سياسة دولية

خبراء روس يقرأون حظوظ ترامب في الانتخابات الأمريكية.. ماذا قالوا؟

دوداكوف: "لا يمكننا أن نتوقع صورة مختلفة في انتخابات 2024"- جيتي
دوداكوف: "لا يمكننا أن نتوقع صورة مختلفة في انتخابات 2024"- جيتي
تدخل الولايات المتحدة مرحلة نشطة من السباق الرئاسي؛ حيث أصبح السؤال الرئيسي فيها: "هل يعود المرشح الجمهوري المفضل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وسط ضغوط جدية؟ خاصة أنه من المتوقع أن يكون منافسه، جو بايدن، مرة أخرى، الأمر الذي سيحول الانتخابات المزمع تنظيمها خلال عام 2024، إلى مباراة العودة بين كلا السياسييْن، وهل سيتمكن ترامب من الفوز بالمعركة الرئاسية وكيف يمكن منعه؟".

ونشرت صحيفة "غازيتا" الروسية، تقريرًا، ترجمته "عربي 21"، قالت فيه: "إنه مع حلول عام 2024، تكتسب الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة زخمًا مطردًا؛ حيث تبدأ سلسلة من الانتخابات التمهيدية في الولايات في شهر كانون الثاني/ يناير الجاري".

وأضاف: "تنتهي بتأكيد المرشحين الرئاسيين الجمهوري والديمقراطي في المؤتمرات الصيفية، وهناك العديد من المتنافسين على كلا الجانبين، لكن اللاعبيْن الرئيسييْن، كما كان الحال قبل أربع سنوات، هما الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وخليفته الحالي جو بايدن".

وأوضحت الصحيفة أن "الأول يحاول استعادة منصب رئيس البيت الأبيض، والثاني يحاول الاحتفاظ به، وهو ما يجعل نتيجة مباراة العودة تتسبب في حدوث اضطرابات في الفضاء الإعلامي الغربي، حيث من المتوقع أن تؤدي عودة ترامب إلى عكس السياسة الأمريكية في العديد من القضايا بدءًا من تشديد قوانين الهجرة إلى مسار المفاوضات بشأن الصراع في أوكرانيا".

المفضل للمشهد السياسي
وذكرت الصحيفة أن "الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستُجرى في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر، ومن الصعب جدًا تحديد من قد يخرج منتصرًا خلال 11 شهرًا، فيمكن أن يُطلق على ترامب بثقة اليوم، لقب المرشح الأوفر حظًا في السباق الرئاسي، فبحسب استطلاع أجرته شركة ماكلولين آند أسوشيتس، فإن 47 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع مستعدون للتصويت للرئيس السابق، و44 بالمئة مستعدون للتصويت لبايدن".

وفي الدراسة التي أجرتها مؤسسة "هارت" للأبحاث وإستراتيجيات الرأي العام، أصبحت الفجوة أكثر اتساعا، حيث تفوق ترامب على خليفته بنسبة 6 بالمئة. بالإضافة إلى ذلك؛ يُنظر إلى الجمهوري بشكل إيجابي من قبل 47 بالمئة من الأمريكيين مقابل 49 بالمئة ينظرون إليه بشكل سلبي، وفقًا لاستطلاع أجرته شركة "مورننغ كونسلت". 

وحصل بايدن على نتيجة أسوأ؛ وهي 45 بالمئة تقييمات إيجابية مقابل 51 بالمئة سيئة، وعلى هذا يمكن القول إن الأمريكيين ليسوا معجبين بشدة بكلا المرشحين، لكنهم ما زالوا يعاملون ترامب بشكل أفضل قليلا.

ووفق الصحيفة؛ فإنه يرى عالم السياسة الأمريكي، مالك دوداكوف، أن "ترامب هو الزعيم الواضح للسباق الانتخابي في الوقت الحالي، حيث يتقدم على بايدن في 16 من آخر 20 استطلاعًا للرأي، ويتزايد تقدمه على الرئيس الأمريكي تدريجيًّا، ففي البداية كان حوالي 1 إلى 2 بالمئة، والآن حوالي 4 إلى 5 بالمئة". 

وأوضح "أي أنه إذا أجريت الانتخابات في المستقبل القريب فمن المرجح أن يفوز بها ترامب. ومع ذلك؛ فلا يزال هناك 11 شهرًا قبل التصويت، لذلك يمكن أن يتغير كل شيء".

ويتفق مع هذا الرأي فلاديمير فاسيليف، وهو كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة وكندا التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، والذي يعتقد أن "ترامب كان سيفوز بالانتخابات لو كنا نتحدث عن عملية انتخابية عادية كما حدث خلال الحملات السابقة".

اظهار أخبار متعلقة


وتابع: “لدى ترامب فرصة للعودة إلى البيت الأبيض؛ شيء آخر هو أنه في الوضع الحالي قد لا تكون هناك عملية طبيعية، ومن المحتمل أن تكون هناك اضطرابات واسعة النطاق وفوضى كاملة في البلاد خلال الحملة الانتخابية، فقد لا يعترف الديمقراطيون بنتائج الانتخابات، ولن يُسمح لترامب بالدخول إلى البيت الأبيض، جسديًا فقط".

عقبات في الطريق إلى البيت الأبيض
وأفادت الصحيفة بأنه "في حالة ترامب، لا يلعب الدعم داخل الحزب الجمهوري أو الرأي بين الناخبين بشكل عام دورًا مهمًا فحسب؛ حيث يواجه السياسي منذ صيف 2023 سلسلة من التهم الجنائية، بما في ذلك تلك المتعلقة بمحاولة قلب نتائج الانتخابات الأخيرة واقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول قبل ثلاث سنوات...

وبحلول كانون الأول/ ديسمبر؛ زادت الأزمة بعد استبعاده من الانتخابات التمهيدية في كولورادو، الأمر الذي قد يعرض مشاركته في الانتخابات ككل للخطر".

وأوضحت الصحيفة أن "هناك رأيا في وسائل الإعلام الأمريكية يقول إن كل هذا يساعد ترامب فقط، بسبب الاهتمام الإعلامي الاستثنائي والتوحيد الفعلي للجمهوريين حوله، رغم التناقضات الداخلية. ويتأكد هذا الإصدار جزئيًّا من خلال نمو تصنيفه السياسي وهيمنته في الحزب الجمهوري، حيث حصل على أكثر من 60 بالمئة من الدعم".

وأردفت الصحيفة نفسها: "بالنسبة للعالِم السياسي، مالك دوداكوف، يمكن أن تشكل هذه الاتهامات تهديدًا خطيرًا لترامب، حتى لو انتهى به الأمر إلى تجنب السجن والطعن في قرار الانتخابات الأولية للمحكمة العليا في كولورادو".

وأضاف: "يمكن أن يتصاعد التقاضي بشأن ترامب؛ حيث يتم إدخال السياسة في أربع قضايا جنائية، ستبدأ جلسات الاستماع بشأنها في آذار/ مارس ونيسان/ مارس 2024. بالإضافة إلى ذلك؛ يحاولون إزالته من التصويت في عدد من الولايات. وأضاف الخبير أن القصة الثانية ستُحسم على الأرجح لصالح ترامب، لكن كل هذه المعارك القانونية في كل الأحوال تستهلك طاقة ومالًا ووقتًا".

اظهار أخبار متعلقة


وبحسب الصحيفة؛ فقد حدد فلاديمير فاسيلييف، من معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ثلاث عقبات رئيسية في طريق ترامب إلى البيت الأبيض؛ حيث يأتي في المقام الأول قرار المحكمة العليا في كولورادو، فإن لم تقبل المحكمة استئناف ترامب على قرار استبعاده من الانتخابات التمهيدية بالولاية؛ فهناك 20 ولاية ديمقراطية أخرى مستعدة لاستبعاد ترامب من الانتخابات التمهيدية، ما قد يجعل الولايات الجمهورية ترد بالمثل في ما يتعلق بترشيح الرئيس الأمريكي جو بايدن".

ثانيًا، وفقًا لفاسيلييف، فإن "من المتوقع أن ينظر ترامب في الربيع في طلب من المدعي الخاص جاك سميث، حول ما إذا كانت الحصانة من الملاحقة القضائية تنطبق في حالة الرئيس السابق، وثالثًا، حتى لو فاز في الانتخابات، فقد يتم تقديم الطلب، وقد تم تقديمه بالفعل إلى القوات المسلحة الأمريكية، والذي بموجبه لا ينبغي له أن يشغل منصبًا بموجب التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي الذي يحظر على المسؤولين الذين شاركوا في "التمرد أو العصيان" تولي مناصب عامة.

الخطة ب للولايات المتحدة الأمريكية
وأوضحت الصحيفة، أنه "مع بداية المرحلة النشطة من الحملة الانتخابية الأمريكية، فقد نشأ وضع غامض في ما يتعلق بِترامب، ومما يزيد الطين بلة فإن الأمريكيين ليسوا متحمسين بشكل خاص لتكرار سيناريو انتخابات 2020 مع الرئيس الأمريكي السابق، وبايدن في الأدوار القيادية. على سبيل المثال، فإنه في صيف عام 2023، في استطلاع أجرته شبكة إن بي سي، عارض غالبية الناخبين مشاركة كلا السياسييْن في التصويت".

وبحسب عالم السياسة، مالك دوداكوف، فإنه "لا يمكننا أن نتوقع صورة مختلفة في انتخابات 2024. ووفقا له، فإن التصويت سيكون على الأرجح تكرارا للمبارزة بين ترامب وبايدن قبل أربع سنوات".
وتابع بالقول: "بالطبع لدى الجمهوريين والديمقراطيين خطة بديلة، في الحالة الأولى، هناك حاكم فلوريدا رون ديسانتيس أو سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هيلي. بدأ الديمقراطيون بداية منخفضة مع نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، ورئيس ميتشيغان غرينتشن ويتمير".

اظهار أخبار متعلقة


واختتمت الصحيفة، التقرير بما قاله، فلاديمير فاسيلييف، إن "الجمهوريين والديمقراطيين في وضع صعب عند النظر في إمكانية تغيير اللاعبين الرئيسيين، مبينًا أن اليوم؛ ليس لدى ترامب أي معارضة تقريبًا في الحزب الجمهوري". 

واستطردت: "يمكن تسمية منافسته بالممثلة الدائمة السابقة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، لكن لأسباب عديدة لن يرشح الجمهوريون أبدًا امرأة كمرشح رئاسي. فيما يختبئ الديمقراطيون جميعهم ولا أحد يعرف، إذا خرج بايدن من السباق فجأة من سيحل محله، غير أنهم يتحدثون عن حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم أو السيدة الأمريكية الأولى السابقة، ميشيل أوباما".
التعليقات (0)