تناولت
الصحافة الإسرائيلية صباح الأربعاء، تصريحات وزير الخارجية جون
كيري حول عرقلة الجانب الإسرائيلي للمفاوضات في كلمة له أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي.
وبين دعوات اليسار الإسرائيلي لكيري بالرحيل، ونداء اليمين ببقائه حتى يثبت الذنب على الفلسطينيين، خلص مراقبون إلى أن كيري لم ينجح في توقيع اتفاق الإطار غير أنه نجح في زعزعة الصف الإسرائيلي.
فمن جهته، قال الكاتب الإسرائيلي حيمي شليف إن كيري حاول توزيع الذنب بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، غير أنه لم يستطع أن يكذب أنفه فمال في اللوم على الجانب الإسرائيلي.
وربط كيري بشدة بين الاستيطان في القدس وبين تبخر
المفاوضات بحسب مقال شليف المنشور في صحيفة هآرتس الأربعاء، إذ وجد صعوبة في إخفاء تحفظه من الأصوات التي أطلقتها إسرائيل كالاعتراف بيهودية الدولة، واستمرار بناء المستوطنات في القدس.
ورجح شليف أن تبدأ جولة أخرى من المفاوضات في دائرة مفرغة حتى يتعب الجميع في حين تقف "إسرائيل" أمام المرآة لتقنع نفسها بحججها الدامغة، كم هي محقة وكم هم الفلسطينيون أنذال.
ويضيف: "لا يعني كلام كيري أن الأمريكيين قد انسحبوا منذ الآن من مسيرة السلام، سيحاول كيري أن يفحص لدى ليبرمان كيف يمكن إعادة المحادثات إلى مسارها، بينما سيحاول ليبرمان أن يفحص لدى كيري كم هو منفتح على خيارات أخرى، أقل طموحا.
أما الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل فرأى أن بقاء كيري في المنطقة يتيح فرصة لاستبدال السلطة في "إسرائيل" لأنه يضعضع توازن القوى السياسية في الداخل.
ففي الوقت الذي يرى فيه اليسار الإسرائيلي أن بقاء كيري يمنح الحكومة استراحة من المواضيع الأكثر حيوية في إسرائيل كالفقر، وأسعار الشقق، ومستوى التعليم، يرى اليمين الإسرائيلي أن عليه البقاء من أجل أن يثبت له الإسرائيليون بأنهم يريدون السلام وأن كل الذنب يقع على عاتق الفلسطينيين.
ووصف برئيل في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس الأربعاء، كيري بالكلب غير المروض الذي انقض على التفاوض السياسي مع أهداف شتى: بـ "اتفاق سلام في غضون ثمانية أشهر"، استُبدل "اتفاق إطار"، أخلى مكانه لـ "شروط لإجراء تفاوض"، ثم تقلص ليصبح "الدفعة الرابعة من الأسرى".
وختم الكاتب بقوله: "ربما لا ينتج كيري اتفاقا لكنه نجح في أن يزعزع توازن القوى السياسية في إسرائيل".
أما الكاتب الإسرائيلي ياعيل باز ميلمد فقال "إسرائيل، كما ينبغي أن يقال، خسرت في هذه المعركة، الأمريكيون يقولون إنها المذنبة الأساس، أما الأوروبيون فهذا لا يهمهم، والجمهور الإسرائيلي سيدفع على ذلك ثمنا باهظا.
وأضاف في مقاله المنشور في صحيفة معاريف الأربعاء، أن أي فشل في الوصول إلى حل مع الفلسطينيين سيؤثر على الإسرائيليين في المقام الأول، فستزداد أعمل العنف، وسترتفع أسعار الشقق.
وتابع: "ستعطي الدولة مئات ملايين أخرى من الشواكل لأولئك الذين سيشترون الشقق بثمن مخفض في تلك المستوطنات، التي يقع بعضها داخل التجمعات السكانية الفلسطينية. الأمريكيون سيغادرون، وأوروبا غادرت منذ زمن بعيد، ونحن سنبقى مع حكومة يمينية متطرفة، نحن أيضا بحاجة إلى الأمل، وليس فقط الفلسطينيون.