عبر
حزب الله عن موقفه مما يجري في الأقصى ببيان إدانة، كما فعلت فصائل
فلسطينية ودول عربية وإسلامية.
وإذا كان هناك ما يميز بيان حزب الله، فهي اللغة وليس المضمون. ونحن نعلم جيدا أن الاستنكارات والشجب والإدانات ليست إلا رسائل طمأنة لإسرائيل، ومضمونها أن لإسرائيل أن تصنع ما تشاء، لأن العرب لا يملكون سوى الإدانات.
ولهذا كان مفعول إدانات الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني والمقدسات سلبيا، ومنح إسرائيل تصريحا واضحا للاستمرار في عدوانها. وعليه فإنه من الأفضل للشعب الفلسطيني ألا يصدر أحد من العرب والمسلمين بيانات استنكار، بسبب المردود السيئ على الفلسطينيين.
كل من يصدر بيان استنكار، غير متبوع بفعل عملي لردع إسرائيل، إنما يلحق الضرر بالشعب الفلسطيني. ولهذا نتمنى على كل الأطراف ألا يقوموا بإصدار بيانات استنكارية. الصمت أجدى من الاستنكار.
خيب حزب الله آمال الكثير من الناس بسبب موقفه هذا، الذي يتناقض تماما مع مضمون خطابات السيد حسن نصر الله. من كان يستمع لخطابات السيد حسن يدرك تماما أن حزب الله سيردع إسرائيل ويده على الزناد دائما. وقد سمع الشعب الفلسطيني الكثير من المراجل التي عقد عليها آمالا كبيرة.
مضامين خطابات السيد حسن توحي بأن الحزب لن يتوانى لحظة عن نصرة المقدسات وإقامة هيبة للقضية الفلسطينية. لكن حزب الله فشل في الاختبار الخاص بالمسجد الأقصى. تصرف حزب الله كما تتصرف أنظمة العرب، وفقد الكثير من صدقيته في الشارع الفلسطيني.
شعب فلسطين متخم بالإدانات والاستنكارات، وهو يبحث عمن ينصره وينصر الأقصى، فهل من نصير؟