تعيش بلدة
عتمان الواقعة في
درعا جنوب البلاد حصارا قاسيا فرضه عليها النظام السوري منذ أشهر، وتكتسب البلدة أهميتها الاستراتيجية بسبب قربها من مدينة درعا، وكونها المنطلق في أي هجوم نحو ثكنات النظام ومراكزه الأمنية في مدينة درعا، بالإضافة لكونها خط الدفاع الأول والرئيسي عن الريف الغربي لدرعا.
وقال الناشط حسين المصري من بلدة عتمان في حديث خاص لـ"عربي 21"، إن: "عتمان محاصرة تماما إما بثكنات أو بخط ناري للنظام، فإلى الجنوب من عتمان توجد ثكنة البانوراما وهي اكبر تجمع لقوات النظام بدرعا، ومن الشمال تل الخضر وقبله عدة حواجز تدعى المناشر، في حين إلى الشمال الشرقي المجبل، ومن ناحية الشرق تحاصر عتمان بخط ناري من قبل كتيبة الصديق والمجبل، وهو طريق إمداد النظام من الأوتوستراد إلى درعا".
وأشار المصري إلى طريق الإمداد الوحيد باتجاه الغرب، والذي قطع مؤخرا برشاشات الشيلكا من قبل حاجزي السرو والمفطرة، لافتا إلى أن "عملية الدخول لعتمان صعبة أو أشبه بالمستحيلة في ظل هذه الظروف الراهنة".
من جهة ثانية، أوضح قائد غرفة عمليات بوابة درعا أبو موسى في حديث خاص لـ"عربي 21"، خطورة سقوط عتمان في أيدي قوات النظام، قائلا: "سقوط عتمان سيؤدي إلى سقوط بلدة البادوده مباشرة ونصف طفس ونصف داعل وقطع الخط الحربي الواصل بين المنطقة الشرقية والغربية، والذي سيتبع سقوط البادودة تلقائيا".
وأشار أبو موسى إلى إمكانيات قوات النظام التي سخرها في محاولات اقتحام عتمان وقطع طرق إمدادها، منوها إلى تنوع الأسلحة والعتاد الذي استخدمه النظام، حيث سخر العديد من الدبابات والعربات ومضادات الـ 23 وعربات الشليكا، ناهيك عن الغطاء الجوي والكثيف الذي لم يهدأ منذ فتح معركة بوابة درعا منذ عام تقريبا.
وأوضح أبو موسى، أن توفير بعض من ذخيرة الدبابات وذخيرة الرشاشات الثقيلة والخفيفة قادر على قلب موازين المعركة في عتمان وإبعادها عن دائرة الخطر، لافتا إلى أن لواء المعتز الذي يعتبر عمود غرفة عمليات بوابة درعا قادر على الصمود ولكن بتوفير الإمكانيات اللازمة، حيث يوجد في عتمان 22 نقطه رباط عشرون منها يحرسهم لواء المعتز، ونقطتان تحرسهما باقي الفصائل.
وتستمر قوات النظام في محاولتها اليومية لاختراق دفاعات الجيش الحر وتحصيناته في عتمان بكافة أنواع الأسلحة، في ظل صمود وثبات من قبل الجيش الحر رغم
الحصار المطبق المفروض عليه.
أما إنسانيا، تعيش بلدة عتمان دون أي ماء أو كهرباء أو اتصالات منذ بداية معركة بوابة درعا من عام تقريبا في ظل انعدام إي وجود مدني للسكان فيها، بسبب القصف والمعارك الدائرة التي كانت تعيشها يوميا الأمر الذي أدى إلى تهجير كافة سكانها ونزوحهم للبلدات المجاورة لهم.