يحاولون الهجرة للتحقيق معهم من قبل تنظيم الدولة - أرشيفية
في حديثه عن رحلته من غوطة دمشق الغربية إلى تركيا، يتوقف أحمد عن الحديث قليلا ليعود بذاكرته إلى سجن الحسبة في الميادين (محافظة دير الزور)، الذي قضى فيه 13 يوما معتقلا على ذمة التحقيق، إلى جانب مجموعة كبيرة من أمثاله.

وقال أحمد لـ"عربي21": وصلنا بعد رحلتنا الشاقة في الصحراء، التي استمرت 18 ساعة متواصلة، إلى منطقة الميادين في محافظة دير الزور، كانت المعاملة سيئة جدا من قبل بعض عناصر التنظيم، وكان معظمنا من محافظة درعا والقنيطرة، إضافة إلى الكثير ممن كانوا في الأردن وعادوا إلى محافظة درعا للذهاب إلى تركيا".

ويوضح أحمد: "كنا في نظر عناصر التنظيم "فارين من الزحف" إلى "بلاد الكفر" بحسب وصفهم، وهذا ما يفسر معاملتنا السيئة من قبلهم".

ويتابع: "ركبنا في باص نقل، وكنا حوالي 25 شخصا. أمرنا السائق بقلب الكنزات التي نرتديها على وجوهنا، وإغلاق الستائر حتى لا نرى الطريق الذي نسير فيه، ليأخذونا إلى سجن الحسبة الذي يصل إليه جميع القادمين إلى مناطق سيطرة التنظيم للتحقيق".

ويقول أحمد لـ"عربي21": "دخلنا السجن بعد أن حُجزت هواتفنا عند إدارة السجن. كنا نظن أن جلوسنا في هذا السجن سيكون لفترة يوم أو يومين، ولكنه استمر لمدة 13 يوما، وأعداد المحتجزين تزداد بشكل يومي، وصلت في النهاية لـ 700 موقوف في عدة طوابق، دون أن تأتي لجنة التحقيق".

ويصف أحمد المعاملة داخل السجن بالقول: "المعاملة داخل السجن كانت متفاوتة بحسب عناصر التنظيم المناوبين، فبعضهم معاملته مع الموقوفين جيدة، وبعضهم على العكس تماما، حيث إنهم كانوا يهددوننا، ويقول أحدهم: أبو محمد العدناني بنفسه سيحقق معكم هذه المرة...".

ويضيف: "كانوا يقدمون لنا وجبتين من الطعام يوميا، وهي عبارة عن سندويشة فلافل في كل وجبة مع عدم الضغط علينا بالتزام برنامج معين أثناء فترة الاعتقال، فالعدد كبير جدا، والمكان لا يكاد يتسع للجميع".

ويقول: "من أسوأ ما حدث أثناء الاعتقال تعرض المنطقة لعاصفة رملية شديدة سببت حالات اختناق شديدة داخل السجن، في ظل الازدحام الشديد الذي نعيشه، وكان السجن يتواجد فيه موقفون من مختلف الفئات العمرية، وهناك الكثير من الكبار بالسن، إضافة إلى أنه وبعد احتجاز هواتفنا منعنا فعليا من التواصل مع أهالينا طوال فترة الاعتقال، وبعض الموقوفين عند خروجهم علموا أن أهاليهم أقاموا لهم جنائز ظنا منهم أنهم ماتوا في مناطق التنظيم، وأنا بقيت وزوجتي ليومين غائبة عن الوعي بسبب انقطاع أخباري عنها طوال فترة الاعتقال"، بحسب قوله.

وبعد أن "طالت فترة الاعتقال، وازداد الخوف من التحقيق من جهة، ومن غارات التحالف من جهة أخرى، والتي نسمع صوتها في كل يوم تستهدف مناطق قريبة من السجن" حاول بعض الموقوفين الهروب ولكن تم ضبطهم وضربهم بشدة وإعادتهم إليه"، كما يقول أحمد.

على ضوء ذلك قرر السجناء الإضراب عن الطعام، بحسب قول أحمد، "لإجبار التنظيم على التحقيق معنا وإخراجنا. لم يستجيبوا لنا في اليوم الأول، ليأتي الحارس في اليوم الثاني من الإضراب ويخبرنا بأن لجنة التحقيق وصلت إلى السجن، وفعلا رأيناها وهي تدخل مكتب التحقيق لنوقف الإضراب".

وما أن بدأ التحقيق حتى "تبين أننا كنا نعيش في وهم كبير؛ لأن التحقيق أبسط مما كنا نتوقع، وخرج بعض الموقوفين دون تحقيق بسبب الأعداد الكبيرة من المحتجزين. الأسئلة كانت عن أسباب القدوم إلى أراضي التنظيم والمشاركة بالثورة والتبعية للفصائل المسلحة".

وبحسب أحمد، فإن "معاملة المنتمي لأحد الفصائل مختلفة بحسب فصيله وعلاقة هذا الفصيل مع التنظيم".

ويضيف: "يطلب منك المحقق الصدق في الإجابات، وأن تخبره إن كنت تؤيد أو تعارض التنظيم؛ لأنهم في حال اكتشفوا أنك تزور الحقائق سيكون مصيرك الإعدام فورا. وفعلا حدث هذا مع شخص اعترف بأنه تابع لأحد الفصائل المسلحة ولكنه نفى قتاله للتنظيم، بعد ذلك بيومين وصلت معلومات تؤكد مشاركته بمعارك ضد التنظيم ليتم القصاص منه وإعدامه".

ويذكر أحمد أنه "أثناء فترة الاعتقال اجتمعت بشخص يعرفني تماما ويعرف انتمائي لأحد الفصائل الإسلامية، ولكننا لم نتكلم بهذا أبدا داخل السجن. كنت أعرف أنه قادم من غوطة دمشق ليبايع التنظيم، وهذا ما كان يزيد من خوفي، حيث إنه في حال بايعهم قبل التحقيق معي سيخبرهم بتاريخي ويتم تنفيذ القصاص بحقي، دخل التحقيق قبلي وخرج بعد ذلك إلى خارج السجن، وهذا يعني أنه لم يبايع التنظيم أثناء التحقيق، فالمبايعون لهم مكان خاص بعد التحقيق، بعد ذلك دخلت التحقيق مطمئنا نوعا ما. كانت أسئلة المحقق عادية وخرجت من السجن بعدها مباشرة"، وفق قوله.

ويشير أحمد إلى أن بعض القادمين من الجنوب كانوا مقتنعين بفكر التنظيم وجاؤوا لمبايعته، ولكنهم عدلوا عن ذلك بعد مشاهدتهم لمعاملة التنظيم للعابرين من أراضيه واحتجازهم، إضافة لبعض التصرفات السيئة التي قامت بها العناصر المحسوبة على التنظيم أثناء الاعتقال، كما يقول.
التعليقات (5)
محمد عبدالغنى
السبت، 24-10-2015 09:17 م
من أقوال بشار الأسد نصره الله : الوطن ليس لمن يسكن فيه الوطن لمن يدافع عنه المزيد على مدونتى http://lissy57.wordpress.com/ أهدى لكم مقالاتى عن صلاة الفجر والمعجزة القرآنية القرآن يتحدى وعلاج قاتل لجميع الفيروسات : " الأشعة تحت الحمراء" و" أسرار الحياة " على مدونتى الجديدة: http://lissy57.wordpress.com/ محمد عبدالغنى محاسب وضابط سابق ساهم فى نِشرالرسالة والثواب من الله حملة إيقاظ 2 مليار مسلم لصلاة الفجر…كما أهدى لكم مقالى " الولايات المتحدة العربية "
طارق
السبت، 24-10-2015 03:53 م
لي حولي ولي قوي إلي بلاه
حمزة
الجمعة، 23-10-2015 10:18 م
كذبتم الدولة الاسلامية تعامل اسراها بالشرع
اسماعيل
الجمعة، 23-10-2015 09:47 م
هذا هو الواقع ياسبك
رامي
الجمعة، 23-10-2015 09:23 م
والله تشبه هذه القصة فلم هوليودي في ليلة باردة شوهاد الكلام قز قال انضمت جريدتكم لتمويل من موزة