أجمع المراقبون لمشهد
الاستفتاء على التعديلات
الدستورية على الانخفاض الشديد في أعداد
الشباب المشارك في التصويت، بالرغم من أنهم يشكلون أكثر من 60% من سكان
مصر.
واتفق المؤيدون والمعارضون للانقلاب العسكري على عزوف الشباب عن المشاركة في الاستفتاء مقارنة بالناخبين من كبار السن، بخلاف الاستحقاقات الانتخابية الخمسة التي تلت ثورة يناير وكان الشباب هم غالبية المشاركين فيها.
ينذر بكارثة
وقال المخرج خالد يوسف، عضو لجنة الخمسين، إن الجميع شاهدوا انسحاب الشباب من مشهد الاستفتاء، مرجعا ذلك إلى وضع الشباب بشكل عام في دائرة الاتهام بالعمالة والخيانة وإلصاق التهم بثورة يناير بدون أحكام قضائية أو أدلة واضحة.
وحذر "يوسف"، خلال مداخلة هاتفية لفضائية سي بي سي، من أن عزوف الشباب ينذر بكارثة، لأنهم إذا دخلوا مراحل الإحباط سيدخلون مرحلة الانفجار، موضحا أن كافة هذه الممارسات دفعت الشباب لوصف 30 يونيو بـ"الانقلاب" وأنها تلقيهم فى نفس الخانة مع جماعة الإخوان وتدفعهم للتحالف معها.
وطالب الدولة أن تتدارك الموقف بأن توقف الحملة المجرمة التي ترتكب بحق ثوار يناير، وكذلك بإعادة كرامة الثوار عبر خطاب رسمى من الفريق عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء والرئيس المؤقت.
من جانبه، أكد الممثل محمد صبحي أن سبب مقاطعة الشباب الملحوظة للاستفتاء هو الحملات الدعائية التي فرضت على الشعب أن يقول نعم، مضيفا أن الشباب ثائر وعنيد وشعر أن هناك من يجبره على قبول شيء معين.
وأضاف صبحي المؤيد للانقلاب على قناة الحياة اليوم: "كان من الأفضل لو كانت الحملات الدعائية للاستفتاء هي للحشد للتصويت، بغض النظر عن نعم أو لا، وأن هذا من الأخطاء الكبرى التي تم ارتكابها في الاستفتاء".
أخطر رسالة
وأكد المتحدث باسم التيار الشعبي حسام مؤنس، أن أخطر رسالة في الاستفتاء هي ضعف مشاركة فئة الشباب، خاصة أنها شاركت بقوة في الاستحقاقات السابقة منذ 25 يناير 2011.
وقال مؤنس، عبر حسابه على تويتر : "إن غياب أصحاب المستقبل عن التصويت على المستقبل خطر حقيقي يوحي بانسحاب المستقبل من المشهد الحاضر". وأضاف أن: "الأجيال الجديدة تبحث عن معركة توحدها وتصنع لها المستقبل الذي حلمت به وضحت من أجله،.
وقال مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية سعد الدين إبراهيم، خلال حوار مع قناة العربية مساء الأربعاء، إن انخفاض نسبة مشاركة الشباب في الاستفتاء يمكن تفسيره بأن هناك إحساسا لدى الشباب بأن الثورة سرقت منهم.
وكتب الممثل نبيل الحلفاوي على حسابه على تويتر، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء: "إلى شباب مصر، هل صحيح أن بعضكم بسبب ضيقه من الدعاية أو من ظهور رموز للنظام الأسبق تخلف عن صنع مستقبله؟، نوروا الفرح بكرة، ده أنتم العرسان".
وقال الشاعر الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية تميم البرغوثي عبر تويتر إن "الشباب قاطعوا الاستفتاء، وأن من أطاعوا مبارك 30 سنة يريدون أن يستمروا في ما تعودوا عليه، لكن من ثاروا عليه سيستمرون في الثورة على وريثه".
وقال عضو التحالف المصرى للأقليات مينا ثابت إن "مشاركة الشباب جاءت ضعيفة، لأن دوافع الشباب تختلف تماما عن البسطاء وكبار السن، إنه فقط يستفتى على العقد الاجتماعى لا المرحلة، يستفتى على ضمانات الحقوق والحريات لا يستفتى لصالح الفريق أول عبد الفتاح السيسى، يستفتى على صلاحيات رئيس الجمهورية والعلاقة بين السلطات لا يستفتى كيداً فى الإخوان، يستفتى على مواد لا على استقرار مزعوم، ويرفض حتى ولو كان له موقف لصالح الدستور أن يوصم من يرفضه بأنه خائن او عميل".
لا صحة لعزوف الشباب
وتعليقا على ما تردد عن عزوف الشباب عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور، رفض الناطق باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي؛ هذه الآراء، وقال إن ما يروج بشأن عدم مشاركة الشباب فى الدستور يأتي من قبيل المبالغة وتضليل الرأى العام للتغطية على نسبة الإقبال غير المسبوقة فى تاريخ الاستفتاءات.
وراوغ المتحدث العسكري في تصريحات لراديو مصر، حيث قال إن "هناك آلاف الشباب الذين شاركوا فى "تنظيم" الاستفتاء فى كافة اللجان، كما أن عملية الاستفتاء تم تأمينها بواسطة 400 ألف من "شباب" الجيش والشرطة، وإن كانوا لا يصوتون دستورياً، إلا أن قيامهم بالتأمين جسد مشاركتهم في الاستفتاء".
أما وزير الشباب المؤقت خالد عبد العزيز فقال إن مشاركة الشباب في ثاني أيام الاستفتاء كانت أكبر من اليوم الأول لأن أغلبهم من الوافدين، وأعلن أن الحكومة نظمت حملات داخل المدن الجامعية لحث الطلاب المقيمين بها على المشاركة في الاستفتاء.
ولم يوضح عبد العزيز ماذا يقصد بأن أغلب الشباب من الوافدين، كما لم يعط أي أرقام أو مؤشرات تعضد موقفه.