قضايا وآراء

حقوق الضحايا في سوريا لن تموت بالتقادم

يحيى مكتبي
عشر سنوات على المجزرة الكيماوية في الغوطة- أ ف ب
عشر سنوات على المجزرة الكيماوية في الغوطة- أ ف ب
عندما تُرتكب واحدة من أبشع المجازر بحق الشعب السوري بواسطة السلاح الكيماوي المحرم دوليا، وهي مجزرة الغوطتين في 21 آب/ أغسطس 2013؛ التي راح ضحيتها 1400 مدني من النساء والأطفال والشيوخ، إضافة إلى عشرة آلاف مُصاب، ويبقى مرتكب الجريمة مجرم الحرب بشار الأسد طليقا، ويستمر هو ونظامه في ارتكاب سلسلة من الهجمات الكيماوية التي بلغت ما تزيد عن 200 هجوم.. بالتأكيد هذه رسالة خطيرة وخاطئة من المجتمع الدولي إلى نظام الأسد الاستبدادي القمعي، وإلى الشعب السوري الذي وقعت عليه تلك الجريمة؛ بأنه يمكن أن ترتكب عددا لامتناهيا من الجرائم، ويد العدالة لا تطالك!

هذه الرسالة خطيرة لأنها تفسح المجال أمام خطاب التطرف والإرهاب ليتلاعب بعقول الناس، ويقول لهم؛ إن كل شعارات المجتمع الدولي حول العدالة ومحاكمة المجرمين وحقوق الإنسان؛ ما هي إلا هراء ولا قيمة لها على أرض الواقع، والحل هو العنف والفوضى!

هذه الرسالة خطيرة لأنها تفسح المجال أمام خطاب التطرف والإرهاب ليتلاعب بعقول الناس، ويقول لهم؛ إن كل شعارات المجتمع الدولي حول العدالة ومحاكمة المجرمين وحقوق الإنسان؛ ما هي إلا هراء ولا قيمة لها على أرض الواقع، والحل هو العنف والفوضى!

وهذا ما لا نريده أبدا، ونتشارك مع المجتمع الدولي في ضرورة منع انتشار هذا الخطاب الهدام والمدمر. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هي رسالة خاطئة لكأنما تعطي الضوء الأخضر لمتابعة ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، وتدفع بسياسة الإفلات من العقاب للمجرمين. ويبقى السؤال المهم الموجه للمجتمع الدولي: أين حقوق الضحايا؟ بلا جواب حتى الآن.

ما تزال الصور المروعة والمؤلمة لضحايا تلك المجزرة وغيرها من المجازر، ماثلة في أذهان السوريين عامة، وأهالي الضحايا خاصة، وجميعنا ننتظر ساعة المحاسبة لتحقيق العدالة الانتقالية.

وبدلا من أن يصدر قرار بجر مجرم الحرب بشار الأسد إلى محاكمة الجنايات الدولية لينال جزاء ما اقترفت يداه من جرائم، فوجئ السوريون بفتح الأبواب له للمشاركة في القمة العربية الأخيرة، مترافقة مع خطوات تطبيع من قبل دول عربية شقيقة! وقد أصيب السوريون بألم وغضب واستياء من عودة النظام إلى الجامعة العربية؛ لأنهم لم يكونوا يتوقعون من الدول العربية الشقيقة على الإطلاق أن يعامل تابع إيران في سوريا بهذا الشكل! بل على العكس، كانوا يأملون في استمرار دور عربي ضاغط يدفع بقطار الحل السياسي المتعثر نحو وجهته الصحيحة، ويحرك عجلته للوصول إلى تطبيق القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري، وخاصة بيان جنيف رقم 1 والقرارين 2254 و2118.

بات من الواضح اليوم بعد مرور فترة كافية على خطوات التطبيع المجانية، أن نظام الأسد غير قادر وغير راغب في تقديم أي شيء لإيجاد الحل السياسي المنشود، وجُل ما يريده من التطبيع العربي، حصوله على أموال طائلة لينهبها تحت عنوان "إعادة الإعمار".
 بات من الواضح اليوم بعد مرور فترة كافية على خطوات التطبيع المجانية، أن نظام الأسد غير قادر وغير راغب في تقديم أي شيء لإيجاد الحل السياسي المنشود، وجُل ما يريده من التطبيع العربي، حصوله على أموال طائلة لينهبها تحت عنوان "إعادة الإعمار"، كما نهب ثروات سوريا على مدار خمسة عقود، وما بقي منها نهّبها للروس والإيرانيين.

المطلوب اليوم من المجتمع الدولي إعادة الأمور إلى نصابها، والعودة إلى المسار الذي يفضي إلى حل سياسي مستدام، بناءً على القرارات الدولية لتحقيق انتقال سياسي، وأن يكون هنالك مسار مواز للعدالة الانتقالية تقود المجرمين إلى محاكمات عادلة، ومن ثم تحقيق عودة طوعية للاجئين في بيئة آمنة ومحايدة.

وهذا لن يتحقق إلا بالضغط على نظام الأسد، والتلويح بإمكانية استخدام البند السابع في القرار 2118؛ الذي يقضي بإمكانية استخدام القوة لتطبيق القرارات الدولية.

ودون ذلك، سيبقى نظام الأسد يتلاعب ويمارس أساليب الخداع وإضاعة الوقت، ويتابع تصديره للكبتاغون، ويستمر في شعاره الذي رفعه منذ بداية الثورة "الأسد أو نحرق البلد".
التعليقات (4)
قاهر المستبدين
الإثنين، 21-08-2023 07:20 ص
بعد عشرة سنوات صعبة من الهجوم الكيماوي الغادر على غوطة دمشق الشرقية، مازال الشعب السوري ينادي بكل عزم وتصميم: حرية...! حرية...! حرية...! حرية...!
عمر
الإثنين، 21-08-2023 06:56 ص
المهم ان لا تنسوا اتباع الديانة الشيعية الذي فعلوا كل ذلك اكتبوا اسماؤهم وابنائهم واحفادهم ومن اي دولة كانوا اللطم على الاطلال لن ينحي المرء من الاغلال
المفترق الدولي
الإثنين، 21-08-2023 02:13 ص
بعد كل هذه السنين و لا تزال تنتظر من المجتمع الدولي معاقبة المجرم بشار؟ المجتمع الدولي على رأسه 5 من أكبرالمجرمين مجازر أمريكا في العراق و أفغنستان... مجازر الصين على شعب الإيغور... مجازرفرنسا في إفريقيا ...مجازر بوطين في سوريا و ليبيا و الشيشان..و...و
محمد غازى
الإثنين، 21-08-2023 12:31 ص
مجزرة ألغوطتين فى 21 أب (أغسطس) 2013 والتى راح ضحيتها 1400 مدنى سورى من ألنساء وألأطفال والشيوخ. إضافة إلى عشرة آلاف مصاب، هى أكبر جريمة أسمع بها إرتكبها حاكم ضد شعبه! كيف يسكت ألشعب ألسورى ألأصيل على هذا ألحاكم ألطاغية عشر سنوات ويتركه يحكمهم بالحديد والنار. سمعت أيضا أنه إرتكب هجمات كيماوية ضد ألشعب ألسورى بلغت 200 هجوما. لماذا يسكت ألشعب ألسورى على كل هذا وذاك؟ ربما نسى ألشعب ألعربى ألسورى أن إسم عائلة بشار هو ألوحش وليس ألأسد وألذى قام بتغيير ألإسم كان والد بشار، حافظ حتى يكون ألإسم مقبولا من ألشعب! هناك مئات ألآلاف من ألشعب ألسورى وضيوفهم ألفلسطينيون قام بشار بتهجيرهم إلى ألى ألشمال قرب ألحدود ألتركية. والله أعيب على ألشعب ألسورى سكوته على بطش هذه ألعائلة ألظالمة ألمارقة ألسافلة ألمنحطة. هل نسيتم قول ألشاعر: إذا ألشعب يوما أراد ألحياة فلا بد أن يستجيب ألقدر. ولا بد لليل أن ينجلى ولا بد للقيد أن ينكسر!!!!!!!!!!