هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "فايس نيوز" تقريرا أعده جيسون باتنكين، يتحدث فيه عن صعود أمير الحرب السوداني محمد حمدان دقلو، الذي قال إنه قد يقرر مستقبل السودان، ويشكل عقبة للسلام فيه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن دقلو، المعروف أيضا بحميدتي، لديه سجل طويل في الجرائم في أثناء الحرب في دارفور، لافتا إلى أنه جلب معه سمعته في العنف إلى الخرطوم.
ويلفت باتنكين إلى أن قادة المعتصمين والمبعوث الأمريكي حملوا قوات الدعم السريع، التي يقودها حميدتي، مسؤولية العنف الذي اندلع الأسبوع الماضي، الذي جاء في وقت كان فيه المدنيون والعسكريون يقتربون من صفقة لتشكيل حكومة جديدة، وهو ما أدى إلى انهيارها.
ويقول الموقع: "في ظل حالة الفوضى في السودان، فإن حميدتي يعمل على تقوية هيمنته، ففي منتصف نيسان/ أبريل استغل التظاهرات الحاشدة، وأدى دورا في عملية الإطاحة بالزعيم السوداني عمر البشير، وكونه نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي، الذي يشرف على المرحلة الانتقالية، فإنه أصبح أقوى رجل في الخرطوم، وربما كان العقبة لتحقيق سلام دائم في السودان".
وينقل التقرير عن الباحث الذي درس النزاعات في السودان وتشاد خلال العشرين سنة الماضية جيروم توبايانا، قوله إن حميدتي "لو لم يحصل على ما يريد له ولمن حوله فإنه سيثير العنف في الخرطوم ودارفور".
ويتحدث الكاتب عن أصول حميدتي الفقيرة، الذي اشتغل بتجارة الجمال قبل أن ينضم إلى الجماعات المسلحة في دارفور، وأصبح قائدا للجنجويد، المتهمة بارتكاب جرائم إبادة في دارفور في بداية القرن الحالي، ومن ثم تولى قيادة قوات الدعم السريع، التي أصبحت أداة البشير لمكافحة التمرد في دارفور ومناطق أخرى.
ويورد الموقع نقلا عن جنرال سوداني قاتل إلى جانب هذه القوات في جبل مرة في منطقة دارفور، قوله: "كانوا شجعانا ومقاتلين، لكنهم كانوا غير منضبطين".
وينقل التقرير عن توبايانا، قوله إن سبب نجاح حميدتي في المعركة جاء من خلال الهجمات السريعة من خلال شاحنات "بيكب" على المتمردين، مقارنة مع الجيش النظامي الذي يتحرك ببطء، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع عرفت بوحشيتها وحرق القرى واغتصاب النساء وقتل المدنيين.
ويقول باتنكين إن الفاضل عبد العزيز كان في مخيم "كالما" في دارفور عام 2017، عندما فتحت قوات الدعم السريع النار عليه وعلى غيره من النازحين الذين نظموا تظاهرات ضد البشير، وقال: "استيقظنا ووجدنا هذه القوات تحاصر المخيم.. كنا في طريقنا لمقر الأمم المتحدة لنبدأ الاحتجاج، لكنهم بدأوا في إطلاق النار علينا".
ويفيد الموقع بأن حميدتي ليس قائد مليشيا فحسب، بل هو رجل أعمال أيضا، ففي ظل البشير استثمر حميدتي الأعداد الكبيرة من البدو الرحل الفقراء وغير المتعلمين، مثله، وشكل قوات الدعم السريع إلى جانب قوات مرتزقة جاهزة للقتال في أي معركة مقابل المال، كما يقول الزميل في معهد "ريفت فالي" في العاصمة الكينية نيروبي، مجدي الجزولي.
ويجد التقرير أن هذا الأمر جعل له أصدقاء كثيرين خارج السودان؛ في السعودية والإمارات، اللتين دفعتا لقواته من أجل القتال في حرب اليمن، واعتمد الاتحاد الأوروبي عليه لوقف حركة المهاجرين عبر الأراضي السودانية إلى البحر المتوسط، فيما يعتقد أن لديه علاقة بتهريب البشر وعالم تهريب الذهب في السودان.
ويرى الكاتب أن "حميدتي يقوم الآن باستخدام موقعه في الخرطوم من أجل شن تحركه التالي، وهو التحول إلى سياسي شعبوي، وبابتسامته المتكلفة وقبعة البيبسول التي يرتديها، قام بزيارة الجرحى في المستشفى، ودفع كفالة عدد من السجناء للإفراج عنهم".
ويقول الموقع: "يبدو أن حملة العلاقات العامة أثمرت، رغم اتهام قواته بتقويض المفاوضات الأسبوع الماضي، فقد تحول بكلامه الصريح وأصوله النابعة من أطراف السودان الفقيرة، إلى بطل لسكان القرى الواقعة على أطراف البلاد، التي همشتها النخبة الحاكمة، سواء كانت إسلامية، أو المعتصمين والبرجوازية اليسارية أمام مقرات القيادة العامة".
وينقل التقرير عن الأكاديمي من دارفور العامل في جامعة جورج ميسون، أديب يوسف، قوله: "يعتقد الناس في الخرطوم أن حميدتي جاهل وغير متحضر، ولا يقصدونه فقط، بل هو وقواته أيضا"، ويستدرك قائلا إن "بعض الدارفوريين يتعاملون معه بصفته قائدا؛ لأنهم يشعرون أن حميدتي جاء من منطقة مهمشة مثلهم، وعانوا من الفقر مثله".
ويورد باتنكين عن رئيس الوزراء السوداني السابق الصادق المهدي، قوله إن حميدتي حصل على "دور وطني"، أما المتمرد من دارفور ميني ميناوي، الذي حارب قوات الدعم السريع، فقال إن حميدتي "حاكم السودان الفعلي" وقد "يمثل" دارفور، وأضاف" "قاتلته أكثر من أي شخص آخر.. الآن هناك وضع مختلف فقد أصبح جزءا من التغيير وعناصره".
ويقول الموقع إن "سكان الخرطوم بدأوا يشعرون بقوة حميدتي الجديدة، فقوات الدعم السريع موجودة في كل مكان: على الجسور وتقاطع الطرقات وحول المعتصمين، ويضم حرس حميدتي أسطولا من سيارات لاند كروزر وعربات هليوكسيس المحملة بالرشاشات، وجنودا يحملون المسدسات وبنادق (إي كي-47) والمقذوفات الصاروخية، ومضادات للطائرات أيضا".
وبحسب التقرير، فإن حضور قوات الردع السريع يخيف المحتجين، ويثير مخاوف من صراع على السلطة بين قوات حميدتي والجيش النظامي، الذي ظل القوة التي لا ينافسها أحد في الخرطوم، مشيرا إلى أن وجود قوات الردع السريع يمثل تهديدا.
وينقل الكاتب عن الجزولي، قوله: "يجب أن يكون لأحد الطرفين سلطة على الطرف الآخر.. لن تشق طريقك من تاجر بسيط في دارفور لتصبح الرجل الثاني في السلطة وتتخلى عن ذلك بسهولة".
ويلفت الموقع إلى أن الحكومات التي تريد تحولا سلميا للسلطة تحاول التعامل بحذر مع حميدتي، فقد اتهم المبعوث الأمريكي في الخرطوم قوات الردع السريع بقتل المعتصمين، ليتناول العشاء معه يوم السبت.
ويورد التقرير نقلا عن دبلوماسي غربي، قوله: "هذا يضعنا في موضع صعب.. حتى تحصل الحكومة الجديدة على الشرعية من أبنائها ومن المجتمع الدولي، فإنها بحاجة لقادة لديهم مصداقية ولا علاقة لهم بتصرفات الحكومة، وحميدتي ليس ممثلا ذا مصداقية، لكنه لا يريد الذهاب، فقواته في الخرطوم".
وينوه باتنكين إلى أن قائد قوات الدعم السريع أكد ذلك بوضوح خلال الأسابيع الماضية، لكنه اكتشف حقيقة أخرى، وهي أن المعتصمين في الخرطوم ضده بأغلبية ساحقة.
ويختم "فايس نيوز" تقريره بالإشارة إلى قول مدرس كيمياء: "أكره قوات الدعم السريع لأنها تكرهنا.. هي ليست جيش السودان، بل هي مجرد مليشيا مستعدة لعمل أي شيء مقابل حفنة دولارات".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)