تشهد محافظة
إدلب والمدن المحيطة بها، اكتظاظا سكانيا بالوافدين الجدد، الذين يعانون من عدم معرفة الطرقات وأسماء المدن في المنطقة.
ودفعت هذه الحالة بناشطين محليين إلى إطلاق حملة "دلّني"، وذلك لوضع علامات طرقية على الجدران والطرقات، تكون كفيلة بإرشاد المهجرين ومساعدتهم على التوجه بسهولة للأمكنة التي يقصدونها.
وأوضح مسؤول الحملة، محمد بادي، أن الحملة التي أطلقتها مؤسسة "شباب التغيير" توسعت لتشمل مناطق في ريف حلب الغربي، وذلك بعد نجاحها في محافظتي إدلب وحماة.
وقال بادي لـ"
عربي21": "نعتمد على الموارد المتاحة، لتحقيق الرؤية والخدمة المجتمعية، ولتحفيز الآخرين على المبادرات، وهدفنا التقليل من الصعوبات التي تواجه الإخوة المهجرين في المنطقة، في الأرياف المتناثرة، والمتداخلة".
وأضاف: "قمنا بمشاركة المجالس المحلية في المناطق المستهدفة بتنفيذ الحملة على الجدران، وكذلك أيضا من خلال تصنيع لافتات طرقية ونصبها على الطرقات بعد الكتابة عليها".
كما وزع النشطاء الشاخصات واللوحات الطرقية في أجزاء من محافظة إدلب وحماة، وريف حلب الغربي، لتجنيب المهجرين من دخول مناطق النظام، وخصوصا في ريف حماة الشمالي القريب من خطوط التماس مع قوات النظام.
ولفت بادي إلى أن "الحملة موجهة أساسا إلى تحذير المهجرين من دخول مناطق النظام بشكل غير مقصود، من خلال دلهم على الطرقات الآمنة، وتحذيرهم من الخطرة منها".
وقال: "لقد واجهت صعوبة كبيرة في حفظ الطرقات، كوني مهجرا من مدينة حلب، ولا توجد جهة رسمية تجهز الشاخصات الطرقية، ولذلك قررنا العمل على هذا".
وفي ذات السياق، قال المنسق العام في مؤسسة شباب التغيير، علي حلاق: "يعاني عشرات الآلاف من المهجرين في مناطق إدلب وريفي حماة وحلب، من مشكلة طرق المواصلات، التي غالبا ما تكون زراعية".
وأضاف لـ"
عربي21": "عندما ندل السائق على الطريق فنحن نقدم له خدمة بسيطة، وكذلك نحن نحرك المجتمع أفرادا ومؤسسات على التنافس بتقديم الخدمة للمواطنيين، الذين يعانون كثيرا من آثار الحرب"، وفق قوله.
وتابع: "لا تحتاج الحملة إلا إلى أشياء بسيطة من طلاء وفرشاة وأحيانا شاخصات حديدية". واستطرد قائلا: "نستطيع تقديم خدمة لها أثر كبير، رغم الموارد القليلة المتاحة"، واصفا حملة "دلني" بأنها "رسالة لكل منظمات المجتمع المدني التي لديها نشاطات بمبالغ هائلة، والتي لا يكون لها أثر".