في تقرير أعدته بولي موسيندز لمجلة "نيوزويك"، قالت فيه إن والدة الرهينة عبد الرحمن (بيتر
كاسيج) تقوم كل عدة أيام بإرسال تغريدة لتنظيم الدولة تناشده بالإفراج عن ابنها المحتجز لديه. وأرسلت والدته حتى الآن 15 تغريدة، منذ أن هدد التنظيم بقتله في فيديو مقتل الرهينة البريطاني آلان هينينغ.
ويشير التقرير إلى أنه خلال الـ33 يوما الأخيرة أصدر "
داعش" عددا من أشرطة الفيديو، ولكن أيا منها لم يذكر اسم كاسيج أو يظهر صورته.
وتذكر موسيندز أنه لا يعرف إن كان الرهينة الأميركي لا يزال حيا أم ميتا، ولو حدث أن قُتل لكان "داعش" قد كسر عادة من عاداته في التعامل مع
الرهائن، حيث يقوم بإعدامهم بطريقة مدروسة، ويصورهم وهم في الزي البرتقالي، ويحلق رؤوسهم ويطلب منهم قراءة الخطاب ذاته، الذي يحمل حكومات دولهم مسؤولية مقتلهم، وكان بين كل عملية قتل وأخرى أسبوعان، فشريط قتل جيمس فولي ظهر في 19 آب/ أغسطس، وبعد ذلك بأسبوعين ظهر شريط ستيفن سوتلوف في 2 أيلول/ سبتمبر، وفي 13 أيلول/ سبتمبر أعدم الرهينة البريطاني ديفيد هينز، وفي 20 من الشهر نفسه قتل ألن هيننيغ. مما يعني أن بين كل شريط وآخر 15 يوما. وقد مضى على آخر شريط ضعف الوقت.
ويلفت التقرير إلى أن كاسيج اعتنق الإسلام أثناء رحلاته في سوريا، حيث كان هذا الشاب المولود في أنديانا بوليس، يدير مؤسسة خيرية في دير الزور شرقي سوريا عندما اختطف في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2013. وقبل ظهوره في شريط إعدام ألن هيننيغ تلقت عائلته تسجيلا قال فيه إن "الوقت ينفد".
وتفيد المجلة أن تهديدات "داعش" بقتل أخ مسلم أثارت غضب الكثيرين. فقي 22 تشرين الأول/ أكتوبر أرسل أبو عمر العكيدي، أحد قادة جبهة النصرة، التنظيم الموالي للقاعدة في سوريا، لـ "داعش" تغريدة على التويتر، طلب فيها الحفاظ على حياة كاسيج. وقال العكيدي إن كاسيج عالجه وعددا من رفاقه من جراح أصيب بها. وعليه مر يوم 22 تشرين الأول /أكتوبر دون ظهور فيديو، ولم تظهر أية تقارير يوثق بها تتحدث عن مقتل كاسيج.
وتقول الكاتبة إنه من السهل التكهن أن كاسيج لم يقتل؛ بسبب تدخل قيادة جبهة النصرة، إلا أن العلاقة بين التنظيمين تتسم بالحدة والتوتر، خاصة أنهما يتنافسان فيما بينهما للسيطرة على مناطق في سوريا.
وتلفت الكاتبة إلى أن النصرة، وعلى خلاف "داعش"، تفرج عن رهائنها الغربيين بدون فدية، كما حدث مع الصحافي الأميركي ثيو باندوس. وبشكل مشابه هناك تكهنات تقول إن كاسيج لا يزال على قيد الحياة؛ لأنه مسلم.
وينقل التقرير عن عبد عواد، وهو محام وخبير في القانون الإسلامي إن "القانون الإسلامي يعدّ مقتل أخ مسلم من بين الكبائر العظيمة"، وأشار إلى الآية القرآنية "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما".
لكن جيمس فولي اعتنق الإسلام أثناء اعتقاله وكان جادا، وقال آخرون إن وضعه لم يتغير في المعتقل، ولم تتغير طريقة معاملته، بحسب المجلة.
ويورد التقرير أن "داعش" قتل الكثير من المسلمين، وينقل عن عبدالله النعيم، البروفسور في القانون الإسلامي في جامعة إيموري، قوله "لدى (داعش) تفسير مختلف حول من يعدّ مسلما أو غير مسلم، وقتل سنة لأنهم في نظره غير مسلمين، فهم ينظرون لمن يخالفهم في الرأي بأنهم غير مسلمين".
ويرى عز الدين لعياشي، البرفسور في جامعة سانت جونز أنه "كونه أسلم -كاسيج- يجب أن يعمل التنظيم لصالحه"، لكنه أضاف أن "داعش" قتل مسلمين، ولم يمنع كونهم مسلمين من إعدامهم، وفق التقرير.
ويشير النعيم إلى تفسير "داعش" لمعنى الشريعة "فهناك الكثير من الأشياء التي يرتكبها (داعش)، مثل القتل الجماعي للسجناء والعنف المتطرف والاغتصاب والتدمير، التي يجمع المسلمون في الحاضر والماضي أنها مخالفة للشريعة، لكن لـ (داعش) تفسير مختلف، وعندما تنتقي من القرآن فسيكون لديك رأي مختلف، فهناك آية تدعو للقتال، ولكن هناك عددا من الآيات التي تقيد استخدام القوة، وتوجد آيات تتحدث عن العلاقات السلمية".
وتجد الكاتبة أنه في الوقت الذي استخدم "داعش" تعريفا للإسلام يسمح له بقتل كاسيج، إلا أنه لم يفعل حتى الآن؛ والسبب يعود إلى تأثير بعض العلماء التقليديين، وربما تلقى كلاما ومناشدة من
القاعدة.
وتنقل المجلة عن ديفيد فيليبس، مدير برنامج بناء السلام والحقوق في معهد دراسة حقوق الإنسان في جامعة كولومبيا "في الماضي نشر (داعش) أشرطة فيديو، كي تتزامن مع أحداث دولية، مثل الهجمات الجوية على التنظيم. وفي الأسابيع الماضية كان الحدث الاستثنائي الوحيد هو الغارات على كوباني، ولكن المعركة لا تزال مستمرة".
وتعلق الكاتبة بأن كاسيج هو آخر رهينة أميركية لدى التنظيم، ومن هنا فقتله يجب أن يتزامن مع حدث سياسي مهم، أو معركة كبيرة تعلن عنها الولايات المتحدة، مثل إرسال قوات برية للمناطق التي يسيطر عليها "داعش". ويقول فيليبس إن كاسيج ربما قتل، ولكن التنظيم ينتظر اللحظة المناسبة لإعلان ذلك.
ويفيد التقرير بأن هناك سيناريو آخر أقل مأساوية قد يكون متعلقا بمفاوضات، رغم أن الولايات المتحدة رفضت في الماضي التفاوض مع الإرهاب ودفع فدية، ولكن هناك إمكانية قيام البعض لإنقاذ حياة كاسيج ودفع الفدية، بحسب فيليبس.
ويبين التقرير أن عائلة فولي حاولت جمع الفدية التي طلبها "داعش" وقيمتها 100 مليون دولار، مع أن الحكومة الأميركية ضغطت باتجاه آخر. ومع ذلك فالعائلات التي جمعت فدية وإن خرقت القانون، إلا أنه لم يقدم أحد منها للمحاكمة.
وتخلص المجلة إلى أنه ربما كانت لدى "داعش" خطة أخرى لكاسيج بعد أن بدأ باستخدام جون كانتلي مراسلا حربيا له، وفي الوقت الحالي قرر "داعش" الإبقاء على مصير كاسيج لغزا.