زعمت صحيفة "ميل أون صاندي" البريطانية أن ما يعرف بجهادي جون أو
جالمان البريطاني، الذي قام بذبح
الرهائن الأجانب لدى تنظيم الدولة المعروف بـ"
داعش"، قد جرح في الغارة الجوية الأميركية الأسبوع الماضي، التي قتلت عشرة من قادة التنظيم.
وقالت الصحيفة إن
جهادي جون كان في المخبأ الذي استهدف بالغارات في العراق، حيث قيل إن زعيم التنظيم نفسه أبو بكر
البغدادي جرح هو الآخر في الغارة. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أنها تحقق في التقارير، حيث زعمت ممرضة أن من بين الجرحى كان الرجل المسؤول عن ذبح الصحافيين.
ويفيد التقرير أن البريطاني جون، أو السفاح المقنع، نجا من الموت عندما استهدفت المقاتلات الأميركية اجتماعا لقادة التنظيم السبت الماضي عقد في بلدة القائم قرب الحدود العراقية مع سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن الطيران الحربي الأمريكي استهدف الاجتماع حيث كان البغدادي يعقد لقاء مع قادته.
وتوضح وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها "نحن مطلعون على التقارير، التي تقول إن هذا الشخص قد جرح ونحاول التحقق منها".
وتشير الصحيفة إلى أنها تلقت رواية مستقلة تصف الطريقة التي جرح فيها جهادي جون، حيث نقل على حال السرعة لمستشفى القائم. وقال المتحدث باسم الخارجية "لدينا عدد من المصادر حملت معلومات إلينا".
وأضاف للصحيفة "وقع الحادث نهاية الأسبوع الماضي، وحصلنا على تقارير في الأيام القليلة الماضية، وعليه من الصعب تأكيدها". وبناء عليه أصدرت الخارجية بيانا رسميا جاء فيه "اطلعنا على التقارير، ولكننا لا نستطيع تأكيدها". فيما رفض متحدث باسم القيادة الوسطى الحديث تأكيدا أو نفيا عن التقارير لأسباب أمنية.
ويبين التقرير أن الغارة الأميركية أدت لمقتل تسعة من قادة التنظيم وأكثر من 40 جريحا، منهم أبو بكر البغدادي. ولم يذكر اسم جهادي جون حتى وقت قريب، حيث لا يعرف إن كانت الطائرات الأميركية استهدفته عمدا أم أنه كان حاضرا للاجتماع.
وبنى تقرير الصحيفة معلوماته على مصدر سوري، حيث قال إن ثلاثين من قادة العشائر حضروا لتقديم البيعة للبغدادي. وكان جهادي جون حاضرا؛ نظرا لكونه من قادة التنظيم.
ويقول المصدر السوري إن ممرضة، عالجت عددا من الجرحى في مستشفى دير الزور، أكدت أن جالمان كان واحدا من الذين نقلوا على حال السرعة، وقالت إنه "كان الشخص الذي ذبح الصحافيين".
ولا يعرف إن كان البريطاني قد أصيب بجراح بالغة أم لا، لكنه والبغدادي نقلا إلى مستشفى القائم أولا. وبدأ أنصار التنظيم ينادون بمكبرات الصوت يدعون المواطنين للتبرع بالدم.
وينقل التقرير عن مصدر آخر أن البغدادي والبريطاني وعددا آخر من الجرحى نقلوا عبر الحدود إلى مدينة الرقة معقل تنظيم "داعش". ونقلوا جميعا إلى ثكنات عسكرية كانت مركزا للفرقة 17 من الجيش السوري، سيطر التنظيم عليها من الجيش السوري على أمل الحصول على خدمات طبية فيها.
وقال المصدر إن المستشفيات في الرقة ودير الزور أمرت بنقل طواقم طبية للثكنات المؤمنة عسكريا وتقديم العلاج للجرحى.
ويلفت التقرير إلى أن جهادي جون تحول إلى الرجل المطلوب رقم واحد بعد ظهوره في سلسلة من أشرطة الفيديو، التي أعلن فيها ذبح عاملي إغاثة بريطانيين، ديفيد هينز (44 عاما) من مدينة بيرث، وآلن هينيغ (47 عاما) من مانشستر، والصحافيين الأميركيين جيمس فولي (40 عاما) وستيفن ساتلوف (31 عاما).
ويزعم مصدر الصحيفة أن له علاقة مع قيادة تنظيم "داعش" في سوريا، حيث ألقى ضوءا على الدور الذي يلعبه الجهادي جون، الذي ترقى في سلك القيادة، على خلاف المتطوعين الغربيين، الذين يستخدمون كجنود في التنظيم والقيام بأعمال حراسة.
وتذكر الصحيفة أن جهادي جون عُين عضوا في مجلس شورى التنظيم. ويقول المصدر السوري إن جهادي جون لا يقيم في الرقة، ولكن في بلدة البوكمال على الحدود السورية مع العراق. وعمره إما 28 عاما أو 31 عاما، ويتحدث الإنجليزية بطلاقة بالإضافة للعربية.
وانضم البريطاني أولا لـ"داعش" في العراق ومن ثم انتقل إلى سوريا، ويتنقل عادة في سيارة "أودي" سوداء، ويعمل معه خمسة بريطانيين كحراس له.
وتزعم الصحيفة إن وثيقة للمخابرات العراقية حصلت عليها وتقدم تفاصيل عن الهجوم، حيث قالت إن البغدادي كان يلبس زيا أسود، وذهب إلى بناية كانت تستخدم روضة للأطفال قبل لقائه مع قادة التنظيم، ويعتقد أن الهجوم حصل عندما كان في لقاء مع بقية القادة في ملجأ تحت البناية.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة لقول نائب من محافظة الأنبار، محمد ناصر الدلي إن عددا من سكان القائم شاهدوا البغدادي، ولكنه لم يبق في المستشفى طويلا، حيث نقل إلى سوريا.