منذ أن تواترت الأنباء حول وجود خلاف داخلي داخل جماعة
الإخوان المسلمين، تتعلق بكيفية مواجهة وإدارة المعركة مع الانقلاب، وإعلام
السيسي لا يتوقف عن الاهتمام الشديد بهذا الخلاف، ويبدي التشفي فيه، ويعتبر ما حدث "انقلابا" داخل الإخوان أنفسهم، ولا يألو جهدا في تغذية هذا الخلاف، وتوظيفه للإساءة للإخوان، وتلميع السيسي، وتبرير انقلابه.
وتقدمت خلافات الإخوان لتحتل مانشيتات صحف السيسي، ففي السبت 30 أيار/ مايو 2015، قالت المصري اليوم: التنظيم الدولي يبحث زلزال "الانشقاق الإخواني".
وكثفت الصحف أضواءها على الخلاف، ولجأت إلى تغذيته بالمانشيتات، والتحليلات، والآراء المتحيزة، فوصفته بأنه "انقلاب في الإخوان يطيح بحراس المعبد" (الشروق)، وربطت بينه وبين داعش على الحدود، (الوطن)، وزعمت أن زلزال العنف يضرب الإخوان. (المصري اليوم). (السبت 30 أيار/ مايو 2015).
وتعاملت الصحف مع ما حدث على أنه "انقلابات داخل الإخوان". فقالت "اليوم السابع" إن "قياداتها (الجماعة) يفضحون أنفسهم بحرب بيانات".
وأضافت الصحيفة أن "محمود حسين يعلن "محمود عزت" مرشدا للجماعة، والمتحدث باسم الإخوان يكذبه: لست أمينا عاما وبديع مرشدنا.. وشبابهم: ثورة دي ولا انقلاب". (الجمعة: 29 أيار/ مايو 2015).
وأبدت الصحف شماتة كبيرة في اختلافات الإخوان، فصدرت "الشروق" بمانشيت، السبت، يقول: تيار ثالث بالجماعة يهدد بالانقلاب على الانقلاب في الإخوان.. إخوان القاهرة يلوحون بالانقلاب على القيادتين المتنازعتين.. ويمهلون الشباب أسبوعا للدعوة لانتخابات جديدة للإرشاد والشورى".
كما أبدت الصحف شماتة في اعتقال قوات الأمن عضو مكتب الإرشاد الدكتور محمد وهدان، حيث قالت الشروق: "فتنة غزلان تسقط المرشد السري للإخوان".(السبت 30 أيار/ مايو 2015)..
وزعمت "الشروق" -نقلا عن مصدر بجماعة الإخوان- أنه "نتيجة للخلافات والتباين في الآراء بين قيادات وشباب الجماعة، والأزمة التي سببها مقال عضو مكتب الإرشاد الموجود بالخارج محمود غزلان، اضطر وهدان وغيره من قيادات الجماعة إلى تكثيف الاتصالات والتحركات فيما بينهم، بشأن ما طرح في المقال، في محاولة للسيطرة على غضب شباب الجماعة، لافتا إلى أن وهدان كان من بين القيادات المرحبة ببيان غزلان".
وأضافت الصحيفة: "وهو ما أتاح الفرصة لأجهزة الأمن للوصول إلى الرجل، والقبض عليه".
وروجت صحف السيسي لما اعتبرت أنه خلافات داخل الإخوان سوف تقضي عليها. فقالت المصري اليوم: "أزمة العنف" تفجر "الإخوان" من الداخل". (السبت 30 أيار/ مايو 2015).
وتعمدت صحف السيسي الانتقاص من القيادات التاريخية للإخوان، فوصفت اليوم السابع القائم بأعمال مرشد الإخوان الدكتور محمود عزت (الاثنين 1 حزيران/ يونيو 2015) بأنه "مستر إكس الإخوان والرجل الغامض والرجل الحديدي وتلميذ سيد قطب".
كما اهتمت صحف السيسي بشدة بمسألة أن سبعة من قيادات مكتب الإرشاد لا يزالون داخل مصر، أبرزهم محمود عزت، وعبدالرحمن البر، ومحمود غزلان".
وشددت صحيفة "البوابة" (القريبة من الأجهزة الأمنية) على أن هناك محاولات جادة للقبض على محمود عزت.
وتخبط إعلام السيسي ما بين إبداء التعاطف مع القيادات القديمة للإخوان، والقيادات الشابة الجديدة. فقالت "البوابة" (الجمعة 29 أيار/ مايو 2015): إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على وهدان، لإجهاض خطة محمود عزت ومعاونيه، لإعادة هيكلة الجماعة، والسيطرة عليها من جديد!".
ورأت المصري اليوم (السبت) أن: "جماعة الإخوان تواجه أزمة كبرى بعد إعلان فريق بقيادة محمد وهدان، عضو مكتب الإرشاد، إزاحة مكتب الإرشاد القديم، الذى يسعى أعضاؤه للتهدئة مع الدولة، وانتخاب مكتب جديد لإدارة الجماعة يتبنى رسميا خيار العنف".
ولفقت الصحف اتهامات للإخوان بانتهاج العنف في المرحلة المقبلة. فأشارت "المصري اليوم" (السبت 30 أيار/ مايو 2015)، إلى أن المكتب الإداري لإخوان، شمال وشرق القاهرة، أصدر الجمعة بيانا يؤيد فيه قرار لجنة إدارة الأزمة، وإزاحة مكتب الإرشاد القديم، مطالبا باستمرار العمل الثوري، واستخدام العنف فى مواجهة الدولة"، على حد تعبير البيان"، وفق "الصحيفة".
ولآخر لحظة ظلت الصحف المصرية تتابع الأوضاع داخل الإخوان، وأحدثها مؤتمر إسطنبول لتسوية الأزمة، وزعمت أنه أخفق في ذلك. فقالت "الوطن" (الاثنين 1 حزيران/ يونيو 2015) إن اجتماع "إسطنبول" يفشل في حل انقسامات قيادات الإخوان".
وأشارت الصحيفة إلى تمثيل كل من الفريقين في الاجتماع بوساطة جمال حشمت. وأضافت أن عددا من الإخوان اقترح إجراء انتخابات مبكرة لاختيار مجلس شورى، ومكتب إرشاد جديد.
ورأى مراقبون أن توقيت ظهور الخلاف بين الإخوان إلى النور ربما منح إعلام السيسي فرصة لإعادة تعويمه شعبيا، بعد أن كاد يغرق، تحت وطأة تراجع شعبيته، وزيادة زخم معارضته، إذ لجأ الإعلام إلى محاولة إلهاء الشعب عن إخفاقات السيسي بهذا الخلاف، وإن كان لم يؤثر بشكل ملموس على حركة خروج المظاهرات الرافضة للانقلاب، خلال الأيام القليلة الماضية، وفق مراقبين.