استعرض محلل إسرائيلي بارز تفاصيل معركة
الرقة والموقف التركي من القوات الكردية المشاركة فيها، والأخطار المتعددة المتوقعة من هزيمة
تنظيم الدولة في تلك المعركة التي لن تنتهي سريعا.
وشكك محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، في قدرة "قوات
سوريا الديمقراطية"، التي أعلنت عن بدء عملية تحرير الرقة، بتخليص المدينة من التنظيم سريعا.
ونوه برئيل في مقال له الجمعة، إلى أن الحديث عن سرعة تحرير الرقة، يشبه لدرجة كبيرة ما حدث في الموصل التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، حين تحدثت تقارير عن تحريرها في فترة قصيرة؛ لكن الموصل حتى الآن لم تتحرر بشكل كامل وما زالت المعارك مستمرة.
ورغم أن الرقة ليست بمساحة الموصل، وعدد سكانها نحو 300 ألف نسمة، رأى برئيل، أنه "كلما تقلص هامش الحياة لدى تنظيم الدولة، زاد تصميمه على الحفاظ على ممتلكاته، فهو يعتمد على طرق دفاعية مثل التي اعتمدها في الموصل، والتي تتسبب بخسائر كبيرة للقوات التي تهاجمه".
وأشار إلى أن "منع هرب المواطنين وعمليات الإعدام من شأنها تعزيز الدرع البشري الذي يختبئ وراءه مقاتلو التنظيم، كما أنه يستخدم طائرات بدون طيار وصواريخ مضادة للطائرات، في حين يتركز قتال عناصره في المناطق المأهولة بالسكان والمباني".
المظلة الجوية
ولفت برئيل، إلى أن معركة الرقة مثل معركة الموصل، "تعتمد على الدمج بين القوات المحلية والمظلة الجوية لقوات التحالف، في حين تثير القوات الكردية المشاركة في الحرب بسوريا الخلاف بين تركيا وأمريكا؛ حيث ترفض تركيا تسليح أمريكا للأكراد ومشاركتهم في تلك الحرب".
وبحسب الخبير التركي، جنكيز تشاندار، فقد وضعت ثلاث قضايا مركزية على طاولة البحث بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 16 أيار/ مايو الماضي، وهي تغيير سياسة ترامب تجاه المليشيات الكردية في سوريا واعتبارها إرهابية، وتسليم فتح الله غولن لتركيا، وإطلاق سراح رضا زراب، المتهم في ملف الفساد المالي بتركيا.
وزعم تشاندار في مقال له، أن "أردوغان خرج خالي الوفاض في القضايا الثلاث، بل إن ترامب عمل على تسليح مليشيا قوات سوريا الديموقراطية.
اقرأ أيضا: الغارديان: لماذا يصعد تنظيم الدولة من العنف في رمضان؟
ونتيجة لهذا الوضع، أطلقت تركيا إعلانا تحذيريا، شددت فيه على أنها "سترد بقوة في حال رأت أن الحرب في الرقة تهدد أمنها"، والذي اعتبره المحلل الإسرائيلي "تحذيرا موجها لواشنطن أكثر من الأكراد".
وتابع بأن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال إنه "لا يمكن محاربة منظمة إرهابية واحدة من خلال تقوية منظمة إرهابية أخرى".
معركة جانبية
ورأى برئيل، أن الخلاف التركي الأمريكي هو "معركة جانبية؛ أقل أهمية من غياب خطة متفق عليها للمرحلة التي تلي الانتصار على التنظيم في الموصل والرقة"، مؤكدا أن "الصعوبة الفورية؛ تتمثل في طبيعة استراتيجية تنظيم الدولة بعد أن يتم طرده من المناطق التي تركز وجوده فيها".
وتساءل: "هل سيتصرف تنظيم الدولة مثل تنظيم القاعدة ويتبنى تكتيك العمليات المركزة في الدول العربية والأوروبية؟ وإلى أين سيذهب متطوعوه الذين هم ليسوا عراقيين أو سوريين؟ وهل سيؤدي سقوطه لنشوء منظمات محلية جديدة في الدول المجاورة؟".
ونوه محلل الشؤون العربية، إلى أن الإجابة عن هذه الأسئلة "سيكون لها تأثير حاسم على مستقبل المنطقة، وفي حال انتشر تنظيم الدولة في الدول العربية، فستضطر تلك الدول لمحاربته بشكل مستقل، ما سيؤثر على استقرارها".
وأكد أن تلك الدول التي ستواجه هذه التهديدات المحلية، "لا يمكنها أن تلقي بالمسؤولية على التحالفات العسكرية الدولية، في حين ترفض شعوب تلك الدول أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية".
اقرأ أيضا: لبنان تعلن ضبط خلية لتنظيم الدولة "خططت لعمليات كبرى"
وهنا مسألة أخرى "مقلقة" بحسب برئيل، وهي الصراع حول السيطرة على المناطق التي سيتم تحريرها من تنظيم الدولة في سوريا والعراق، حيث لم تنجح الجهود الروسية في التوصل لتفاهمات أولية بين الفصائل والنظام السوري، كما أنه لا توجد أي إشارات على حدوث انعطافة في الفترة القريبة".
ولفت برئيل، إلى أن معركة حلب والحديث عن تقدم قوات بشار الأسد، "كل هذا لم يساعد حتى الآن في الحسم العسكري أو استعداد الفصائل لتقديم تنازلات سياسية، أو حتى الموافقة المبدئية على إقامة مناطق آمنة، حيث إنها تنتظر رسم الخرائط التي ستحدد هذه المناطق".