توسعت
الصحافة
الإسرائيلية صباح اليوم في الحديث عن اقتراب رد
إيراني ضد إسرائيل، على
وقع تسريبات الساعات الأخيرة عن هجوم إيراني على إسرائيل ردا على الضربات التي
وجهها سلاح الجو الإسرائيلي مؤخرا ضد قواعدها العسكرية في
سوريا.
ركزت
الصحافة الإسرائيلية في تقاريرها اليوم على الأحاديث المنتشرة بشأن اقتراب رد
عسكري إيراني ضد إسرائيل بعد قصف الأخيرة مواقع عسكرية لطهران داخل سوريا قتل على
إثرها ضباط وعناصر من
الحرس الثوري.
وأجرى
آساف غولان المراسل العسكري لصحيفة إسرائيل اليوم سلسلة لقاءات مع عدد من الخبراء
العسكريين الإسرائيليين، ترجمتها "
عربي21" تحدثوا خلالها عن احتمالية
الرد وشكل الأسلحة المستخدمة فيما لو حصل.
وقال
الجنرال يوسي كوبرفاسر رئيس دائرة الأبحاث الأسبق في جهاز الاستخبارات العسكرية
الإسرائيلية "أمان"، إن "هناك تقديرا متوفرا في تل أبيب يفيد
بامتلاك إيران لكميات كبيرة من الصواريخ ذات أبعاد مختلفة، أرسلت بعضا منها لحزب
الله".
وأوضح
فاسر أن الإيرانيين لديهم صواريخ من طراز فاتح 110، دقيقة التصويب إلى حد كبير،
وصواريخ أكثر دقة ليست هناك حاجة لإحضارها للحزب من طراز زلزال، وباستثناء
الصواريخ بعيدة المدى التي تزيد عن 200 كيلومتر، فهم يعطون كل شيء للحزب، لأنه
يريد الصواريخ ذات الأبعاد المتوسطة".
وأضاف
كوبرفاسر، وهو وكيل وزارة الشؤون الاستراتيجية السابق أيضا، أن "إيران طيلة
الوقت تعلن أنها من سوف ترد على إسرائيل، لكني لم أرد حتى الآن تهديدا دقيقا
مركزا، بل تهديدات من طراز الرد في الزمان والمكان المناسبين، لكن ذلك يتطلب منا
نحن الإسرائيليين أن نكون مستعدين لكل السيناريوهات".
وأوضح
أن "بعض العمليات الهجومية المنسوبة للجيش الإسرائيلي في سوريا تهدف لمنع
إيران أن تكون قادرة على توجيه ردود ضد إسرائيل، وفي حال توفرت لدى الجيش معلومة
دقيقة محددة، فلن ينتظر طويلا لحدوث شيء، بل سيبادر للفعل، لكني لا أعلم اليوم إن
توفرت لديه معلومة محددة كهذه، الإيرانيون يبذلون جهودا مضنية لتأسيس قواعد عسكرية
لهم في سوريا للعمل ضد إسرائيل، كما فعلوا في إرسال الطائرات المسيرة الأخيرة في
فبراير".
وشدد
بالقول: "يبدو أن جهود إيران لإقامة هذه القواعد العسكرية الخاصة بالطائرات
المسيرة في سوريا تم معالجتها من قبل إسرائيل، مع أن الإيرانيين يشعرون بضغط جدي
من عدة زوايا أهمها النقاش الدولي حول البرنامج النووي، لذلك يسعون لإبعاد أي شبح
عملية عسكرية متوقعة ضدهم في هذه الآونة، وربما تسعى إيران لإيجاد رادع أمام الغرب
لإقناعهم بعدم العمل ضد مشروعهم النووي، لكن لا أظن ذلك قد ينجح".
من
جانبه قال البروفيسور عوزي رابي رئيس مركز موشيه دايان لدراسات الشرق الأوسط
وأفريقيا بجامعة تل أبيب إن "إيران لا تريد حربا شاملة في هذه الآونة، لكنها
تريد الظهور أمام العالم أنها تريد الانتقام، وكيف ستنتقم، وتحديدا في المديات
الصاروخية التي تضرب شمال إسرائيل، وهي متوفرة لديهم" لافتا إلى وجود "تهيئة
رسمية للرأي العام لديهم لتنفيذ مثل هذا الانتقام، كما يتضح في النقاش الحاصل على
شبكات التواصل الاجتماعي باللغة الفارسية".
وأضاف
أن "فرصة الزمن التي ستنتقم فيها إيران ممتدة بين يومي 6-12 أيار/مايو حيث يتم
الإعلان عن نتائج الانتخابات اللبنانية، وإعلان موقف ترامب من الاتفاق النووي، رغم
أن الإيرانيين يشعرون بضغوط تأتيهم من الاتحاد الأوروبي، ويسمعون كذلك من الروس
بعض النصائح، لكن رجال الحرس الثوري يمارسون ضغوطا كبيرة على دوائر صنع القرار
الإيراني، ويريدون تثبيت قاعدة العين بالعين والسن بالسن".
وأوضح
أن "الرغبة الإيرانية بالانتقام من إسرائيل مرتبطة بصراعات داخلية في قلب
المؤسسة الحاكمة في طهران، فالمؤسسة السياسية المدنية تريد التوصل مع المجتمع
الدولي لترتيبات معينة، فيما يريد الحرس الثوري توجيه الرد والانتقام، ومنطقهم في
ذلك أن الانتقام يرسخ بقاءهم في صورة المشهد السياسي الإيراني".
وتابع:
"اليوم طالما أن الإيرانيين باتوا على حدود إسرائيل فلم يعودوا بحاجة للعمل
ضدها من خلال حزب الله، نعلم أن الأمر بات قريبا جدا منا، ولو كنت صاحب قرار في
إيران، فسأذهب لاستخدام صواريخ زلزال، إيران تريد الرد على إسرائيل، ولو أدى ذلك
لسقوط قتلى، لكنها راغبة باستهداف قواعد عسكرية بعينها".
بدوره
رأى عاموس هارئيل الخبير العسكري في صحيفة "هآرتس" أن "إيران عاقدة
العزم على توجيه رد انتقامي ضد إسرائيل، لكنه سيكون بصورة محدودة، دون أن تتدهور
الأمور باتجاه حرب واسعة في المنطقة".
وأضاف
في تحليل عسكري ترجمته "
عربي21" أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية رصدت
في الآونة الأخيرة محاولات إيرانية لنصب منصات إطلاق صواريخ من سوريا باتجاه شمال
إسرائيل، واتضح لها أن المنخرطين بهذه التحضيرات مقاتلون من حزب الله والميليشيات
الشيعية التي تمولها إيران في سوريا، دون أن يمنح الحزب لإسرائيل الذريعة الواضحة
لضرب لبنان".
وكشفت
"تال ليف رام" الخبير العسكري في صحيفة "معاريف" النقاب
"أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية عقد اجتماعا طارئا في
الساعات الأخيرة لبحث تطورات الجبهة الشمالية، دون الكشف عن تفاصيل مباحثاته بسبب
فرض الرقابة العسكرية حظرا على الحديث فيها".
وأضاف
في تقرير ترجمته "
عربي21" أن "التقدير السائد في المؤسسة الأمنية
والعسكرية في تل أبيب يفيد بأن طهران قد تلجأ للميليشيات الشيعية التي تشرف عليها
لتنفيذ الرد الانتقامي ضد إسرائيل، كما هو الحال مع الحوثيين في حربهم ضد السعودية
في اليمن".