مقالات مختارة

إياك يا "برهان".. فتسقط قبل "حمدوك"

الهندي عز الدين
1300x600
1300x600
غداً الثلاثاء.. تهبط طائرة السمسار الأعظم في العالم وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية "مايك بومبيو" على مدرج مطار الخرطوم، بعد عام ونصف العام على نجاح ثورة ديسمبر وسقوط النظام السابق بانقلاب اللجنة الأمنية.

بالتأكيد.. لن يأتي "بومبيو" وبين يديه قرار من الرئيس "دونالد ترمب" برفع ما تبقى من العقوبات الأمريكية على السودان وإزالته من قائمة الدول الراعية للإرهاب!

لا.. فأمريكا لن تكلف نفسها مشقة إصدار هذا القرار، ما دام بامكانها الحصول على ما تريد من شركاء الحكم الانتقالي (عسكريين ومدنيين) دون أن ترهق كتبة البيت الأبيض بصياغة قرارات!

أمريكا ـ كما قال وزير خارجيتها الأسبق "هنري كيسنجر" ـ (لا تدفع ثمن ما يُهدى إليها)!!

زيارة "بومبيو" ليست لتهنئة "البرهان" و"حمدوك" بالتغيير الذي جرى قبل عام ونيف، ولا هي للإعلان عن دعم مالي كبير أو صغير للحكومة الانتقالية التي تقف على حافة السقوط بسبب الانهيار الاقتصادي الشامل الذي ضرب البلاد خلال عام القحط، كلا.. فالوزير السمسار جاء ليمارس ضغوطاً مكثفة على رئيسي مجلسي السيادة والوزراء لدفعهما للإعلان (المجاني) عن تطبيع العلاقات مع دولة الكيان الصهيوني، تبعاً لدولة الإمارات ثم دولة البحرين!!

قابل الفريق "البرهان" "نتنياهو" في "عنتيبي" في فبراير الماضي، ولم يجن السودان ثمرةً واحدة من حصاد ذلك اللقاء غير المسبوق في تاريخ السياسة السودانية قبل و بعد الاستقلال!!

حصل "نتنياهو" على ما يريد، ويسعى الآن لتحقيق المزيد والتوقيع على دفتر التطبيع دون مقابل، عبر رحلة "بومبيو" المفخخة إلى الخرطوم.

إننا نهتف في أذن الرئيس "البرهان".. توقف عن هذا الفعل المُنكر.. توقف في محطة "عنتيبي".. كفاك ما قدمت دون مقابل.. لا تمض في طريق الخديعة شبراً.

ثم لا تصدِّق وعود أمريكا الكذوب.. أبداً.. فقد خدعوا قبلك "علي عثمان".. و"نافع".. و"علي كرتي" .. و"قوش" و"محمد عطا".. خدعوا المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، فقسّموا بلدنا إلى بلدين وشردوا شعبنا وأفقروا دولتين! 

فإما أن تعلن الإدارة الأمريكية من "واشنطن" القرار التنفيذي للرئيس "ترمب" بإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب ورفع جميع العقوبات المفروضة على بلادنا، أو فلا تطبيع ولا اتفاق مع إسرائيل.

لقد استغفلونا ـ يا "برهان" ـ ما فيه الكفاية.. عرباً وعجماً ويهود.. فصلنا لهم جنوبنا الحبيب.. سلّمناهم بأيدي الخونة من بني جلدتنا، دولةً مستقلة غادرت بثلاثة أرباع ثروتنا النفطية، ورُبع أرضنا، ورُبع شعبنا، ثم لم نجد منهم غير الحصار والعقوبات والتنكيل والتضييق.

إياك يا "برهان" والاستجابة لضغوط هذا "البومبيو" .. إياك أن تكرر الخطأ .. فتسقط  قبل "حمدوك" .

*صحيفة "المجهر السياسي" السودانية
التعليقات (0)