حادثة "لوكربي" تعودُ للواجهة

السلطات الأمريكية تحاكم حاليا المتهم الليبي بصناعة القنبلة التي تسببت في تفجير طائرة بان أمريكان فوق بلدة لوكربي عام 1988


بعد مضيِّ أكثرَ من ثلاثةِ عقود على حادثةِ مقتلِ 259 شخصا كانوا على متنِ رحلة "بان أميركان" فوقَ بلدةِ لوكربي الأسكتلنديةِ عام 1988 واتهامِ السلطاتِ الليبيةِ بالوقوفِ وراءَ الحادثة.

تعودُ القضيةُ للواجهةِ من جديد إثرَ اختطافِ المشتبهِ بهِ بالوقوفِ وراءَ التفجير الليبي أبو عجيلة محمد مسعود خير المريمي من منزلهِ في ليبيا للمثولِ أمامَ محكمةٍ أمريكيةٍ دون ذكر طريقةِ وصولهِ إلى الولاياتِ المتحدة.

فكيفَ تمَّ الاختطاف؟ وما هي حادثةُ لوكربي التي دفعت ليبيا ثمنها باهظا؟

اختطافٌ ثم ترحيل

تقريرٌ لصحفيةِ "الغارديان" يؤكدُ أن المتهمَ الليبي الذي تدعي الولاياتُ المتحدةُ بأنهُ مشعلُ فتيلةِ قنبلةِ طائرةِ لوكربي تمَّ اختطافهُ من بيتهِ في حيٍّ بالعاصمةِ الليبيةِ طرابلس، لتصرّحَ عائلتهُ أنهُ اُختطفَ على يدِ جماعةٍ مسلحةٍ قبلَ أن تتفاجأَ العائلة بنشرِ أخبارٍ تفيدُ بتواجدهِ في الولاياتِ المتحدة وأنهُ سيمثلُ للمحاكمة، الأمرُ الذي تسببَ لهم بـصدمة كبيرةٍ وللشارعِ الليبي بكاملهِ، متهمينَ الحكومةَ الليبيةَ بـالتواطؤ في تسليمِ أبو عجيلة للسلطاتِ الأمريكية.

تُهمٌ جنائية

كانَ مسعود خبير المتفجراتِ المعروفِ في وكالةِ المخابراتِ الليبية قد سُجنَ لمدةِ 10 سنواتٍ في ليبيا على خلفيةِ جرائمَ ارتكبها أثناءَ حكمِ الرئيسِ السابقِ معمر القذافي وخلالَ فترةِ حبسهِ تلقى مسؤولونَ أمريكيون عامَ 2017 نسخةً من المقابلةِ معهُ في الأسر اعترفَ فيها ببناءِ القنبلةِ التي استخدمت في هجومِ طائرةِ "بان أميركان"، حيثُ عملَ مع الرجلينِ المكلفينِ بزرعها في الطائرة، وقال إنَّ المخابراتِ الليبيةِ هي التي كانت المسؤولةَ عن الخطةِ، وإن القذافي شكرهُ والآخرين بعدَ تحطمِ الطائرةِ وفق زعم "الغارديان".

وفي عامِ 2020 أعلنت وزارةُ العدلِ الأمريكيةِ عن توجيهِ اتهاماتٍ لمسعود بسببِ دورهِ في تفجيرِ الطائرة، إلا أنَّ محاكمتهُ ظلت نظريةً لأنهُ كانَ مسجونا في ليبيا.

قضيةُ لوكربي

في عامِ 1988 وبعدَ إقلاعِ طائرةِ الركابِ المدنيةِ الأمريكية "بانام" في رحلتها متجهةً من مطارِ هيثرو بالعاصمةِ البريطانيةِ لندن إلى مطارِ كينيدي في نيويورك بالولاياتِ المتحدةِ الأمريكية وعلى متنها 259 راكبا وفجأةً وبعدَ نحو 35 دقيقةً من إقلاعها، وتحديدا في تمامِ الساعةِ 7:03 مساء انفجرت الطائرةُ في الجوِّ، فسقطت وتناثرت أشلاؤها ونيرانها الحارقةُ على بلدة "لوكربي" الأسكتلنديةِ غربي إنجلترا، لتتهمَ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية والمملكةُ المتحدة ليبيا أيامَ القذافي بتدبيرها، مما أحدثَ أزمةً بين الطرفينِ قادت لتسليمِ المتهميْنِ الليبيين ومحاكمتهما ثم التصالحِ على دفعِ تعويضاتٍ للضحايا.

ويذكرُ أنَّ نظامَ معمرِ القذافي دفعَ في العام 2008 أكثرَ من ملياري دولارٍ إلى أهالي الضحايا لإقفالِ ملفِّ القضية.
التعليقات (0)