استمرت
الصحافة الإسرائيلية بهجومها الذي بدأته منذ فترة قريبة على رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك
أوباما، في استمرار لمشهد الشد والجذب الذي تشهده العلاقات الإسرائيلية الأمريكية خصوصا بعد الهجوم المتكرر لوزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون على الإدارة الأمريكية.
من جهته وصف الكاتب الإسرائيلي البروفيسور أبراهام بن تسفي زيارة باراك أوباما إلى المملكة العربية
السعودية بالفاشلة والتي ظهر فيها أوباما بمظهر الفقير على باب الأغنياء بحسب تعبيره.
وعاد "بن تسفي" في الزمان إلى العام 1945 ليذكر بلقاء الرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت مع الملك عبد العزيز بن سعود والرفض السعودي وقتها لمنح اليهود الحق في العيش في فلسطين.
وقال "بن تسفي" في مقاله المنشور في صحيفة "إسرائيل اليوم" الجمعة، إن المشهد الآن يتكرر في زيارة أوباما الأخيرة بعد سبعة عقود من ذلك اللقاء ليشهد "ركوعا" لرئيس أمريكي آخر.
ويتابع قائلا: "برغم أن الشريك السعودي كان يطعم راعيه الأمريكي المُرار منذ خمسينيات القرن الماضي وجد الراعي الأمريكي نفسه مرة بعد أخرى في موقع الدفاع عن النفس في وجه الرياض".
ويضيف: "من الساخر أن الشيء الذي برز بروزا خاصا في اللقاء بين أوباما والملك عبد الله كان على الخصوص الرسالة التي لم ينقلها ساكن البيت الأبيض، فقد بقي العدوان المستمر على حقوق الإنسان من قبل السلطات السعودية خارج أعمال القمة بالرغم من حساسية أوباما تجاه هذا الموضوع".
وبحسب الكاتب، تتعلق دعاوى الرياض بأن واشنطن تخلت في واقع الأمر عن المحور السني المعتدل في حين توحي بالتردد والضعف والميل إلى تمايز خطير في إشارة إلى موقفها من الاتفاق النووي
الإيراني.
ولفت إلى أنه "في نهاية الأمر، وحتى لو كان من الممكن أن نتفهم قلق العربية السعودية إزاء زيادة قوة المعسكر المؤيد لإيران، وإزاء ما يبدو أنه مسار انسحاب أمريكي من المجال الدولي والذي يشكل تهديدا استراتيجيا للاستقرار والنظام في ساحة الخليج، يصعب أن نتفهم وقوف زعيم القوة العظمى الأمريكية مثل فقير على الباب أمام الملك السعودي العجوز الغاضب".
وفي اللقاء وعد الرئيس أوباما بأن يدير التفاوض في التسوية النهائية للقضية الإيرانية بصرامة دون أن يتجاهل لحظة واحدة مواقف الرياض الانتقادية في هذا الشأن ومخاوفها من تحسن مكانة إيران الاستراتيجية وتحولها إلى دولة على شفا القدرة الذرية المهددة بحسب الكاتب.
ويختم "بن تسفي": "لم يبق في هذه المرحلة سوى أن ننتظر لنرى هل سيكون مصير هذه الوعود كمصير الالتزام الأمريكي باستعمال القوة العسكرية في مواجهة الرئيس الأسد بعد أن تجاوز الخط الأحمر في صعيد السلاح الكيميائي؛ وهل سيستمر مسار تهاوي العصر الأمريكي؛ وماذا ستكون تأثيراته على اللاعبين المركزيين في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ومصر؟".